لم يكن مجرد كاتبا متنوعا كتب للمسرح وللتليفزيون والسينما، لكنه كان أول من وضع أسس كتابة الدراما التليفزيونية، من خلال كتابته أول مسلسل تليفزيوني يعرض على التليفزيون المصرى، والذى حمل عنوان "هارب من الأيام" أنه المؤلف والسيناريست الكبير فيصل ندا.
رحل عن عالمنا، اليوم الثلاثاء السيناريست الكبير فيصل ندا، عن عمر يناهز 81 عاما، بعدما بصمة كبيرة فى مجال الكتابة التليفزيونية والمسرحية، جعلته أشهر المؤلفين في مصر، فضلا عن كتابته العديد من المسرحيات التي تعد بصمة في مشواره الفني.
بصمة فيصل ندا، كانت من البداية، كميلاد الدراما التليفزيونية فى مصر، ارتبط باسم صاحب "المتزوجون" فإذا كان التليفزيون المصرى تأسس مطلع ستينيات القرن الماضى، فأن مصر كانت على موعد مع أول عمل درامي في تاريخ الدراما المصرية عام 1962 وهو مسلسل "هارب من الأيام"، ليكون هذا الرجل بمثابة واضع أول لبنة فى قواعد وأسس الكتابة التليفزيونية، وأول من مهد للكتابة لهذا النوع من الدراما.
"هارب من الأيام" مسلسل تليفزيونى مصرى، يصنفه النقاد كأول مسلسل درامى يذاع على التليفزيون المصرى منذ تأسيسه، عن قصة للأديب الراحل ثروت أباظة، سيناريو وحوار فيصل ندا، وإخراج نور الدمرداش، وبطولة عدد كبير كبار الفنانين منهم: عبدالله غيث، حسين رياض، توفيق الدقن، مديحة سالم، كمال ياسين، عادل المهيملي، محمود الحديني، محمود عزمي، علي الزرقانى.
وقدمت نفس المعالجة المأخوذة عن قصة ثروت أباظة، وسيناريو وحوار فيصل ندا، فى معالجة سينمائية قدمها الفنان فريد شوقي كفيلم سينمائي لكنه رفض تمثيلها لشاشة التلفزيون خشية تأثيرها على مجده الفني في السينما في تلك الفترة، وأن تجربة التلفزيون هي تجربة جديدة.
تدور أحداث المسلسل حول طبال فقير، يعامله أهل القرية معاملة سيئة ويسخرون منه، بينما تتكرر السرقات بجميع أركان القرية مما يثير الرعب في قلوب سكانها خاصة وأن الفاعل مجهول، وبالنهاية يظهر أن ذلك الطبال وراء كل هذه الجرائم.
ورغم أن المسلسل كان جديد من نوعه على الجمهور المصرى لكنه، تعرض لأزمة كادت تلغى عرضه، وذلك بعدما رفض العمل من قبل الرقابة تحت زعم انتقاد العمل الفني للسلطة في ذلك الوقت إلا أن المخرج نور الدمرداش قد سعى بقوة لخروج هذا العمل إلى النور، وهو ما حدث بالفعل وكانت شوارع القاهرة تخلو من المارة المتجمعين أمام شاشات التلفزيون لمتابعة المسلسل الذي كان سبب شهرة كبيرة بعد ذلك للراحل عبدالله غيث، أدت إلى قيامه بأدوار أخرى.