د./ داليا مجدي عبد الغني تكتب.. علاقات مُتكاملة

الجمعة، 13 أغسطس 2021 04:33 م
د./ داليا مجدي عبد الغني تكتب.. علاقات مُتكاملة د./ داليا مجدي عبد الغني

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هناك خلط شديد لدى الكثير من الناس بين العلاقات المُتكاملة، والعلاقات المُتناقضة، بمعنى أنهم لا يُدركون معنى أن هناك شخص يُكملك، فهم يظنون أن من يُكملك هو من يحمل صفة مُتناقضة لصفة لديك، بمعنى أنه إذا كان أحدهم عصبيًا، فالآخر يكون هادئًا، وإذا كان أحدهم مُسرفًا، فالآخر مدبّرًا، وإذا كان أحدهم جاهلاً، فالآخر عالمًا، وإذا كان أحدهم مُستهترًا، فالآخر عاقلاً، وإذا كان أحدهم سطحيًا، فالآخر متعمقًا... وهكذا.

ولكن هذا المفهوم مغلوط تمامًا، فتلك العلاقات تفشل فشلاً ذريعًا، لأن التضاد والتناقض في الشخصيات لا يعني أن الطرفين يُكملون بعضهم البعض، بل على العكس، ففي تلك الحالات يحدث نوعًا من التنافر المُؤكد الذي يستحيل معه استمرارية العلاقة بنجاح، وحتى لو حدث النجاح الظاهري، فهذا لا يعني أن هناك نجاحًا حقيقيًا.

فتعالوا معي وركزوا في عبارة "شخص يُكملني" فمعناها أن هناك شيء موجود لديّ بالفعل ولكنه غير مُكتمل، وهنا يأتي دور هذا الشخص ويُكمل هذا الشيء أو تلك الصفة، بمعنى أن هناك شخص على سبيل المثال لديه صفة الحزم، ولكنه لا يقوى على اتخاذ قرار، فيأتي الآخر ويتخذ القرار. أو هناك من يتخذ القرار، لكنه لا يملك مُقومات تنفيذه، فيقوم الآخر بالتنفيذ، أو هناك من يشعر بأحاسيس ولا يستطيع التعبير عنها، فيكون دور الآخر صياغتها، أو هناك مَنْ يملك المال، ولكنه لا يعرف كيفية إدارته في المسار الصحيح، فيأتي الطرف الآخر ويُدير أعماله على الوجه الأكمل، وهكذا... فالتكامل هو استكمال شيء موجود بالفعل، ولكنه ناقص، أي أنه لا يعني على الإطلاق وجود شخصين مُتنافرين في الصفات والطبائع، بل على العكس فالتكامل يشترط أن يكون الطرفان متشابهين إلى أقصى درجة.

ولا خلاف على أن العلاقات القائمة على التكامل هي من أنجح العلاقات على الإطلاق، لأن كل طرف فيها يظل يبحث عن الآخر، حتى تكتمل صُورته على الوجه الأكمل.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة