- حسام الدين مصطفى قال: بلاش عثمان عاوزين نجم.. وهذه قصة اكتشافى لمديحة كامل ومحمود عبدالعزيز ومحمد وفيق
- الابنة: هذا الدور ندمت عليه ولهذه الأسباب شعرت بالرعب بعد تصدرى التريند.. وأم أحمد سر نجاحى فى سجن النسا
لم يتصدر اسماهما بدايات التترات، ولم يحتلا أدوار البطولة المطلقة فيما شاركا فيه من أعمال، ورغم ذلك استطاعا أن يحتلا مكانا عزيزا فى القلوب، وأن تصاحبهما فرحة وراحة حين يطل كل منهما فى أحد المشاهد، فهما من أحب الوجوه التى نراها على الشاشة، أب من جيل عمالقة الفن الكبار أمتعنا بالعديد من الأعمال، ومنها: «عائلة الحاج متولى، العطار والسبع بنات، لن أعيش فى جلباب أبى، الحسن البصرى، الضوء الشارد، والقضاء فى الإسلام، أبو حنيفة النعمان، الفرسان الأبطال، عصر الأئمة، ولا إله إلا الله، وغيرها مئات الأعمال الدينية والتاريخية، وابنة من أحب النجمات وأقربهن للقلوب تمتعنا دائمًا بأدائها المميز السهل الممتنع فى كل أعمالها، ومنها: «البشاير، المال والبنون، غوايش، رسول الإنسانية، زيزنيا، البرنس، سجن النسا، الخواجة عبدالقادر، الاختيار، ولد الغلابة، خيانة عهد، ضربة معلم وغيرها».
وربما لا يعرف الكثيرون بصلة القرابة التى تجمع الأب والابنة ولا يعرفون أن الفنان الكبير عثمان محمد على، هو والد الفنانة المحبوبة سلوى عثمان.
فى لقاء اجتمع فيه لإبداع والحنان والفن والحب والأبوة، أجرى تليفزيون «اليوم السابع»، حوارا، جمع فيه بين الأب الفنان الكبير عثمان محمد على وابنته الفنانة سلوى عثمان، منتهزا فرصة وجود الفنان الكبير بالقاهرة، حيث يقيم بشكل دائم فى الإسكندرية التى تتعدد فيها نشاطاته الفنية والثقافية والخيرية والاجتماعية.
جلس الأب الذى عاصر وزامل كبار نجوم الفن وعمالقته ورواده ليستعيد ذكرياته ومواقفه معهم، وكيف اكتشف العديد من كبار النجوم ومنحهم الدفعة الأولى فى طريق الفن والنجومية، واستعرض مسيرته الطويلة التى تمتلئ بالعديد من الأعمال المشرفة والتى قد لا يعرفها الجمهور، واسترجعت الابنة كيف تأثرت بوالدها ومحطات مشوارها الفنى وكيف تألقت فيه واستطاعت أن تدخل القلوب.
تاريخ عائلة موهوبة
بحب وحنان يغلف الكلمات تحدث الأب والابنة عن العلاقة الخاصة التى تجمعهما، فهى الابنة الوحيدة والكبرى، فيقول الفنان عثمان محمد على: «سلوى ابنتى الكبرى وبعدها أنجبت ابنى الدكتور هشام، وهو دكتور مهندس، والاثنين ورثوا عنى حب الفن، هشام شارك معى فى بعض الأعمال قبل أن يتفرغ للهندسة،، لكن سلوى استمرت لأنها عشقت الفن من وهى صغيرة».
ويتابع الأب متذكرًا طفولة أبنائه وسنوات مضت: «كنت باخدهم لمسرح الأطفال وأنا موجه عام للمسرح المدرسى والأنشطة التربوية بالتربية والتعليم، وحبوا الفن من صغرهم.
يحكى الفنان الكبير بداياته وهو يسترجع طفولة أبنائه: «أنا ووالدتهم الله يرحمها درسنا فى معهد فنون مسرحية وتزوجنا واحنا طلبة فى المعهد، وكنت وقتها أدرس أيضًا بكلية الحقوق وباشتغل وتزوجنا أثناء الدراسة، وبعدها اتنقلت للإسكندرية وكملت دراسات إسلامية وقانونية».
يتحدث الفنان الكبير عن زملائه وأصدقائه خلال هذه الفترة، قائلاً: «دفعتى فى المعهد كانوا رواد وعمالقة فى الفن ومنهم عبدالله غيث، ومحمد الدفراوى وأنور إسماعيل وكرم مطاوع وجلال الشرقاوى وأبو بكر عزت، وحسن يوسف، وزين العشماوى، وقدمنا أعمالا مسرحية مع بعض، وكان أساتذتنا فى المعهد من كبار رواد الفن ومنهم جورج أبيض وفتوح نشاطى وزكى طليمات.
