أحيانًا يتطابق الفن مع ترتيبات القدر، ويتعجب الناس من هذا التطابق ومن مشاهد جسدها الفنانون في الأعمال الفنية وبعدها حدثت لهم بشكل متطابق ومتشابه.
وليس أعجب من المشهد الأخير الذى جسدت فيه الفنانة الكبيرة الراحلة دلال عبد العزيز لحظة وفاتها في مسلسل "ملوك الجدعنة" وهى تجسد دور الأم عطية في لحظات احتضارها بعد إصابتها بالمرض، وكأنها ترى الملائكة حولها يزفونها إلى الجنة، فتردد "الله.. الله.. الله أكبر.. ما شاء الله" في مشهد أبكى الجميع، ليتحقق هذا المشهد بعد فترة وجيزة، ويكون أخر مشاهدها في الحياة وتمرض الفنانة الكبيرة بعده وتصارع المرض حتى رحلت عن عالمنا قبل أيام ويبكيها الملايين وهم يسترجعون هذا المشهد وكأنها أرادت أن تودع به الحياة.
وتصادف وتشابه القدر مع الفن أيضًا في واقعة مشابهة وهى واقعة وفاة الفنان الكوميدى الكبير الضيف أحمد أحد الأضلاع الثلاثة لثلاثى أضواء المسرح سمير وجورج والضيف، حيث رحل الفنان الكوميدى المبدع فجأة بعد أن جسد مشهد موته في مسرحية "الراجل اللى جوز مراته"، وتم وضعه في تابوت، وبعدها ذهب لبيته مرهقاً ليصاب فجأة بنوبة قلبية ويتوفى على أثرها بشكل مفاجئ عام 1970 قبل أن يتجاوز عمره 34 عاماً، ويترك ابنته الوحيدة رشا وهى طفلة في عمر عام واحد وزوجة شابة عاشت لتربية ابنتها الوحيدة.
أما المفارقة الغريبة والتي تطابق فيها المرض بين التمثيل والحقيقة فهى التي حدثت للفنان الكبير يوسف فوزى الذى كان من أشهر أدواره على الشاشة عندما جسد دور طبيب أصيب بمرض الشلل الرعاش في مسلسل " أوبرا وعايدة" الذى جسده عام 2000 ، حيث جسد ببراعة شخصية الطبيب الجراح جلال عوني الذي أصيب بمرض الشلل الرعاش في الأحداث ما جعله يتوقف عن ممارسة عمله، وهو نفس المرض الذي أصيب به الفنان الكبير في 2016 وجعله يتوقف عن التمثيل.
أما الفنان الكبير أحمد زكى والذى تشابهت حياته مع حياة العدليب الأسمر عبدالحليم حافظ في المرض والموهبة واليتم والحب، وتمنى النمر الأسود طوال حياته أن يجسد حياة العندليب، وهو الحلم الذى تحقق في نهاية حياته وبعد معاناته مع مرض سرطان الرئة في مراحله الأخيرة، ليجسد مشاهد معاناة العندليب مع المرض في نهاية حياته بشكل واقعى وحقيقى وهو يعانى بالفعل من ألام المرض في مراحله الأخيرة حتى فقد بصره وهو يجسد أخر مشاهده لتتطابق ألامه ومعاناته مع ألام ومعاناة العندليب في نهاية حياته ويتطابق الواقع مع التمثيل.