تمر اليوم الذكرى الثلاثين على رحيل الأديب الكبير يوسف إدريس، إذ رحل عن عالمنا فى 1 أغسطس عام 1991، عن عمر يناهز 64 عاما، ويعد إدريس أحد أهم كتاب القصة القصيرة فى الأدب العربي، منذ نشر مجموعته القصصية الأولى "أرخص ليالى"، وقد توالت مجموعاته القصصية ورواياته ومسرحياته، وأشهرها "الحرام، العيب، حادثة شرف، النداهة، بيت من لحم".
ولم يكن الكاتب الراحل مجرد طبيب اعتزل الطب وعلا نجمه فى الأدب والصحافة، بل ظل مرتبطا بقضايا الأمة العربية، يعبر عنها فى قصصه القصيرة، والتى تناولت الكفاح ضد العدو الإسرائيلى خلال الحروب التى خاضتها مصر.
كان للأديب الراحل يوسف إدريس تاريخا كبير مع المعارك الثورية والتاريخ النضالى الكبير، فحسبما يذكر الكاتب المسرحى الكبير محمد سلماوى فى مذكراته "يوما أو بعض يوم" إن الأديب الراحل سافر عام 1961م، وحين ذاع صيته ككاتب قصة قصيرة، سافر إلى الجزائر وانضم الثوار هناك، وحارب معهم من أجل الاستقلال وأصيب أثناء المعارك بالجبل، فكان مثل الكاتب الأمريكى الشهير "إرنست همنجواى" الذى شارك فى الحرب الأهلية الإسبانية وكتب عنها بعض أجمل رواياته وقصصه القصيرة، على حد وصف الكاتب.
انضم يوسف ادريس إلى المناضلين الجزائريين فى الجبال واشترك معهم وحارب فى معارك الاستقلال لمدة ستة شهور وأصيب أثناء المعارك فى الجبل، وأهداه الجزائريون وساماً إعراباً عن تقديرهم لجهوده فى سبيلهم وعاد إلى مصر.، وحصل على وسام أخر من الرئيس جمال عبد الناصر.
كما اتخذ إدريس موقفا معارضا لاتفاقية السلام التى أبرمتها القاهرة مع إسرائيل أواخر سبعينيات القرن العشرين، ويرى البعض أن ذلك كان سببا فى استبعاده من الترشح لجائزة نوبل للأدب، والتى نالها الأديب نجيب محفوظ الذى أيد اتفاقية كامب ديفيد.
ووفقا للكاتب السويدى شل أسبمارك عضو الأكاديمية السويدية والذى كان أحد المسؤولين عن اختيار الفائز بجائزة نوبل للأدب، فى لقاء صحفى نشر عام 2014، فقد رفض إدريس بشدة مقترحا بأن يقتسم جائزة نوبل مع كاتب إسرائيلي، عندما عرض سياسى سويدى الجائزة العريقة عليه خلال زيارته للقاهرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة