شهدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة ختام أولى ورش العمل التدريبية للقضاة بالدوائر البيئية والذى يعتبر نواة لتدشين العمل بالدوائر البيئية المتخصصة ويأتى ذلك كجزء من منظومة القضاء المتخصص التى تسعى وزارة البيئة لتوفير الآليات المناسبة لتحقيق تلك المنظومة ، وذلك فى اطار بروتوكول التعاون المبرم بين الوزارتين والمتضمن عقد دورات تدريبية للقضاة وأعضاء النيابة العامة والنيابة الإدارية في الموضوعات التي تشكل محور القضايا البيئية للإلمام بجوانبها وفقا لأحدث التشريعات والاتفاقيات الدولية.
وأكدت الدكتورة ياسمين فؤاد خلال كلمتها حول "البعد البيئي فى خطة التنمية المستدامة" أن العيش فى بيئة آمنة ونظيفه هو حق من حقوق الإنسان، مشيرة إلى سعى الوزارة جاهدة ليكون البعد البيئى محورا أساسيا فى كافة القطاعات التنموية والاقتصادية، موضحة مفهوم التنمية المستدامة كونه خرج من مؤتمر استكهولم آواخر الثمانينات ، وأعقب ذلك خروج ثلاث اتفاقيات وتشمل اتفاقية تغير المناخ والتنوع البيولوجى والتصحر ويطلق عليهم اتفاقيات ريو.
وكان العالم المصرى الدكتور مصطفى كمال طلبه آنذاك مسئولا عن ادارة برنامج الأمم المتحدة للبيئة وساعد فى خروج تلك الاتفاقيات ، موضحة ان هذا المفهوم يهدف إلى النظر إلى أنماط التنمية التى تقوم بها الدول وكيفية أن تكون مستدامة ورشيدة وتحافظ على الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.
وأشارت وزيرة البيئة إلى أن قانون البيئة نص فى مادته الخامسة بتولى وزارة البيئة متابعة تنفيذ مصر لالتزاماتها فى الاتفاقيات الدولية البيئية، حيث وقعت مصر على 69 اتفاقية ، لافتة إلى أن ما يتم اعتماده من التزامات فى تلك الاتفاقيات لابد من ترجمته فى تشريعاتنا وقوانينا.
وأكدت فؤاد على أهمية وجود قضاة لديهم خبرة وقدرة على فهم الجرائم البيئية بالمفهوم البيئى الجديد ، والذى يهدف إلى تنفيذ القانون دون تعطيل الاستثمارات بمعنى أن نحافظ على المورد الطبيعى مع زيادة الانتاجية والتنمية، مشيرة الى جهود الوزارة للتخلص من فكرة أن البيئة معطل للاستثمار، حيث تم البدء فى تطبيق فكرة الاقتصاد الدوار او الاقتصاد الأخضر ، وتم العمل مع كافة الوزارات والهيئات لتطبيق هذا المفهوم، والعمل على تنفيذ مشروعات استثمارية فى هذا الصدد ، منها مجال ادارة المخلفات في مصر والذى يعد من المجالات الواعدة للتعاون مع القطاع الخاص وتشجيعه على الاستثمار البيئي، وفى اطار ذلك تم التنسيق مع كافة الجهات الشريكة والمعنية للتخلص الآمن من المخلفات الخطرة.
كما تم اتخاذ خطوات حقيقية للبدء في مشروعات تحويل المخلفات لطاقة ، حيث تم التعاقد مع عدد من الشركات فى هذا المجال و بدء التنفيذ الرسمي في تحويل المخلفات لطاقة وتشجيع الشركات الوطنية للدخول فى هذا المجال، بإجمالي حجم استثمارات تتراوح بين 340 ــ 400 مليون دولار خاصة بالمرحلة الأولى، وكذلك الاستثمار فى المحميات الطبيعية ومشروعات اعادة التدوير وغيرها من المشروعات الاستثمارية.
كما أشارت فؤاد الى التعاون مع عدد من الوزارات منها وزارة التخطيط لإعداد دليل معايير الاستدامة البيئية الأول عام 2021 ، بهدف تخضير موازنة الدولة والوصول إلى نسبة 50%من المشروعات الخضراء خلال ثلاث سنوات، والسندات التى اطلقتها وزارة المالية بقيمة 750 مليون دولار.
كما أكدت وزيرة البيئة على اهمية دور المجتمع في تحقيق التحول للاقتصاد الاخضر ، وإحداث التغيير في أنماط الإنتاج والاستهلاك ، حيث تم إطلاق حملة" اتحضر للأخضر "لنشر الوعي البيئي تحت رعاية فخامة رئيس الجمهورية، والتوعية بالتخلص الآمن من المخلفات الالكترونية وإطلاق تطبيق E- Tadwer، وايضا حملات التوعية بالحفاظ على البيئة البحرية وغيرها من الحملات التى من شأنها التوعية بالمفاهيم البيئية و ثقافة الإستهلاك المستدام ودعم المشاركة المجتمعية في تحقيق الاستدامة البيئية .وما يتبع ذلك من دعم أنشطة ومبادرات الشباب لحماية البيئة سواء من خلال الجامعات أو القرى أو المشروعات الصغيرة بجانب الإهتمام بتوعية المرأة لكونها المحدد الأساسي لأنماط الإستهلاك في الأسرة والقادرة على إعادة توجيه السوق المصري نحو المنتجات صديقة البيئة.
واستمعت وزيرة البيئة الى اراء المشاركين حول كيفية تطبيق العدالة فى تلك المنظومة ، وكيف تعامل وزارة البيئة كجهة رقابية من الناحية القانونية مع المخالفات البيئية ، واختتمت كلمتها بالتأكيد على أهمية التعاون والشراكة بين مؤسسات الدولة لحماية البيئة ، مؤكدة أن مساندة وزارة العدل والهيئات القضائية في مصر فى مجال العمل البيئى أحدث فارقا ، لصالح حماية البيئة في مصر لحاضرها ومستقبل أجيالها القادمة .
وفى الختام قامت وزيرة البيئة بتوجيه الشكر للسادة القضاة المشاركين بورشة العمل، تقديرا لمشاركتهم المتميزة ورغبتهم الصادقة فى فهم مختلف القضايا البيئية، ووضع الاعتبارات البيئية كأولوية هامة فى صدور الاحكام القضائية.