أعربت عدة دول عن دعمها ومساندتها للبنان فى مصابه الأليم الذى وقع اليوم، حيث وقع انفجار ضخم فى بلدة تليلة بمحافظة عكار الواقعة شمال لبنان ، ما أسفر عن 28 قتيلا و 80 مصابا ولا تزال الحصيلة فى تزايد.
وكانت مصر فى مقدمة الدول التى أعربت عن استعدادها التام للمساعدة فى علاج المصابين، و أعربت القاهرة عن صادق تعازيها مواساتها للشعب اللبنانى ولذوي الضحايا، مؤكدة وقوفها التام مع الأشقاء اللبنانيين وذوي الضحايا في هذا المُصاب الأليم، فإنها تدعو لسرعة اتخاذ كافة الإجراءات التي من شأنها إنقاذ لبنان ووقف مسلسل الأزمات المُتتالية، وأولها تشكيل حكومة لُبنانية بأسرع ما يُمكن وفق ما هو معمول به منذ اتفاق الطائف، وذلك لإنهاء الفراغ الحالي دون مزيد من الانتظار.
أشارت وزارة الخارجية المصرية إلى أنه جاري الإعداد لمُساعدات طبية عاجلة ترسلها مصر إلى لبنان بأسرع ما يُمكن لدعمه في مواجهة هذه الكارثة.
عمليات البحث عن المفقودين والضحايا
وفى سياق ردود الفعل على الحادث الأليم ، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية عن خالص تعازيه ومواساته للبنان في الانفجار المروع لخزان الوقود ، وأوضح مصدر مسؤول بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن الوضع الصعب الذي يمر به لبنان والذي وضع الشعب اللبناني في خضم أزمة غير مسبوقة، لم يعد يحتمل مزيدا من المآسي لتضاف لآلامه، مؤكدا تضامن الجامعة مع لبنان .
لحظة الانفجار
فيما وجه ملك الأردن عبد الله الثاني، بنقل الجرحى اللبنانيين في حادث انفجار صهريج للوقود في عكار، للعلاج في المستشفيات الأردنية.
وقال وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني، أيمن الصفدي، في تغريدة على حسابه الرسمي في "تويتر": "أحر مشاعر العزاء والمواساة إلى أشقائنا في لبنان بضحايا الحادث.
تعازى بوتين
ومن جانبه أرسل الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، برقية تعزية لنظيره اللبنانى ميشال عون فى ضحايا انفجار صهريج الوقود فى عكار شمالى لبنان.
وأضاف: "نقف مع أشقائنا بكل الإمكانات، وبتوجيه من جلالة الملك ننسق مع الأشقاء لتقديم أي مساعدة مطلوبة، بما في ذلك معالجة الجرحى في الأردن".
الحريرى يطلب دعم بلاده
وأكد سعد الحريرى، رئيس وزراء لبنان الأسبق، أنه أجرى سلسلة اتصالات بعدد من الدول الشقيقة لمواجهة تداعيات كارثة انفجار خزان وقود فى عكار، وأسفرت عن تأمين مساعدات عاجلة للمصابين وأهل الضحايا.
وقال الحساب الرسمى لسعد الحريرى فى تغريدات عبر تويتر :"صدر عن المكتب الاعلامي للرئيس سعد الحريري الآتي : فى إطار الجهود التي بدأها لمواجهة تداعيات الكارثة التي حلت بأهلنا في عكار، أجرى الرئيس سعد الحريري سلسلة اتصالات شملت عدداً من الدول الشقيقة، أسفرت عن تأمين مساعدات عاجلة للمصابين وأهل الضحايا".
وأكد الحريرى أن انفجار صهريج الوقود في مدينة عكار لا يختلف عن مجزرة مرفأ بيروت، وأضاف :" رحم الله الشهداء وأسكنهم فسيح جناته و شفى الله الجرحى والمصابين"، مشيرا إلى أن ما حدث في الجريمتين لو كان هناك دولة تحترم الإنسان لاستقال مسئوليها.
وعبر الرؤساء السابقون للحكومة اللبنانية عن حزنهم وتعزيتهم للبنانيين ولعائلات ضحايا ومصابى انفجار خزان وقود بعكار شمالى لبنان، مؤكدين أن هذه الكارثة هى واحدة من مظاهر سقوط الدولة اللبنانية وتلاشيها.
ودعا الرؤساء السابقون - فى اجتماع افتراضى اليوم الأحد، إلى وجوب أن يبادر رئيس الجمهورية ميشال عون وكل الأطراف السياسيين الفاعلين فوراً الى حل العقد التي لا تزال تحول دون تأليف الحكومة حتى الآن.
وأكد المجتمعون أن صبر اللبنانيين نفذ ولن يستطيعوا تحمل هذا الانهيار الكبير للدولة، ضم الاجتماع رئيس الوزراء المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي ورؤساء الوزراء السابقين فؤاد السنيورة وسعد الحريري وتمام سلام.
فجر أسود
ومن جانبه قال رئيس مجلس النواب نبيه برى، إن حادث انفجار خزان الوقود بعكار شمالى لبنان هو بمثابة فجر أسود ودام جديد فى تاريخ لبنان واللبنانيين.
وأكد بري - في بيان له ـ أن الكارثة هذه المرة في عكار التي تعاني الحرمان، وتحديدا في بلدة التليل التي فجعت وفجع معها كل اللبنانيين بسقوط العشرات من خيرة أبنائها وأبناء عكار بين قتيل وجريحـ وتوجه بري لأبناء عكار وأهالي بلدة التليل وللجيش اللبناني بالتعازي، متمنيا للجرحى الشفاء العاجل، وختم بري بيانه قائلا: " أما آن لهذا الليل ان ينجلي؟".
فيما اعتبر حسان دياب، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، أن ماحدث في عكار هو مأساة إنسانية سببها الفساد، وأضاف دياب: "ما حصل في بلدة التليل في عكار هو مأساة إنسانيّة، تسبّب بها الفساد الّذي بدأ ينهش الكرامة الإنسانية"، وشدد دياب على أن الفساد قضى على مقدرات الوطن، مناشدا: "أن الأوان قد حان ليقظة ضمير تنقذ اللبنانيين من تداعيات الارتطام الكبير الذى لطالما حذّرنا من مخاطره المخيفة".