يضحك الفنان الكبير وهو يتذكر حين ذهب فى رحلة مع زملائه بالمعهد إلى الأقصر وأسوان فى بداية الخمسينات، ومنهم كرم مطاوع وآمال سالم والدة سوسن بدر وزوجها أحمد بدر الدين وحسن يوسف ومصطفى أبو حطب وغيرهم، قائلًا: «فضلنا ندور على مسرح علشان نعرض عليه مسرحيتنا ملقيناش وقالولنا تعالوا لقينا مكان ينفع تعرضوا فيه، ولبسنا أزياء المسرحية وذهبنا لنفاجأ بالمسؤولين يطلبون منا الانتظار حتى يتم إخلاء المكان من البهائم ثم ندخل لنعرض، واكتشفنا أن المكان زريبة، فغضبنا واعترضنا وحملنا لافتات ومشينا فى الشوارع لنسجل اعتراضنا على عدم وجود مسارح فى الأقصر وممكن يكون احتجاجنا سبب فى إقامة مسرح بالأقصر بعد ذلك».
مكتشف النجوم والأميرة
عمل الفنان عثمان محمد على مشرفا وموجها للمسرح المدرسى بالإسكندرية، ويعمل حاليا أستاذا لمادة الإلقاء بمعهد الفنون المسرحية بالإسكندرية، وقد لا يعرف الكثيرون أنه اكتشف العديد من نجوم الفن ومنهم محمود عبدالعزيز ومحمد وفيق ومديحة كامل وكوثر العسال وعزيزة راشد وغيرهم، وعن ذلك يقول: «كنت مفتش وموجه للمسرح المدرسى واكتشفت العديد من المواهب فى الإسكندرية، ومنهم محمود عبدالعزيز الذى كان طالب موهوب فى مدرسة الورديان واشتغلنا مع بعض أنا وهو يوسف داود وحسن عبدالسلام».
يحكى عن قصة اكتشافه لأميرة السينما مديحة كامل حين كانت طالبة فى المرحلة الإعدادية: «مديحة كانت تلميذة فى مدرسة الشاطبى الإعدادية بالإسكندرية، وكانت بتشارك فى المسرح المدرسى وعملت دور رابعة العدوية، وكنت أنا فى لجنة التحكيم ومعى حسن مصطفى وجمال إسماعيل الذى كان موجه معى فى المسرح المدرسى، ومديحة كانت موهبتها بتلمع جدًا، وكنت أعرف والدها ووالدتها وحصلت على كأس المدارس وطلعت الأولى عن دور رابعة، وشجعناها وقلنا لها هيكون لك شأن كبير».
ويستكمل الفنان الكبير عثمان محمد على، ذكرياته مع النجوم الذين اكتشفهم، بينما تنظر ابنته سلوى عثمان بامتنان وفخر لتستمع لحكايات الأب: «كان محمد وفيق طالب فى مدرسة الثانوية المرقصية وذهبت للإشراف على مسرحية يقدمها مع مخرج آخر فوجدت الدور الذى أخذه محمد وفيق فى المسرحية لا يوازى موهبته فقلت للمخرج اترك لى إخراج هذه المسرحية، وجئت بنص يتماشى مع إمكانيات محمد وفيق، وكانت مسرحية كاليجولا ودخل محمد وفيق مسابقة المسرح المدرسى على مستوى الجمهورية وأخد المركز الأول لأنه عمل دور من أجمل ما يمكن وبعدها دخل معهد الفنون المسرحية، كما اكتشفت غيره من النجوم وشجعتهم وأنا أشرف على المسرح المدرسى».
سألناه عن بداية مشوار ابنته الفنى وهل وجه لها بعض الإرشادات والمحاذير وما نصحه به فى بداية هذا المشوار فأجاب: «سلوى بدأت بداية جميلة فى مسلسل البشاير وأنا شجعتها لأنى وجدت فيها الموهبة.
تضحك الابنة بامتنان وتقدير كبير لدور والدها فى حياتها وتأثرها به فى مشوارها الفنى وتقول: «بابا لم يقل لى أى محاذير، أنا شربت منه المهنة وحب الفن والتمثيل، وتعلمت منه كيف أكون حقيقية وطبيعية فيما أقوم به من أدوار».
يتذكر الأب نصيحته الدائمة لابنته قائلاً: «أنا دايما أقولها ابعدى عن الافتعال، وفرقى بين الانفعال والافتعال، وابتعدى عن التفريط والإفراط، وورثت منى حاجة مهمة جدا وهى الالتزام، رغم أنه لم يعد هناك الكثيرون يهتمون بالالتزام».
