لا يزال العالم يواجه جحيم حرائق الغابات الأكثر ضراوة فى السنوات الأخيرة إن لم يكن الأكبر على الإطلاق، وسط تحذيرات اممية من مغبة أكبر للاحتباس الحرارى بشكل يخرج عن نطاق السيطرة.
وتعد اليونان واحدة من أكثر البلدان مواجهة لحرائق الغابات، وقد تصاعدت أزمة حرائق الغابات الخطيرة خلال الأيام الماضية، وسط مخاوف من ضعف القدرة على السيطرة على الأزمة، ما اضطرها للجوء إلى المساعدات الدولية للتغلب عليها.
وفى هذا السياق وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى بإرسال طائرتى هليكوبتر شينوك مدعمة بكافة المعدات والوسائل المتطورة لمشاركة الجانب اليونانى فى إخماد الحرائق المندلعة فى غابات اليونان ، وذلك استمراراً للدعم المصرى المقدم للدول الصديقة والشقيقة لمجابهة كافة الأزمات التى تتعرض لها .
كما أعلنت التشيك إرسال 15 طائرة إطفاء للحرائق على متنها 36 فردا من رجال الإنقاذ إلى اليونان، وذلك للمساهمة في إطفاء الحرائق التي اجتاحت جنوب أوروبا على مدار الأيام الماضية.
وذكر راديو براغ الدولى أنه تم إرسال أسطول الطائرات بالتنسيق بين وزير الداخلية التشيكي جان هامسيك ووزير الخارجية جاكوب كولهانك، وكانت حرائق الغابات التي اجتاحت اليونان أدت إلى مقتل شخصين بالقرب من العاصمة اليونانية "أثينا"، فضلا عن فرار الآلاف من منازلهم.
و أكد كارل نيهمر وزير داخلية النمسا ، الثلاثاء، أن بلاده تكثف جهود المساعدات لكل مقدونيا الشمالية واليونان بسبب أزمة حرائق الغابات فى البلدين، مشيرا إلى الأهمية الكبيرة لتعزيز الإغاثة الدولية ضد الكوارث الطبيعية والاستمرار في تبادل المساعدات بين دول الاتحاد الأوروبي .
وقال نيهمر، أن كل من اليونان وشمال مقدونيا تضررتا بشدة من حرائق الغابات، لافتا إلى إرسال حوالي 157 من رجال الإطفاء النمساويين لمكافحة الحرائق فى البلدين باستخدام 49 مركبة.
وأضاف الوزير أن مساعدات النمسا ركزت على حماية العديد من القرى والبلدات الصغيرة في مناطق الخطر، مشيرا إلى أن حكومتي اليونان وشمال مقدونيا قبلتا على الفور عرض المساعدة المقدمة من الحكومة النمساوية .
بيرو
وعلى الصعيد نفسه، ذكرت قناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية أن المئات من رجال الإطفاء والمتطوعين في بيرو يحاولون السيطرة على حرائق الغابات هناك، ونقلت القناة عن مسئولين قولهم إن الحرائق التهمت أكثر من ألف هكتار من الغابات منذ اندلاعها الخميس الماضي.
وأشارت "سي إن إن" إلى أن السلطات المحلية طلبت دعما جويا من الحكومة المركزية، مضيفة أنه لم يتم الإبلاغ عن أية إصابات أو وفيات.
الجزائر
ففى الجزائر أكد محافظ الغابات لولاية تيزى وزو الجزائرية يوسف ولد محمد أن الحرائق التى اندلعت بالمنطقة سببها "عمل إجرامى"، مشيرا الى أن اندلاع 30 حريقا فى وقت واحد من بينها 10 حرائق هائلة لا يمكن أن يكون لأسباب طبيعية. وفق صحيفة البلاد الجزائرية.
وأضاف ولد محمد القول إنه "من المستحيل، بحكم تجربتنا، أن تكون أسباب هذه الحرائق طبيعية"، مؤكدا أن الأمر يتعلق بحرائق اندلعت بفعل عمل إجرامى.
وأضاف أن الحرائق أسفرت - حتى الآن - عن وفاة أربعة اشخاص وإصابة ثلاثة آخرين، موضحا أنه جرى تشكيل خلية أزمة على مستوى الأمانة العامة للولاية لمواجهة الحرائق، فيما تواصل عناصر الحماية المدنية وعمال قطاع الغابات لولاية (تيزي وزو)، بمساعدة كل من عناصر الجيش الوطني الشعبى والدرك الوطني مجهوداتها من أجل إنقاذ الأرواح البشرية بالدرجة الأولى.
تونس
وفى تونس اندلع فجر اليوم، حريق هائل بغابة الدمنة في الماتلين بولاية بنزرت، مما استدعى تدخل الحماية المدنية بآلياتها لمحاولة تطويق النار والحد من تدخلها وحماية المساكن القريبة من موقع الحريق، وذلك بالتنسيق مع إدارة الغابات التابعة للمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية ببنزرت.
ووفق مصدر من الحماية المدنية لمراسل شمس أف أم بالجهة، فإن عمليات إطفاء حريق غابة الناظور ببنزرت مازالت متواصلة، باعتبار أن المساحة التي أتى عليها الحريق كبيرة جدا وصعبة الاختراق من طرف أعوان الحماية والغابات بالتعاون مع الجيش.
لبنان
أما لبنان فقد أعلنت القيادة العامة للجيش اللبناني عن تمكن وحداته من إخماد حرائق التهمت نحو 810 أفدنة من أشجار الغابات والأعشاب في مناطق مختلفة بجميع أنحاء لبنان.
وأضاف الجيش - في بيان أن وحداته بمساندة الطوافات وبالاشتراك مع فرق الدفاع المدني تمكنت من إخماد النيران التي نشبت في بلدات مرج بسري وباتر وعماطور وحصرايل وكور الهوا وفترى/ جبيل وبكفيا ومعركة وأبو الاسود وعنقون وبنعفول وزيتا والطيري وشقرا ويارون وكفرصير.
وكانت حرائق الغابات تزايدت في البلاد قبل نحو أسبوعين وذلك بفعل الارتفاع الكبير في درجات الحرارة والرياح السريعة خلال الأيام الماضية
تحذير أممى
حذرت هيئة تابعة للأمم المتحدة العالم بأن ظاهرة الاحتباس الحراري تقترب بشكل خطير من الخروج عن نطاق السيطرة وأن البشر هم المسئولون عن ذلك.
فقد بعث تقرير أعده علماء من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة رسالة واضحة من أن مستويات الانبعاثات المسببة لظاهرة الاحتباس الحرارى في الغلاف الجوي عالية بما يكفي لضمان حدوث اضطرابات بالمناخ على مدى عقود إن لم يكن لقرون.
وأوضحت أن ذلك يعني أن موجات الحر القاتلة والأعاصير الشديدة والتقلبات الجوية الخطيرة الأخرى التي تحدث الآن من المرجح أن تزداد شدة.
ورسم تقرير الهيئة الذي استند إلى 14 ألف دراسة علمية أكثر الصور شمولا وتفصيلا حتى الآن لكيف يؤثر تغير المناخ على العالم وما الذي يمكن توقعه.
ارتفاع درجات الحرارة في 20 عاماً
وأفاد التقرير بأنه ما لم يُتخذ إجراء فوري وعلى نطاق واسع للحد من الانبعاثات فمن الممكن أن تجتاز الزيادة في درجة حرارة العالم عتبة 1.5 درجة مئوية عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية وذلك في غضون 20 عاما من الآن.
من جانبه، وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، التقرير بأنه إنذار للإنسانية، وقال في بيان إن أجراس الإنذار تصم الآذان، مشيراً إلى ان هذا التقرير يجب أن يعلن نهاية استخدام الفحم وأنواع الوقود الأحفورى قبل أن يدمر كوكب الأرض.
