بعد مرور عام على وصول حاكم نيويورك، أندرو كومو، إلى مستويات سياسية جديدة من خلال إحاطات إخبارية يومية أثارت إعجاب الأمة التي كانت تعاني من وباء يحدث مرة واحدة في العمر، أعلن الديمقراطى عن خططه يوم الثلاثاء للاستقالة وسط ضغوط متزايدة للمغادرة أو مواجهة العزل بسبب مزاعم بأنه تحرش جنسيًا بما يقرب من اثنتى عشرة امرأة.
وكانت الضربات المسددة لحاكم نيويورك توالت خلال الـ24 ساعة الماضية، فبعد استقالة أقرب مساعديه لاتهامها بقيادة جهود الانتقام من السيدات اللواتى اتهمنه بالتحرش الجنسى، انسحب محامية بارزة من رئاسة منظمة تدافع عن ضحايا التحرش الجنسى لصلتها بالحاكم. ولم ينته اليوم إلا قبل أن كشفت مساعدة تنفيذية عن هويتها لتطالب بمساءلة كومو حول سلوكه المزعوم.
بريتاني كوميسو مساعدة كومو
وكشفت بريتاني كوميسو المساعدة التنفيذية لحاكم ولاية نيويورك عن هويتها فى برنامج تلفزيونى مساء الإثنين، ودعت إلى محاسبته. وكانت مزاعم بريتانى قد وردت بالتفصيل فى البداية فى تقرير وجد أن كومو تحرش جنسياً بـ 11 امرأة.
وقالت كوميسو، البالغة من العمر 32 عاماً، عن الحالات التى تعرضت فيها للمس بصورة غير لائقة أثناء عملها تحت قيادة الحاكم: "ما فعله معي كان جريمة".
ونفى كومو، البالغ من العمر 63 عاماً، قيامه بأى عمل خاطئ ويقاوم حتى الآن الدعوات بالاستقالة.
حاكم نيويورك وميليسا ديروسا
ومن ناحية أخرى، قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن استقالة ميليسا ديروسا، كبيرة مساعدى حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو كان بمثابة ضربة جديدة جاءت فى الوقت الذى يكافح فيه الحاكم من أجل البقاء السياسى بعد أن خلص تقرير من المدعى العام لولاية نيويورك إلى أنه تحرش جنسيًا بما يقرب من اثنتي عشرة امرأة، مما يضع مستقبله السياسى فى خطر.
واعتبرت الصحيفة أن استقالة ديروسا تعنى أن كومو، وهو ديمقراطى، فقد أحد أكثر مساعديه ولاءً وأكثر الخبراء الاستراتيجيين الموثوق بهم فى فريقه بينما كان يواجه تهديدًا وشيكًا بالمساءلة فى الهيئة التشريعية للولاية ودعوات للتنحى من كوكبة من كبار المسئولين فى حزبه، بما فى ذلك الرئيس الأمريكى، جو بايدن ورئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى.
ووقفت ديروسا إلى جانب الحاكم لسنوات حتى مع تقلص حجم دائرته المقربة وغادر العديد من كبار الموظفين الذين ساعدوا فى انتخابه لأول مرة فى عام 2010.
ووجد تقرير المدعى العام للولاية أن ديروسا قادت الجهود للانتقام من إحدى النساء اللواتى تحدثن علنًا عن ادعاءاتها فى ديسمبر .
المحامية التى قدمت المشورة لكومو
وقالت الصحيفة إنه بعد أن أصبحت عنصرًا أساسيًا فى إحاطات كومو حول فيروس كورونا خلال الوباء، تعرضت ديروسا أيضًا لانتقادات فى وقت سابق من هذا العام لمشاركتها فى جهود الإدارة لإخفاء المدى الكامل لوفيات دور رعاية المسنين، وهى مسألة قيد التحقيق من قبل السلطات الفيدرالية ومجلس الولاية.
وقالت ديروسا، البالغة من العمر 38 عامًا، في بيان يوم الأحد إن "العامين الماضيين كانا مليئا بالتحديات عاطفيًا وذهنيًا".
وأضافت: "لقد كان أعظم شرف فى حياتى أن أخدم سكان نيويورك على مدى السنوات العشر الماضية. لقد ألهمتني مرونة سكان نيويورك وقوتهم وتفاؤلهم خلال أصعب الأوقات كل يوم"، "أنا ممتنة إلى الأبد لإتاحة الفرصة لي للعمل مع هؤلاء الزملاء الموهوبين والملتزمين نيابة عن ولايتنا."
وأخيرا، استقالت المحامية روبرتا كابلان من منصبها كرئيسة لمنظمة Time’s Upالمعنية بدعم ضحايا التحرش الجنسى، بعد تعرضها لانتقادات واسعة النطاق بسبب تقديم المشورة لإدارة حاكم نيويورك أندرو كومو بشأن مزاعم التحرش الجنسي ضده.
واستقالت كابلان، المحامية البارز التى أسست صندوق Time’s Up للدفاع القانوني يوم الاثنين لتصبح أحدث شخصية بارزة تستقيل في أعقاب الفضيحة التي طالت كومو.
وأوضحت الصحيفة أنه تم إعداد Time’s Up استجابةً لحركة #MeToo أو "أنا أيضا"، لتعزيز المساواة بين الجنسين. تم الإبلاغ عن الخبر لأول مرة من قبل صحيفة نيويورك تايمز وأكدته المنظمة.
في الأسبوع الماضي، وجد تقرير من المدعى العام أن كابلان راجعت مسودة رسالة افتتاحية تهدف إلى مهاجمة ليندسي بويلان، المساعدة السابقة للحاكم وأول من اتهمته علنًا بالتحرش الجنسى. ووجد التقرير أن الرسالة لم تُنشر أبدًا، لكنها كانت جزءًا من جهد أوسع من قبل الدائرة الداخلية للحاكم لتشويه سمعة بويلان.