وبمرارة يقول الفنان الكبير الذى عاصر عمالقة الفن وكبراءه: «جيلنا كله ملتزم، وبنضايق لما نروح نشتغل ونلاقى فنان شاب بيتأخر ونقعد نستناه بالساعات، وقد يعتقد الفنان الشاب أن التأخير وانتظار الكل لوصوله نجومية لأنه بطل العمل.
سألنا الابنة الفنانة سلوى عثمان، عن بداية مشوارها الفنى الذى شاركت فيه كبار نجوم الفن فقالت: «عندما بدأت مشوارى فى مسلسل البشاير كنت حاسة بالفرحة أكتر من الخوف لأنى أشارك كبار النجوم زى أمينة رزق وأحمد بدير ومديحة كامل ومحمود عبدالعزيز وكاتب العمل وحيد حامد والمخرج سمير سيف، لكن الخوف كان فى العمل الأول وهو مسلسل «زغاريط فى غرفة الأحزان» مع المخرج نور الدمرداش، وكان معروف بالشدة والحزم وكنت أهاب الموقف وخايفة أغلط وصوتى واطى».
وتابعت: «فى المال والبنون شاركت عددا كبيرا من النجوم ومنهم عبدالله غيث ورأيت وتعلمت منهم ومن بابا الالتزام والفن الحقيقى وإنك تكونى طبيعية بدون افتعال، ودلوقت أشارك العديد من النجوم، وبالتأكيد مش كل زمن زى التانى، ومش كل نجم وبطل زى التانى، ودائما أحاول استيعاب كل الاختلافات والفروق».
يشيد الأب بأدوار ابنته ويفتخر بها قائلاً: «كل أدوارها كويسة خصوصا سجن النسا والبرنس، وهى صاحبة موهبة حقيقية».
التريند وأدوات الفنان
وتؤكد الفنانة سلوى عثمان على إحدى الأدوات المهمة للفنان قائلة: «فى حاجة مهمة جدا للفنان وهى الملاحظة لكل الشخصيات، فأنا أتابع وألاحظ كل الشخصيات التى أقابلها، وممكن آخد من هذه الشخصيات، وهذا ما حدث عندما جسدت شخصية سجانة فى مسلسل سجن النسا، فجلست كثيرا مع أم أحمد وهى إحدى السجانات بسجن القناطر لأعرف كل تفاصيل حياتها وشخصيتها وقعدنا فى عزبة السجن، وهذا سر نجاح الدور».
تشير الابنة إلى أنها تفتخر بكل أعمالها إلا عمل واحد ندمت عليه وهو دورها فى مسلسل العطار والسبع بنات، قائلة: «أسوأ دور فى حياتى لأنه تم اختصاره ولم يتم تنفيذ أجزاء كثيرة منه وزعلت من نفسى وندمت إنى عملته».
وعن إحساسها عندما تصدرت التريند بأحد مشاهدها فى مسلسل البرنس، قالت سلوى عثمان: «أنا بحاول أجتهد فى الدور ليكون حقيقى، أنسى سلوى وأعيش مشاعر الشخصية، وفوجئت إن هذا المشهد طلع تريند، وكانت المشكلة بعدها فى أول مشهد مثلته بعد تصدرى التريند، لأنى شعرت بخوف ورعب شديد لأنى خفت أكون أقل من المشهد اللى عملته أو إنى أقلد نفسى فى المشهد اللى نجح ونال استحسان الناس.
يؤكد الأب وابنته أنهما شاركا فى العديد من الأعمال ولكن لم تجمعهما مشاهد واحدة.
فارس من الفرسان
وتشير الابنة إلى أنها تفخر بكل أدوار والدها ولكنها ترى أن دوره فى مسلسل الفرسان كان أهمها وأجملها، وكانت مشاهده فى بداية المسلسل أحد العوامل التى جذبت الناس لمتابعة هذا العمل.
وهنا يضحك الأب ويتذكر موقفا لا ينساه فى هذا المسلسل: «بعد ما أخدت الدور المخرج حسام الدين مصطفى وجد أن هذا الدور مهم جدا لأنه بداية المسلسل فإما يشد الناس أو يصرفهم عنه، وقال احنا عاوزين نجم فى الدور ده، بلاش عثمان نديله دور تانى، وكان هيجيب محمود ياسين لكن محمود رفض وقال مخدش دور 10 حلقات».
وتابع: «لما قالولى الكلام ده اتضايقت جدا، ولما حمدى غيث عرف قال لو عثمان معملش الدور أنا مش هشتغل دور العز ابن عبدالسلام، وحسام وافق».
واستكمل الفنان الكبير قائلاً: «جسدت المشهد وكان صعب جدًا وبه مشاعر متعددة، وعندما شاهده حسام الدين مصطفى أعجب به جدا وعمل ديكوباج جديد، وقال لى أنا آسف إنى كنت هغيرك، وكان هذا من المواقف التى لا أنساها».
