منذ أيام دفع أب حياته لإنقاذ ابنته في العياط، بعدما تعرضت الطفلة للغرق فحاول إنقاذها ليغرق الاثنين معًا، فأن يضحي الأب بنفسه من أجل فلذات الأكباد فهو شىء طبيعي ومنطقي، لكن غير المألوف أن يقتل الأب "الضنا"، ولا يكتفي بذلك، وإنما يجلس بجوار الجثة "بكل برود" بدلًا من البكاء عليها يشعل سيجارة.
جريمة بشعة دارت فصولها في أوسيم شمال محافظة الجيزة، عندما تجرد أب من جميع المشاعر الإنسانية، وقتل طفلته بعدما فشل في بيعها قبل ذلك.
"القهوجي" الذي تزوج وأنجب طفلتين ثم طلق زوجته الأولى، وتزوج بأخرى، لعلها تأتي له بالولد، لكنها أنجبت طفلتين أيضًا، ليكون أبًا لأربع بنات، ليحول حياة الجميع حوله لجحيم، خاصة طفلته الرابعة الرضيعة "أحباب" التي صعدت روحها لبارئها على يد والدها، تلعن القسوة.
تفاصيل وأسرار مثيرة وخطيرة، سردتها والدة الطفلة في حديثها لـ"اليوم السابع" قائلة:" زوجي كان شديد المعاملة لنا، دائمًا يتعدى علي بالضرب والسب، وتحملت كثيرًا من أجل تربية "البنات"، لكنه كان يكره أصغرهن "أحباب"، التي كانت تكره أيضًا فلا تذهب إليه أبدًا، ومن شدة كرهه لها، قرر بيعها في أحد الأيام، لكني هددته بالإبلاغ عنه فتراجع.
وعن يوم الجريمة، تقول والدة الطفلة:" كانت معي، فطلب مني أن يحملها، لكنه عندما اقترب منها بكت بشدة، فصرخ فيها: "ايه شوفتي عفريت، مش راضية تقرب ليا.. غوري"، وانتهى المشهد عند هذا الحد.
وبصوت ممزوج بالآسى، تقول الأم: "بعدها دخل عليا غرفتي، فوجدني أحملها، فطلب مني تركها، فأكدت له أنها مريضة ولابد من الذهاب للطبيب لعلاجها، فرفض بشدة، زاعمًا بأنني أدللها أكثر من الطبيعي، وأصر على وضعها على السرير رافضًا أحملها بين يدي".
الطفلة لم تتوقف عن البكاء ـ الأم تكمل حديثها ـ وهو يرفض السماح لي بحملها، ثم ذهب للمطبخ ببرود شديد وجهز العشاء، وأصر أن أكل معه، فتوسلت له أن يسمح لي بحمل الطفلة حتى تتوقف عن البكاء لكنه رفض أيضًا.
تتعلثم الكلمات في فم الأم، ثم تكمل حديثها قائلة: "سكتت الطفلة بعض الشيء، فطلب مني النوم وأتركه بجوارها، لم يكن قلبي يطمئن إليه، لكن النوم غلبني، استيقظت في الفجر فوجدته لم ينم، سألته عليها فأكد لي أنها نائمة وبخير، فأكملت نومي".
تبكي الأم، وتقول: "رأيت طفلتي في المنام تهزني بقوة، وتقول لي: تعالي يا ماما خديني أنا مت، فاستيقظت من نومي وأسرعت إليها، فوجدتها بالفعل قد ماتت، فصرخت بأعلى صوتي فاستيقظ زوجي ووبخني، طلبت منه الذهاب للمستشفى للتأكد من وفاتها من عدمه لكنه رفض، وبعد الحاح ذهبي معي وتأكدنا من وفاتها، وبعدها حضر رجال المباحث وضبطوا زوجي، وحكت ابنته الكبرى للمباحث تفاصيل الجريمة، قائلة: استيقظت ليلًا فوجدت والدي يضرب "أحباب" على وجهها وهي تصرخ، ثم ألقاها بجوار الدولاب ووضع عليها الملابس حتى ماتت خنقًا".
وبدموع لا تتوقف، تقول الأم:" اعدموه حتى يستريح قلبي، فقد كان رجل قاسي القلب، لا يعرف الرحمة ولا الإنسانية، فقد قتل ضناه بقلب بارد".