المصريون أهل حضارة، والحضارة تعنى فى جوانبها الرقى والعمل للمستقبل والاهتمام بجميع أفراد المجتمع، خاصة المرأة التى تمثل دلالة كبرى على تقدم المجتمع والارتقاء به، وتشهد الآثار والمخطوطات المصرية القديمة بأن المرأة المصرية كانت تحظى باهتمام كبير وكانت تحصل على حقوق جمة لم تحصل عليها أى امرأة فى ذلك الزمن.
ويذكر كتاب "الوجه العارى للمرأة العربية" لـ الدكتورة نوال السعداوى "أن مكانة المرأة المصرية القديمة، فقد تجلَّت فى الدولة القديمة قبل الملكية والإقطاع، وكانت المرأة الفرعونية تعمل فى المصانع بالغزل والنسج وصنْع السجاجيد، وتعمل بالتجارة فى الأسواق، وتُشارك زوجها أعمال الصيد، وكانت الزوجة تُرسَم على المقبرة حتى الأسرتين الثالثة والرابعة بحجم زوجها كدليل على المساواة فى الشرف والمكانة والحقوق والواجبات، وفى تمثال «باهجم» (فى معبد الكرنك) تتقدم الزوجة زوجها.
وهناك نصب تذكارى خاص بالسيدة «بيسيشت» فى عصر الدولة القديمة يُبيِّن أنها كانت مديرة للأطباء، وقد حوكم أحد الأزواج لأنه سبَّ زوجته بالجلد مائة جلدة، وبحرمانه من نصيبه من المال الذى كسَبه بالاشتراك معها إذا عاد إلى سبها.
بينما يقول الدكتور زاهى حواس فى مقالة له نشرت فى صحيفة الشرق الأوسط:
تمتعت المرأة المصرية فى العصر الفرعونى بالكثير من الحقوق وكانت جديرة بالتقدير، حيث روعيت المساواة بين الرجل والمرأة، فنالت سيدة العالم القديم المصرية ما لم تنله امرأة فى العالم القديم.
وكان للنساء بعض الممتلكات الخاصة والأراضى التى أشرفن على إدارتها بأنفسهن، فأدى ذلك إلى أنها تمتعت بنوع من الاستقلال المادى والاقتصادي، حيث كان لها الحق فى إقامة الدعاوى القضائية بنفسها كما تمثل شاهدة أمام القضاء حينما تطلب شهادتها، وتعاقب إذا ما اقترفت أى جريمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة