روحانيات وفرحة عالية يشعر بها الشمامسة والكهنة والقساوسة والأباء فى الكنيسة عند ارتدائهم ملابسهم الخاصة بهم فى القداسات المختلفة بالأعياد التى تتسم بالقس الفريحى وأعياد الطقس الحزين، وأضعاف هذه الفرحة تتمثل فى أطفال الكنيسة وقت المعمودية وارتداء الزى الخاص بالشماس.
الأطفال الشمامسة
رحلة اليوم السابع لرصد الزى الكهنوتى
ورصد اليوم السابع مراحل تصنيع الزى الكهنوتى بداية من اختيار القماش المناسب وأشكال التطريز المختلفة، ثم توريدها إلى المكتبات والكنائس ليتم بيعها إلى الأباء الأساقفة والقمامصة، وكذلك الأباء الكهنة والشمامسة فى الكنيسة؛ فوصل إلى مشغل لملابس الكهنوت فى منطقة شبرا الخيمة، تحدث صاحبه عن أسعار القماش والوقت الذى يستغرقه فى عمليات التطريز، ثم توريد هذه الملابس إلى الكنائس في جميع المحافظات، وإلى المكتبات ليشتريها الأقباط، موضحا الفارق بين الملابس الكهنوتية للأباء والأطفال الشمامسة والفتيات المتشبهات بزى السيدة مريم العذراء ورصد اليوم السابع حركة بيع الزى في المكتبات من خلال استطلاع عشرات المكتبات بمنطقة الأزبكية وشبرا الخيمة والمعادى وحلوان لمعرفة أسعار الزى الكهنوتى وحجم الإقبال عليه.
إختلاف الشارة فى زى الشماس فى الاحتفالات
بداية اختيار زى خاص فى الكنيسة تاريخيا
ويقول القمص أثناسيوس وكيل مطرانية المعادى للأقبط الأرثوذكس فى تصريحات خاصة لليوم السابع إنه فى البداية جاءت الفكرة حسبما ذكر الكتاب المقدس أن الله أمر موسى أن يصنع ملابس خاصة لهارون أخيه واللاويين والكهنة ليستعملوها وقت الخدمة فقط بقوله "واصنع ثيابا مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء وتكلم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لى"الشمامسة فى الكنيسة
وأوضح الكتاب المقدس أن الرب يختار ملابس الخدمة ونوعيتها وكيفية صنعها لتكون مقدسة وأما عن أهمية تخصيص ملابس للخدمة يلبسها الكاهن أثناء الخدمة ثم يخلعها بعد الخدمة فنجد أنه أمر يهوشع قائلا "وكان يهوشع لابسا ثيابا قذرة وواقفا أمام الملاك فأجاب وكلم الواقفين أمامه قائلا انزعوا منه الثياب القذرة، وقال له انظر قد أذهبت عنك إثمك ألبسك ثيابا مزخرفة فعلت ليضعوا على رأسه عمامة طاهرة، فوضعوا على رأسه وحمامة الطاهرة والبسوه ثيابا وملاك الرب واقف"
أسباب اختيار اللون الأبيض فى أغلب القداسات
وتابع أن اختارت الكنيسة اللون الأبيض لها عن سواه للعديد من الأسباب:
أولًا: قيل إن اللباس الأبيض كالثلج وشعر رأسه كالصوف النقى ورأسه وشعره فأبيضان كالصوف الأبيض كالثلج.
ثانيًا: لأن الرب نفسه لما تجلى أمام تلاميذه تغيرت هيئته أمامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور.
ثالثًا: لأن لباس الملائكة وقت ظهورهم أو تجليهم للبشر وظهر ملاكان وقت القيامة للنسوة بلباس أبيض كالثلج ويذكر لوقا البشير فى سفر الأعمال وفيما كانوا يشخصون إلى السماء وهو منطلق إذا رجلان قد وقفا بهم بلباس أبيض، ورأى يوحنا الرائى الأربعة والعشرون شيخا كهنة الحق متسربلين بثياب بيض حول العرش.
رابعًا: لأنه لباس المفديين فى السماء.. متسربلين بثياب بيض.
خامسًا: لأنه اللون الذى اختاره الله نفسه وظهر به للأنبياء ووعد به الغالبين.
سادسًا: لأنه ينسب لأشياء كثيرة في السماء منها السحابة البيضاء
وتعتبر ملابس الجمهور السماوى.
سابعًا: لأنه رمز القداسة والطهارة حيث قال الحكيم: "لتكن ثيابك بيضاء ولا يعوز رأسك دهن" وهى تشير إلى نقاوة القلب ولذلك يرشم الكاهن الملابس بالصليب قبل ارتدائها لتكون مقدسة ومناسبة للخدمة.
زى الشماس فى الطقس الحزاينى
ملابس الكهنوت فى العصور القديمة والعصور الحديثة
تتمثل ملابس الكهنوت فى العهد القديم فى الآتى:
1 – العمامة: وهى غطاء الرأس لرئيس الكهنة وهى مصنوعة من الكتان الأبيض النقى الذى يعد رمزا لنقاوة الأفكار.
2 – الصدرة: كانت مصنوعة من الكتان الخالص تلبس فوق الرداء، وعبارة عن قطعة مربعة بمقدار شبر × شبر فقط، حيث يعتبر أهم ما يميزها أن عليها 12 حجر منقوش عليه أسماء أسباط إسرائيل الإثنى عشر، أربعة صفوف كل صف 3 أحجار.
3 – الجبة: تغطى القميص ولونها إسمانجونى أى الأزرق السماوى وكأنها تشير إلى أن يكون له الفكر السماوى، وهو ثوب واسع طويل يصل إلى القدمين ويسمى جبة الرداء، لأن الرداء كان يلبس فوقها، وكانت قطعة واحدة منسوجة من فوق، موصولة من فوق فقط أى من الأكتاف فقط.
4 - الرداء الذى يلبس على الجبة: كان يصنع من ذهب وإسمانجونى وأرجوان وقرمز وبوص مبروم وكان يشتد الرداء بزنار من نفس المواد ويبدو أن الرداء كان أقصر من الجبة لأنه يصل إلى بعد الركبة، موصول من الكتفين فقط.
وكان أهم ما يميز الرداء أنه كان على كل ناحية من أكتافه حجر جزع ثمين حوله طوق من ذهب وكان منقوشًا عليهما نقش أسماء أسباط إسرائيل الإثنى عشر حسب مواليدهم أسماء 6 على كل كتف.
5 – القميص: عبارة عن ثوب طويل أبيض من الكتان الأبيض، يغطى رئيس الكهنة حتى القدم ويلبسه على جسمه مباشرة (وهذا اللون الأبيض يشير إلى النقاوة والطهارة والقداسة، وهنا يظهره شخصيًا بغض النظر عن مجده الرسمى الخارجي وأن يكون أهلًا للخدمة من الداخل قبل أن يكون من الخارج، فالنقاوة الداخلية أولًا.
زى الشماس فى الطقس الفرايحى
زى الشماس فى الكنيسة
ملابس الكهنوت في العصور الحديثة
وأشار الأب دوماديوس كاهن كنيسة مارمرقس بأسوان أن ملابس الكهنوت في العصور الحديثة تتمثل في الآتى:
1 –الاستيخارة أى الثوب الأبيض كما وردت فى تكريس الأساقفة وتسمى أيضًا Pisentw وذكرت فى تكريس البطاركة باسم Pimorvotakion وباليونانية اللفظة التى حرفت فى العربية إلى تونية وهى عبارة عن ثوب أبيض من القماش مطرز بالصلبان على الأكمام والصدر والظهر.
