مسجد محمد على داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، أحد المساجد الأثرية الشهيرة، والذى تم وضعه مؤخرًا على فئة الـ 20 جنيها المصنوعة من مادة "البوليمر"، والمعروفة إعلاميًا بالنقود البلاستيكية، والمقرر إصدارها فى نوفمبر المقبل، والتى تعد نقلة حضارية جديدة تواكب أحدث المعايير الدولية لطباعة العملة.
يقع جامع محمد علي داخل قلعة صلاح الدين بالقاهرة، وقد أمر بإنشائه محمد علي باشا "1220-1264هـ/1805-1848م" مؤسس أسرة محمد على "1220-1372هـ/ 1805-1953م" فى موضع القصور المملوكية التى هدمها لإفساح المجال لبناءة الجديد، والذى عرف بـ "جامع الألبستر" إشارة إلى الألواح الرخامية التى كسيت بها جدرانه الداخلية والخارجية، وتعتبر مئذنتا الجامع هما الأعلى بمصر حيث يبلغ ارتفاع كل منهما 84 مترًا.
يعتبر جامع محمد علي باشا من أشهر المعالم الأثرية والسياحية فى مصر، بدأ بناء الجامع عام 1246 هـ / 1830 م، واستمر العمل به دون انقطاع حتى توفي محمد علي باشا عام 1265 هـ / 1848 م فدفن في المقبرة التي أعدها لنفسه في داخل الجامع في الركن الجنوبي الغربى، وكانت أعمال الأسوار والقباب والمآذن قد اكتملت آنذاك، وعندما تولى عباس باشا الأول "حكم في الفترة 1265 - 1270 هـ / 1848 - 1854 م"، أمر باستكمال ما تبقى من أعمال الرخام والنقش والتذهيب وأضاف الإنشاء الرخامي والمقصورة النحاسية لضريح المنشئ.
وفى عام 1931 م، في عهد الملك فؤاد الأول "حكم في الفترة 1917 – 1936 م"، حدث خلل كبير في القبة الرئيسية وما حولها من أنصاف قباب، فأعيد بناؤها طبقاً لشكلها القديم من الناحية المعمارية والزخرفية، وتم افتتاح الجامع بعد ترميمه عام 1939 م في عهد الملك فاروق الأول "حكم في الفترة 1936 – 1952م".
استخدم الحجر الجيرى كمادة أساسية فى بناء الجامع الذى يتكون من مساحة مربعة غطيت بقبة مركزية ضخمة مدعمة بأربعة أنصاف قباب بالإضافة إلى أربعة قباب صغيرة فى الأركان, وللجامع منبران أحدهما من الخشب المطلى باللون الأخضر وهو المنبر الأصلى للجامع أما الآخر فهو من الرخام وقد أضيف إلى الجامع لاحقاً.
يشتمل المبنى على أربعة واجهات حجرية مكسوة بكاملها بالمرمر المصري، الواجهة الشمالية الشرقية للمبنى هي الرئيسية، ويتوسطها المدخل الرئيسي وهو عبارة عن فتحة باب بمصراعين خشبيين يعلوها عقد نصف دائري زخرف باطنه بزخارف نباتية متداخلة مفرغة.
وتشتمل الواجهة على يمين المدخل على أحد عشر ارتداداً رأسياً في جدارها جُعل أسفل كل ارتداد فتحة شباك زوّد بزخارف معدنية نباتية وهندسية مفرغة. أما الجزء الواقع على يسار المدخل، فهو جزء مرتد يتقدمه رواق ذو عقود نصف دائرية ترتكز على أعمدة رخامية مقسم إلى إحدى عشرة منطقة مربعة يغطيها قباب منخفضة.
ويتكون المسقط الأفقي للمبنى من مستطيل مقسم إلى جزءين مربعين: جزء شرقي وآخر غربي. يمثل الجزء الشرقي بيت الصلاة، وطول ضلعه من الداخل 41 م وتتوسطه قبة قطرها 21 م وارتفاعها 52 م عن مستوى أرضية المبنى. وترتكز القبة على أربعة عقود كبيرة ترتكز بدورها على أربعة أكتاف مربعة ضخمة. وتحيط بالقبة أربعة أنصاف قباب. وهناك نصف قبة آخر يقع فوق المحراب وأربع قباب صغيرة تقع في أركان المبنى. والقباب مكسوة من الخارج بصفائح من الرصاص، وزخرفت سطوحها الداخلية بنقوش بارزة ملونة ومذهبة نفذت بأسلوب باروكي محدّث. وقد حليت العقود والمثلثات الكروية أسفل القبة بلفظ الجلالة وبعبارة "محمد رسول الله" وبأسماء الخلفاء الراشدين.
وكسيت الجدران الداخلية للجامع والأكتاف الأربعة الداخلية إلى ارتفاع 11 م بالرخام المصري. ويتوسط جدار القبلة محراب من المرمر يجاوره منبر رخامي رائع بجانبه منبر آخر خشبي مذهب من أعمال الملك فاروق. وتوجد في الجدار الشمالي الغربي دكة المبلغ التي تمتد بعرض المبنى وترتكز على ثمانية أعمدة رخامية.
ويتكون الجزء الغربي من الجامع من فناء أبعاده 53 × 54 م يحيط به أربعة أروقة ترتكز عقودها على أعمدة رخامية. تغطي الأروقة قباب صغيرة منقوشة من الداخل بزخارف هندسية ونباتية ومغطاة من الخارج بألواح من الرصاص. ويوجد في وسط الفناء فسقية الوضوء، وهي رخامية مثمنة الشكل وتغطيها قبة رخامية وأخرى خشبية خارجية ترتكز على ثمانية أعمدة رخامية يعلوها رفرف خشبي. ويزخرف باطن القبة مناظر طبيعية على الطراز الباروكي. ويقع في طرفي الواجهة الغربية للصحن مئذنتان رشيقتان ارتفاعهما 82 م وتتوج كل منهما قمة مدببة مخروطية على طراز المآذن العثمانية.
ويوجد في منتصف هذه الواجهة برج الساعة النحاسي الذي أهداه ملك فرنسا لويس فيليب "حكم في الفترة 1830 – 1848م" لمحمد علي باشا عام 1262 هـ / 1845 م، ويوجد بصحن الجامع برج من النحاس بداخله ساعة دقاقة كان قد أهداها لويس فيليب ملك فرنسا إلى محمد علي باشا "1262هـ/ 1845م".