بايدن فى مأزق بسبب أفغانستان.. CNN: الانهيار الأمنى السريع فى البلاد يهدد بتلطيخ إرث الرئيس الأمريكى فى السياسة الخارجية.. والجمهوريون يطالبونه بقصف طالبان قبل سقوط كابول.. ونيويورك تايمز: ضربة لمصداقية أمريكا

الأحد، 15 أغسطس 2021 05:00 ص
بايدن فى مأزق بسبب أفغانستان.. CNN: الانهيار الأمنى السريع فى البلاد يهدد بتلطيخ إرث الرئيس الأمريكى فى السياسة الخارجية.. والجمهوريون يطالبونه بقصف طالبان قبل سقوط كابول.. ونيويورك تايمز: ضربة لمصداقية أمريكا الرئيس الامريكى جو بايدن
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما اتخذ الرئيس الأمريكى جو بايدن قراراه بسحب كافة القوات من أفغانستان قبل حلول الذكرى العشرين لهجمات سبتمبر، كان يضع نصب عينيه دخول التاريخ من باب كونه من أسدل الستار على واحدة من أطول الحروب التى خاضتها الولايات المتحدة.

لكن بابا آخر سيء السمعة قد يكون فى انتظار بايدن فى ظل الانهيار الأمنى السريع فى أفغانستان الذى يهدد بملاحقة اسمه فى كتب التاريخ باعتباره من أشرف على الفشل الأمريكى فى البلد الآسيوى وربما أشعل شرارة حرب أهلية جديدة فيها وربما زرع بذور الإرهاب مجددا فى أراضيها.

هذا ما ذهبت إليه قالت شبكة "سى إن إن"، حيث قالت إن تدهور الوضع الأمنى فى أفغانستان بشكل أسرع مما توقع الرئيس جو بايدن وكبار مسئوليه فى الأمن القومى، قد ترك البيت الأبيض يسارع لتجنب التأثيرات الأسوأ لاستيلاء طالبان، مشيرة إلى أن هذا التدهور يهدد بتلطيخ إرث بايدن.

 وقد أطلقت إدارة بايدن سلسلة من التحركات الدرامية يوم الخميس لتعزيز كابول والسماح بالخروج الآمن لعدد كبير من الأفراد فى السفارة الأمريكية هناك، بعدما أصبح واضحا لمسئولى الإدارة أن الانهيار الوشيك للحكومة الأفغانية والتداعيات على مواطنيها يهدد بأن يصبح وصمة عار دائمة على إرث بايدن فى السياسة الخارجية. وقد أعلن البنتاجون أنه سيتم نشر 3 آلاف من القوات للمساعدة فى إجلاء الأفراد من السفارة  ليقتصر على الوجود الدبلوماسى الأساسى فقط. وذكرت شبكة "سى إن إن" أن الولايات المتحدة تدرس نقل سفارتها إلى مطار كابول.

 وبرغم كل ذلك، فإن بايدن لم يعيد التفكير فى قراره بالانسحاب. وقال المسئولون وأكدوا فى وقت السابق هذا الأسبوع أن على الأفغان أن يخوضوا معركتهم بأنفسهم. لكن بعض المسئولين يعرفون أن الانهيار السريع للبلاد يمكن أن يضر إرث بايدن فى السياسة الخارجية، مع زيادة المخاطر للدبلوماسيين الأمريكيين فى كابول وتداعيات حقوق الإنسان لترك النساء والفتيات يعانون تحت حكم طالبان إلى جانب فراغ السلطة داخل أفغانستان الذى يمكن أن يسمح بازدهار الإرهاب مجددا.

 كما أنهم يستعدون أيضا لانتشار فظائع طالبان بشكل متزايد فى المشهد العام فى ظل تدهور محادثات السلام.

 وتقول "سى إن إن" إن المخاوف لا تنبع بالضرورة من القلق من رد فعل سياسى عنيف. فقد أشار عدد من المسئولين إلى أن قرار إعادة القوات الأمريكية إلى بلادهم يظل يحظى بشعبية هائلة، ولفت أحد المسئولين إلى الكراهية الداخلية المستمرة للحرب. كما يعتقد البيت الأبيض أيضا أن لديه كبش فداء فى الرئيس السابق دونالد ترامب. حيث يشير العديد من المسئولين إلى أن الاتفاق الذى أبرمه ترامب مع طالبان العام الماضى لسحب كل القوات الأمريكية وقوات التحالف من أفغانستان بحلول الأول من مايو، لم تترك للإدارة الجديدة خيارا سوى الانسحاب خشية أن تنجر القوات الأمريكية إلى حرب كبرى مع الحركة المتشددة.

لكن الوضع فى أفغانستان بدأ يثير القلق لبايدن فى الداخل، حيث دعا السيناتور ميتش ماكونيل زعيم الأقلية الجمهورية فى مجلس الشيوخ الأمريكي، إدارة الرئيس بايدن لتوجيه ضربات جوية ضد حركة طالبان فى أفغانستان لوقف زحفها نحو العاصمة كابول.

واتهم ماكونيل وشخصيات جمهورية أخرى إدارة الرئيس بايدن بالفشل فى سحب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال الأيام الماضية، ووصف الوضع فى أفغانستان بمثابة الكارثة التى أدت إلى أزمة إنسانية.

كما انتقد زعيم الأقلية الجمهورية بمجلس النواب كيفين مكارثى، عملية الانسحاب التى وصفها بـ"الفاشلة" للجيش الأمريكى من أفغانستان، التى نفذتها إدارة الرئيس جو بايدن، مطالبا الأخير بالكشف عن خططه لضمان عدم تحول أفغانستان لـ"أرض خصبة" لتطرف أكثر عنفا قد يقود لتنفيذ هجمات إرهابية واسعة النطاق على مستوى العالم.

من ناحية أخرى، قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الانهيار السريع لأفغانستان يثير بالفعل  تذمرا بشأن مصداقية أمريكا، مما يضاعف من جراح سنوات ترامب ويعزز فكرة أن دعم واشنطن لحلفائها ليس بلا حدود.

وأشارت الصحيفة إلى أن تقدم طالبان الخاطف يأتى فى وقت كان فيه الكثيرون فى أوروبا وآسيا يأملون أن يعيد الرئيس بايدن ترسيخ الوجود الأمريكى فى الشئون الدولية، خاصة وأن الصين وروسيا تتجهان إلى توسيع نفوذهما. والآن، من المحتم أن يثير تراجع أمريكا الشكوك.

ويقلو فرانسوا هايسبورج،محلل شئون الدفاع الفرنسى: عندما يقول بايدن أن أمريكا قد عادت، سيقول كثير من الناس، نعم أمريكا عادت إلى الوطن، وقلة هم من سيتحدون ضد الولايات المتحدة لوقف مشروع فاشل. أغلب الناس سيقولون إن هذا كان ينبغى أن يحدث منذ فترة طويلة، لكن على المدى الأطول، فإن فكرة عدم إمكانية الاعتماد على الأمريكيين  ستصبح أكثر عمقا بسبب أفغانستان.

بينما قال توم توجيندهات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس البرلمان البريطانى، إن الانسحاب المفاجئ من أفغانستان بعد 20 عاما وكثير من الاستثمارات فى البشر  والجهود ستجعل حلفاء أمريكا حول العالم يتساءلون عما إذا كان عليهم أن يختاروا بين الديمقراطيات والاستبداد، ويدركون أن بعض  الديمقراطيات لم يعد لديها قوة بقاء.







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة