وضعت عودة طالبان إلى العاصمة الأفغانية كابول العالم أمام مجموعة من السيناريوهات بشأن احتمالية تصاعد موجات الإرهاب، لاسيما بعد سقوط تنظيم داعش وشتات عناصره.
من ناحيته، أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن عودة طالبان إلى كابول سوف تمثل عقبة على المستوى الإقليمى لعدد من الدول مثل روسيا والصين والهند وباكستان بالإضافة إلى ايران وتركيا.
وأوضح فهمى، أن الجانب الصينى الروسى بدأ فى ترتيب أوراقه لهذه المرحلة من خلال إجراء مناورات صينية روسية هى الأكبر فى بين البلدين منذ سنوات طويلة وبالتالى فان روسيا ترتب للخطوة التالية بعد سقوط كابول.
وذكر فهمى أن القوات الامريكية ستنسحب من أفغانستان فى نهاية أغسطس الجارى، لكنهم أعلنوا فى الوقت نفسه عن إرسال عناصر تأمين ولا أحد يعلم إذا كانت هذه العناصر ستبقى أم لا وهو ما يعنى أن الولايات المتحدة الأمريكية قد تراجع موقفها من الانسحاب من أفغانستان بعد فترة حتى لا تكون هناك ضغوطات مباشرة على الرئيس بايدن وهو الذى أعلن انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بالكامل.
وأشار فهمى إلى أن السؤال المهم هو من سيملئ الفراغ، حيث ذكر أن دول مثل تركيا وإيران وأيضا روسيا والصين ستبقى فى حالة تأهب لما قد يحدث خلال الفترة القادمة متوقعا مجموعة من السيناريوهات السيئة التى قد تلقى بتأثيرات وظلال سلبية على منطقة جنوب شرق آسيا بالكامل.
مؤكدا أنه هناك احتمالات بعودة الإرهاب فى موجة جديدة ولجوء العناصر الهاربة من داعش إلى أفغانستان، مشيرا إلى انه ليس من المتوقع أن تنجح المفاوضات التى انخرطت فيها حركة طالبان، ورجح فهمى، أن تصدر طالبان الإرهاب إلى الدول المجاورة كما حدث فى السابق، مشيرا إلى ضرورة وجود عمل جماعى وتدخل دولى لمواجهة موجات الإرهاب المحتملة.
وأكد فهمى أن اللجوء لمجلس الأمن لاستصدار قرار بشأن طالبان امر مستبعد، كما لفت إلى أن عودة القوات الامريكية إلى الساحة الأفغانية قد يحدث لكن بعد خسائر كبيرة.
وأكد هشام النجار الخبير فى شؤون الجماعات الإسلامية، أن ما يحدث بمثابة انتكاسة كبيرة للقوى والجهود المدنية فى العالم الإسلامى بصفة عامة وفى نفس الوقت يمثل انتعاش لقوى التطرف والتشدد وتيار الإسلام السياسى ومن ضمنهم القاعدة وليس بعيدا عن ذلك الإخوان أيضا، حيث سيستغل كل فصيل من هؤلاء الحدث لتعويض خسائر وكسب أرضية واستثمار هذا الصعود لتحقيق مكاسب ولو بشكل غير مباشر وخفى.
وأوضح أن القاعدة على سبيل المثال سيروج خاصة بين أتباعه أنه شريك فى هذا النصر وسيصورونه أنه انتصار على الولايات المتحدة بغرض تجنيد عناصر جديدة وخلق احياء جديد للتنظيم انطلاقا من أفغانستان تحت حاضنة طالبان، كما أن ما جرى انتكاسة على مستوى ما تحقق لرؤية التكفيريين المسلحين أصحاب نظرية التغيير بالقوة والتمكين باستخدام السلاح تحت زعم أنه من قبيل الجهاد فاستيلاء طالبان على السلطة بالقوة ورفضها للطريق الديمقراطى يعزز من نفوذ هذا التيار ويمنحهم دفعة معنوية وقوة دعائية هائلة داخل أوساط الإسلام السياسى.
وذكر أن هذا التطور يعد قفزة كبيرة لهذا التيار على مستوى الحاضنة السياسية والملاذ وعلى مستوى الفعل الدعائى المسنود على الأرض بصعود فصيل له تاريخ معروف بالتطرف ورفض الدولة المدنية ودعم القاعدة وايواء عناصره، وليس هناك أى شواهد معتبرة دالة على تغير ذا بال فى أفكاره أو ممارساته، وما يقال فى هذا السياق مجرد مناورات ومن باب النقية السياسية والخدع اللفظية.
فى حين قال محمد حامد مدير منتدى الشرق الاوسط للدراسات، أن استيلاء طالبان على الحكم سيخلق موجه عاتية من الإرهاب الذى ولد فى الثمانينات من رحم حرب الجاهدين والسوفييت واليوم ستعاد نفس الكاره مرة أخرى بحيث سنشهد ولادة موجه جديدة من الإرهابيين بسبب انسحاب إدارة بايدن سريعا من أفغانستان سيخلق فراغ يملاه الإرهاب وستكون أفغانستان كعبة المتطرفين فى العالم مثل انسحاب إدارة أوباما من العراق أدى إلى لولادة داغش وهذا تكرار لنفس السيناريو.