2 – البطرشيل: وهو عبارة عن شريط طويل من القماش الملون والمطرز وهو عادة من الحرير الأحمر، ويعتبر من الملابس الكهنوتية القديمة حيث ذكر باسم Wrariok لنا فى مجمع لاودكيه سنه 363م وهذا خاص بالشماس، وأما بطرشيل الأسقف والقس يكون بهيئة صدره كالتى كان يلبسها هارون قديما له فتحة يلبس فى العنق ويتدلى للقدمين من الأمام فقط وللأساقفة ينقش علية صور الرسل الأثنى عشر وهذه الصدره تلبس أثناء القداس فوق التونية ولكنها تلبس فى تتميم كل الطقوس فيما بعد كالمعمودية والأكاليل ورفع بخور عشية والقناديل.
زى الشماس
3 - المنطقة: وتسمى أيضا الحياصة وهى حزام عريض من الكتان أو الحرير يتمنطق بها رئيس الكهنة فوق صدره وتسمى بالقبطية Zwnarion وهى إشارة إلى ضرورة تيقظ الرعاة ونشاطهم فى الخدمة".
محرر اليوم السابع داخل مكتبة المحبة لبيع الزى الكهنوتى
4- الأكمام: تلبس فوق أكمام التونيه لكى لا تعطل أكمام التونية المتسعة الكاهن أثناء خدمته بل تكون محبوكة على يديى البابا فتسهل حركتها وكان يتم الكتابة على الكم الأيمن يمين الرب رفعتني يمين الرب صنعت قوة" وعلى الكم الأيسر "يداك صنعتاني وجبلتاني أفهمني فأتعلم وصاياك"
5- البلين: قطعة من ملابس الكهنوت خاصة برئيس الكهنة يغطى بها رأسه ويأخذ كل طرف ويلفه تحت الإبط ثم يوضع على الكتف المخالف ثم ينزل الطرفان ويوضعان تحت المنطقة وبذلك يكون البلين بهيئة صليب على الصدر وعلى الظهر
6- الشملة: تقابل البلين عند الأسقف ولكن الشمله يلبسها القسيس فوق رأسه لا تختلف عن البلين في شئ سوى انها تلف حول الرأس ثم تتدلى من طرف على الظهر والطرف الآخر يتلفح بها من أمام ولكن تطورت إلى قطعة من القماش توضع على الرأس وتتدلى على الكتفين أو بديل لها الطيلسانه شبيهة بالتاج على الرأس وتتدلى من على الظهر إلى قرب القدمين ومحلاة بالصلبان.
7- البرنس: ويسمى في اليونانية Wmo*orio* وهو عبارة عن رداء طويل متسع بلا أكمام مفتوح من فوق إلى اسفل محلى بخيوط الذهب والفضة والبرودريه ذا ألوان زاهية وفى الجزء العلوي من البرنس يكون بهيئة قصلة مزينة بخيوط الذهب
8- التاج: يلبسه الأساقفة والبطريرك غالبا في الأعياد والحفلات الرسمية.
9- التليج: يلبس داخل الهيكل بدل الحذاء ويشير إلى تجديد السيرة لابسين درع البر حاذين أرجلكم باستعداد إنجيل السلام.
اليوم السابع داخل مشغل تطريز ملابس كهنوت فى شبرا
وهناك قصة كفاح كبرى منذ عشرات الأعوام حيث بدأ كيرلس الأنطونى صاحب مشغل الأنطونى لملابس الكهنوت فى عام 2010 حينما كان يشترى سعر القماش 300 جنيه، وقام بقصه في مكان آخر وتطريزه فى مكان آخر حتى تعلم هذه الحرفة وقام بتكييسه فى البيت ثم بيعه وقام بإنشاء صفحة لعرض منتجات المشغل.
اليوم السابع ألتقى كيرلس الأنطونى صاحب مشغل الأنطونى لملابس الكهنوت حيث أكد أن المشغل يهتم بتجهيز كل ملابس الكهنة والأباء والشمامسة وكذلك ملابس التناصير الخاصة بمعمودية الأطفال والبنات بعد ولادتهم بـ 40 يوما فإذا كان ولد فله بدلة تناصير وإذا كانت بنت يكون لها طقم تناصير أيضا سواء فستان عليه صورة السيدة مريم العذراء أو أى زى أخر، حيث يقوم بشراءه أهل الطفل المعمد، ويظل لديهم ويكون معهم في الكنيسة وقت المعمودية ويظل تذكار بعد ذلك مع الطفل.