وقد لا يعرف الكثيرون أن الفنان الكبير عثمان محمد على الذى حفظ القرآن الكريم كاملاً فى سن 14 عاماً له العديد من الأنشطة الخيرية والاجتماعية والثقافية، وأهمها أنه قام بتسجيل القرآن بأحكامه وتلاوته لغير الناطقين بالعربية فى أكثر من 1500 حلقة إذاعية ورفض أن يتقاضى أجرا عن هذا العمل الضخم والعظيم.
وعن هذا المشروع يقول: «كان محفوظ المغازى صاحب استوديو عرين عاوز يعمل فكرة تسجيل القرآن الكريم لغير الناطقين بالعربية من خلال حلقات كل حلقة أقرأ فيها عدة آيات قراءة قرآنية بالترتيل الصحيح، ويتم ترجمة ما أقوله باللغتين الفرنسية والإنجليزية طبقا لأحكام التلاوة حتى يستطيع غير الناطقين بالعربية قراءة القرآن قراءة صحيحة، واستمر تسجيل هذا العمل لمدة 3 سنوات وسجلنا أكثر من 1500 حلقة، وتم توزيع هذا العمل فى كل دول العالم وفى الدول العربية ومصر، وإذاعة الشارقة كانت تذيعه يوميا، ورفضت آخذ عنه أجر واعتبرته صدقة جارية لأنى حبيت الناس تسمع القرآن بصوتى فى جميع أنحاء العالم وتتعلم أحكامه وكنت أتمنى أن توضع نسخة منه على اليوتيوب حتى تكون الاستفادة عامة».
ومن بين الأنشطة الخيرية التى قام بها الفنان عثمان محمد على بالإسكندرية، عدد من الأنشطة بدور الأيتام: «كنت أول واحد عمل فرقة موسيقى نحاسية من أطفال الملاجئ بالإسكندرية عام 1973، عندما كنت أتولى النشاط الثقافى والفنى، وفى زيارة لإحدى دور الأيتام وجدت مدرس يدرب الأطفال على الآلات النحاسية، فذهبت للمحافظ وطلبت منه أن أكون فرقة من هؤلاء الأطفال وبالفعل عملت أول فرقة، قبل سليم سحاب».
يحكى الفنان الكبير عثمان محمد على عن أقرب أصدقائه فى الوسط الفنى وهو الفنان الراحل نور الشريف قائلاً: «كان حبيبى ومعظم أدوارى معاه جمعتنا علاقة أسرية مع عائلته وبناته، وكان يحبنى وأحبه جدا».
وتابع متحدثا عن أهم ما ميز الفنان الراحل نور الشريف: «كان شديد الدقة والحرص على دوره وأدوار من يعملون معه، ولو ممثل أمامه لم يؤد مشهده بشكل جيد يأخذه بهدوء ويتحدث معه ويوجهه، دون أن يحرج أحد أبدا، وكان مثقف جدا وقارئ جيد، واشتغلنا مع بعض العديد من الأعمال التاريخية والدينية والاجتماعية وآخرها مسلسل خلف الله، ورغم أنى عملت أدوار كتير جدا الناس مش فاكرة غير الحاج متولى والفرسان».
سألنا الفنان الكبير صاحب التاريخ الطويل والذى يمتلك العديد من القدرات والإمكانيات والمواهب: هل بعد كل هذا التاريخ ترى أنك لم تحصل على المكانة والتقدير الذى تستحقه؟
فردت الابنة دون تردد: «طبعاً»
وأجاب الأب: «هذا حقيقى ويمكن أنا السبب فى جزء من ذلك، لأنى انشغلت بالعمل العام والخيرى والثقافى فى الإسكندرية وضحيت بحاجات كتير وضيعت منى شغل كتير فى القاهرة، فأنا لا أستطيع أن أترك إسكندرية وأولادى ورسالتى فيها، ومفيش بيت فى إسكندرية فى الفترة لا يعرفنى وقدمت مواهب كتير».
وعن أمنياته التى يتمنى أن يحققها فى الفن قال: «أنا مفيش حاجة معملتهاش اشتغلت مئات المسلسلات فى مصر وخارج مصر وفى الإذاعة عملت أدوار وبرامج ملهاش عدد من سنة 1954، وفى أعمالى مفيش دور معملتوش كوميدى وشر وخير».
أما الابنة فتحدثت عن أمنياتها قائلة: «نفسى يكون فى فرصة لتنويع أدوارى، ولا تنحصر فى أدوار الأم الطيبة فقط، وأن تتاح لى الفرصة لعمل شخصيات مغايرة، شخصية شريرة أو معلمة فى سوق، حتى يكون هناك ثراء فى مشوارى الفنى».