محفوظ عبد الرحمن، الذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم، عن عمر ناهز 76، كان أحد أبرز كتاب الدراما المصرية إن لم يكن أهمهم على الإطلاق، فى تجسيد وتسليط الضوء على الجوانب المهمة من تاريخ البلاد، ليجسدها فى أعماله الدرامية.
فى عام 1979 قدم أول أعماله التاريخية، حين كتب سيناريو حوار مسلسل "سقوط غرناطة" الذى تناولت أحداثه آخر ليلة من ليالى غرناطة هذه المملكة الجميلة التى كانت فى وقت من الأوقات محجة العرب والأوروبيين إلى الأندلس، وشهدت سقوط الحضارة الإسلامية فى بلاد فتحها العرب المسلمون وبنوا فيها حضارة كبيرة، ونتيجة التناحر الذى جرى بين حكام الممالك الأندلسية ضعف بنيان الدولة، وصارت البلاد لقمة سائغة بيد الإسبان الذين احتفوا باستعادة إمبراطوريتهم.
شارك فى بطولته عبد الله غيث، وأحمد مرعي، ومحمد وفيق، وأمينة رزق، وتوفيق الدقن، ورغدة، وإبراهيم عبدالرازق، وراوية أباظة، وأحمد خليل، وشاكر عبداللطيف، وصفاء الطوخي، وعبدالرحمن أبوزهرة.
ومن خلال التليفزيون أيضا قدم "بوابة الحلوانى" التى عرض لأول مرة عام 1992، وتمت إذاعته على أربعة أجزاء، والتى سلط من خلاله الضوء على نواحى الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للحقبة الزمنية فى فترة حكم الخديوى إسماعيل، إلى بدايات القرن الماضى، ناقلا بما في ذلك تداخل الطموحات السياسية والاقتصادية للأفراد، وكذا الصراعات القائمة من أجل إقصاء الآخر والاستفراد بالهيبة والسلطة.
كما يعتبر الكاتب الوحيد الذى تناول تأميم قناة السويس، وذلك عندما قدم فيلمه السينمائى "ناصر 56"، خلال عام 1956 والتي اعتبرها المؤلف أهم وأخطر فترات قيادة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لمصر قبل وبعد تأميم قناة السويس باعتباره من أهم إنجازاته السياسية، حيث كانت شركة قناة السويس تدار من جانب الحكومة البريطانية، وخاصة سحب البنك الدولي عرضه بتمويل مشروع بناء السد العالي.
كما ألف مسلسل "سليمان الحلبى" عام 1976، والتى تدور أحداثه حول شخصية سليمان الحلبى الذى اغتال الجنرال كليبر، قائد الحملة الفرنسية فى مصر بعد نابليون بونابرت، رابطا بين الوقائع التاريخية، وبين نسيج الكاتب، بما لا يخل بالأحداث، التاريخية.