زى الكاهن من الأمام
وحول ألوان الملابس الخاصة بالشمامسة والكهنة والأباء أكد أن الأب الكاهن لباسه أسود اللى يرتديه فى الشارع وداخل الكنيسة يكون لديه الملابس الخاصة بالقداس كل مناسبة وملابسها الخاصة في أسبوع الآلام قبل عيد القيامة يرتدى صدره سوداء وباقى المناسبات تكون مناسبات فريحى يرتدى فيها الزى الأبيض، ويرتدى الأطفال التونية من سن 6 أو 7 سنوات أو أكبر من ذلك، موضحا أن زى البطريرك قد يصل في المتوسط إلى 5000 جنيه.
زى الكاهن
وحول مراحل تصميم الزى الخاص بالشمامسة والكهنة والأباء من بداية وصول القماش، وبعد ذلك يتم اختيار التصميم واختيار برنامج التطريز وبعد ذلك يتم إدخاله على مكنة التطريز ثم مرحلة التقفيل ثم التشطيب والمكواة ثم شحنه إلى العميل سواء من داخل مصر أو خارجها، مؤكدا أن نسب البيع فى المحافظات أكثر من القاهرة والجيزة لوجود العديد من المشاغل، ويتم الشحن إلى كل المحافظات من الإسكندرية حتى أسوان ويكون عن طريق شركات الشحن الأهلية أو الشركات الخاصة، وتكلفة الشحن تتراوح من 40 إلى 50 جنيه إيا كان الشحن أو الأوردر نفسه، موضحا أن أكثر المحافظات في نسبة المبيعات في محافظات الصعيد البعيد مثل الأقصر وأسوان وجنوب الصعيد.
زى قداسة البابا تواضروس
وتحدث عن ستر الهيكل الذى يغطى المذبح فى الكنيسة حيث أكد أنها تختلف وفقا لاختلاف صور القديسيين على اسم الكنيسة من القديسيين سواء كانت السيدة مريم العذراء أو مارجرجس أو مارمينا.
وحول ارتداء البطرشيل أكد أنه لباس الشماس وله وجهين وجه أحمر وهو نبيتى ويتم ارتدائه فى الطقس الفريحى ووجه أخر كحلى يتم ارتدائه فى الطقس الحزاينى المتمثل فى أسبوع الآلام.
قداسة البابا شنودة الثالث
أسعار الملابس للشمامسة والأساقفة
وبعد مرحلة التطريز وتوريد الملابس إلى الكنائس المختلفة والمكتبات ذهب اليوم السابع إلى مكتبة المحبة إحدى أكبر المكتبات التي تبيع ملابس الكهنة فى منطقة شبرا الخيمة، حيث قال نزيه فيكتور رئيس المكتبة إن حركة البيع والشراء تنشط بشكل كبير فى الأعياد المختلفة، موضحا أن زى البابا يتم صناعته بنسبة كبيرة داخل أديرة الراهبات، وتتراوح أسعار الملابس للشمامسة الشباب من 200 جنيه حتى 450 والأطفال من 150 جنيه حتى 190 جنيه.
ويبلغ سعر البطرشيل من 80 إلى 115 جنيه وسعر الشاملة 180 جنيه والبرنس 3500 جنيه والتاج من 750 إلى 3000 جنيه.
فيما يبلغ سعر زى الأسقف حوالى 7000 أو 8000 الشماس بداية من 400 جنيه.
وحول ملابس الراهبات أكد أنها يتم تفصيلها بشكل رسمى فى الأديرة مثل أغلب ملابس البطريرك حيث تقوم الراهبات بعملها بنفسها.