أكد شمس الحق عبد الحق المحلل السياسى الباكستانى، أن سيطرة حركة طالبان على أفغانستان سيكون له أثر قوى على دول الجوار الأفغانى خاصة باكستان، مشيرا إلى أن أفكار طالبان فى الوقت الراهن تختلف عما كانت عليه منذ 20 عاما فى ظل ترحيب الشعب الأفغانى بحركة طالبان على بقية الأحزاب السياسية والمكونات الدينية الآخرى.
أشار المحلل السياسى الباكستانى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إلى أن فتح السجون المركزية فى أفغانستان عمل غير جيد وسيؤدى لمشكلات فى الأمن والسلام فى داخل وخارج أفغانستان لأن الذين خرجوا من السجون لا ينتمون جميعهم إلى حركة طالبان بل يتواجد بينهم عناصر من تنظيم داعش والحركات التكفيرية وغير ذلك من المجرمين، لافتا إلى أن هذا سيؤثر على أمن الدولة مثلما حصل فى ليبيا عندما فتح سيف الإسلام القذافى أبواب السجون المركزية وأعلن مبادرة العفو العام فتمكن أعداء القذافى بترتيب المؤامرات ضد النظام ونتيجة ذلك انتهى نظام القذافى بسبب المجرمين الذين تم إطلاق سراحهم، على حد تعبيره.
ولفت عبد الحق، إلى أن سيطرة حركة طالبان على الحكم فى أفغانستان أمر يخص ( طالبان أفغانستان) أما فرع حركة طالبان فى باكستان تختلف عن نظيرتها فى أفغانستان سواء فى الأفكار والنظرية، مشيرا لوجود علاقة جيدة بين طالبان باكستان وطالبان افغانستان وقد تكون هذه العلاقة بين الأفراد والأشخاص والمجموعات ولكن من حيث الأهداف فهم يختلفان، وعلى سبيل مثال طالبان باكستان حاليا غير مقبولين لدى الشعب الباكستانى أما طالبان افغانستان فهم مقبولون لدى الشعب الباكستاني.
وشدد على أن ما يجرى فى أفغانستان سيكون لها تداعيات كبيرة على دول العالم خاصة الدول الإسلامية، مستبعدا الأطروحات التى تتحدث على أن أفغانستان ستتحول لساحة تستقطب المسلحين بعد سيطرة طالبان على البلاد بشكل كامل، مرجحا أن تحدث بعض المشكلات فى بعض المناطق بسبب المجرمين الذين خرجوا من السجون أو بسبب وجود عناصر داعش أو عملاء دول أجنبية لكن طالبان تعرف كيفية التعامل معهم.
واستبعد المحلل السياسى الباكستانى أن تكون الدولة المستهدفة من هيمنة طالبان على أفغانستان هى دول الجوار وتحديدا إسلام أباد، لافتا إلى أن طالبان هى الجهة الوحيدة فى افغانستان المقبولة لدى الشعب الباكستانى ولدى الحكومة الباكستانية.
كانت حركة طالبان قد أعلنت يوم أمس الأحد أن مسلحيها دخلوا القصر الرئاسى فى العاصمة كابل، بعد فرار الرئيس أشرف غنى من البلاد.
وعلى مدى قرابة 20 عاما، وصل عدد قتلى الجيش الأمريكى فى أفغانستان 2448 جنديا، حتى أبريل 2021، كما قُتل خلال ذات الفترة نحو 3846 من المتعاقدين الأمريكيين.
وقدرت خسائر الجيش الأفغانى والشرطة بنحو 66 ألف قتيل، وبلغت الخسائر البشرية من عناصر الدول الحليفة وحلف الناتو 1144 قتيلا.
كما تسببت الحرب بمقتل أكثر من 47 ألف مدنى أفغانى، و51191 قتيلا من المسلحين، كما شهدت الحرب مقتل 444 فردا من عمال الإغاثة، و72 من الصحفيين، ومن أصل 775 ألف جندى أمريكى أصيب نحو 20 ألف منهم.