بدأت وزارة الأوقاف أولى خطوات إطلاق أول برنامج تدريبى من نوعه للأئمة والذى أطلقت عليه برنامج "الإمام المفكر"، لخلق جيل جديد من الأئمة والعلماء المتميزين والمفكرين ليس فقط في علوم الدين وإنما في كافة العلوم العصرية ليصبحوا قادة رأى دينى على قدر عال من التميز والكفاءة والعلم.
وفى هذا الإطار أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أن الوزارة تسعى طوال الوقت لتدريب الأئمة بشكل دورى لافتا إلى أن أكاديمية الأوقاف الدولية شهدت تخرج دفعتين من الأئمة والواعظات، واستقبلت مطلع يوليو الماضى الدفعة الثالثة والتي تضم 83 إمامًا وواعظة، يتم تدريبهم على أعلى مستوى في الأكاديمية التي أصبحت صرحًا علميًا كبيرًا.
وأوضح جمعة في تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن وزارة الأوقاف أيضًا عملت خلال الفترة الأخيرة على توقيع عدة بروتوكولات تعاون مع الجامعات الحكومية لتدريب وتأهيل الأئمة حيث يتم الآن تدريب الأئمة في 23 جامعة، من خلال دورات متتابعة في جميع المجالات، مؤكدًا أنه أصبح لدى الوزارة نخبة من الأئمة المدربة والمؤهلة لذلك كان الدافع لعمل برنامج أكثر تقدمًا للأئمة المتميزين للارتقاء بهم لمستوى خاص وهو "الإمام المفكر".
واستطرد جمعة: "نحن بحاجة ماسة ودائمة للشخصية المفكرة والمبدعة ليس في مجال الدعوة فحسب وإنما في كل المجالات، ولكن فى مجال الدعوة يكون الأمر أكثر أهمية وأكثر إلحاحًا، فنحن بحاجة إلى ما يمكن أن نطلق ليهم قادة الرأي الديني"، مضيفًا :"وأؤكد أن صناعة قادة الرأي الديني هي صناعة ثقيلة جدًا تحتاج لمقومات خاصة سواء في المتقدمين للبرنامج أو في الإعداد والتأهيل وهو ما تعمل عليه الوزارة الآن، حيث يتم إجراء المقابلات والاختبارات الشخصية لنخبة منتقاة من الأئمة لاختيار عدد يتراوح ما بين 50 إلى 100 إمام سيتم تدريبهم على أعلى مستوى في مجالات متعددة تشمل على سبيل المثال: "علم النفس والاجتماع والاقتصاد والعلوم السياسية والثقافية"، مع عدم إغفال العلوم الشرعية والعربية وعلوم الكمبيوتر واللغات، وذلك بمشاركة عدد من الجهات المعنية.
ولفت وزير الأوقاف إلى أنه بمجرد الانتهاء من المقابلات الشخصية للأئمة المرشحين لبرنامج "الإمام المفكر"، سيتم تشكيل لجنة تضم تخصصات متنوعة وقامات رفيعة المستوى كل في تخصصه لانتقاء واختيار نحو 100 إمام لينضم للبرنامج، مؤكدًا أن المرحلة الأولى للبرنامج المتمثلة في المقابلات الشخصية للمتقدمين ستنتهى بنهاية الأسبوع المقبل لتبدأ بعدها فورًا عمل هذه اللجنة.
