خرج من منزله كعادته في السادسة صباحا.. مهرولا إلى عمله فرحا بما منا الله عليه من نعمه وهي نعمة العمل والكسب الحلال لكي يعول أشقائه الـ6 ووالدته المريضة بعد وفاة والده، خصوصا أن من بينهم 3 معاقين، إعاقة ذهنية، غير إعاقته نفسه، حيث أبتلاه الله بمشاكل في العظام وتأكل في أطراف اليدين، ومع ذلك كله كان يؤدى عمله على أكمل وجه يرفض كل الرفض أن يتم تميزه عن باقي زملائه بالعمل الخفيف طبقا للقانون بل كان ينافسهم في جدية العمل ويحرس المدرسة ليلا وفى الصباح يقوم بكافة الأعمال التي تطلب منه بدون كلل أو ملل.
أما في محيط سكنه وداخل قريته وبشهادة الأقرباء والأصدقاء وأهالى القرية فالجميع شهد أن طيب حسن الخلق وفى يوم وفاته خرجت القرية والقرى المجاورة من أجل توديعه إلى مثواه الأخير داعين الله أن يتقبله عنده شهيدا لأنه توفى وهو في عمله لم يكن يضمر شرا لأحد بل كان يحب الجميع ويحبه الجميع.
وفى الليلة الموعودة حضر الطالب المتهم إلى المدرسة مستغلا تردده الدائم عليها نظرا لعمل والده بها وأن العامل يثق به ولم يكن يعلم ما كان يخطط ويدبر له بيت النية وعقد العزم وفكر وخطط كيف يتخلص من العامل أحضر علبه كشرى ووضع له بداخلها السم ثم بعد ذلك أستغل عدم قدرة العامل على استخدام يديه ليطعم نفسه كونه معاق وقام بإطعامه الكشرى حتى بدأ تظهر عليه حالات الإعياء ونظرا لنحالة جسمه وضعف قوته وإعاقته أستطاع المتهم أن يشل حركته ويقضى عليه بسهولة وتركه بغرفته غرفة الحارس وقام بفتح الخزينة وأستولى على المبالغ المالية الموجودة بها بإجمالي 650 ألف جنيه من داخل درج مكتب وجهازى DVR خاصين بكاميرات المراقبة و2 كيسة كمبيوتر وقام بالخروج في هدوء دون أن يراه أحد.
في اليوم التالى للجريمة حضرت العاملات إلى المدرسة قمن بالمناداة عليه فلم يرد وقفن أمام باب الغرفة كان مفتوحا بعض الشئ طرقن الباب فلم يرد دخلن عليه فوجدوه جثة هامده على الأرض فأبلغنا المسئولين عن المدرسة وتم إبلاغ الشرطة التي حضرت واكتشفت أنه هناك جريمة وأن الواقعة ورائها شبهة جنائية خاصة مع وجود بعثرة بالغرفة وكسر بالخزينة واختفاء هاردات التسجيل الخاصة بالكاميرات من المدرسة.
"اليوم السابع" ألتقت بأسرة المجنى عليه في البداية،و قال إبراهيم الصغير، عم حارس المدرسة، إن المتوفى يتسلم عمله فى المدرسة فى الفترة المسائية وكان يعانى من هشاشة العظام ومعاناته من نقص الكالسيوم ولم يكن معينا فى عمله بالمدرسة ويبذل قصارى جهده من أجل هذا الهدف وكان محبوبا من الجميع لا يترك عمله قط وأنه لا يستطيع أن يمسك كوب الماء ليشربه ولا يستطيع أن يخلع حذائه بنفسه كل هذا كان يفعله بمساعدة الأخرين نظرا لإعاقته.
وأكد معتمد بدرى ابن عم المتوفى، إن الحارس يعول أسرة مكونة من 7 أفراد 6 أشقائه من بينهم 3 معاقين ووالدته المريضة ولقى حتفه غدرا على يد طالب مما أصابه وجميع أفراد أسرته بالصدمة حيث أن حارس المدرسة محبوب من الجميع ولم يكن له أية عداوات وتعرض للقتل بدم بارد على يد الطالب الذى دبر الجريمة وقتله بتقديم علبة كشرى مسمومة أودت بحياته نحن لا نقبل عادات الصعيد في الأخذ بالثأر وأقمنا العزاء ولكن نريد القصاص العادل من القاتل فكما حصلت المدرسة على حقها وتسلمت أموالها وأجهزتها تنحن نريد العدالة الناجزه في تلك الواقعة.
أما حسن عبد الدايم ابن عم المتوفى، إن الحارس هو كبير أسرته ويعول جميع أفرادها بينهم حالات من ذوى الاحتياجات الخاصة وحاليا أصبحت الأسرة بدون عائل وطالب الجهات الأمنية بضرورة التحرك من أجل أن ينال الجانى عقابه المستحق على ما ارتكبه من جريمة قتل بشعة كان ضحيتها نجل عمومتهم الحارس البسيط والذى كان متفانيا فى عمله حتى تم تكريمه مؤخرا بحضور محافظ سوهاج.
كانت النيابة العامة بدائرة مركز البلينا جنوب محافظة سوهاج قررت حبس طالب 4 أيام على ذمة التحقيق، فى واقعة مقتل حارس مدرسة خاصة والاستيلاء على خزينة حديدية بداخلها 650 ألف جنيه من داخل درج مكتب وجهازى DVR خاصين بكاميرات المراقبة و2 كيسة كمبيوتر بعد أن توصلت التحريات إلى أن وراء ارتكاب الواقعة الطالب المتهم والذى يعمل والده بالمدرسة، حيث قام بوضع السم للحارث داخل علبة كشرى.
وكان اللواء محمد عبدالمنعم شرباش مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، قد تلقى بلاغا من نائبه لقطاع الجنوب يفيد بتلقى مركز شرطة البلينا بلاغا من مسئول مدرسة خاصة باكتشافه سرقة "خزينة حديدية بداخلها 650 ألف جنيه من داخل درج مكتب وجهازى DVR خاصين بكاميرات المراقبة و2 كيسة كمبيوتر"، ومقتل حارس خاص بالمدرسة.
ونظرا لما تشكله الواقعة من خطر على الأمن العام تم إخطار اللواء محمد زين مدير إدارة المباحث الجنائية والذي كلف بسرعة تشكيل فريق بحث وكشف غموض الواقعة وذلك برئاسة العميد على العمرى رئيس مباحث المديرية والعميد أحمد شوقى زيدان رئيس فرع بحث الجنوب والرائد محمد السيد رئيس وحدة مباحث مركز شرطة البلينا والنقيبين حسين فخرى ومحمد صبرى معاونى المباحث.
تم الانتقال إلى مسرح الجريمة وتم عمل المعاينة اللازمة وتم معاينة مكان وجود الجثة ومكان السرقة، وتبين العثور على الحارس جثة هامدة مسجاة على الأرض ولا توجد بها ثمة إصابات، وتبين عقب التواصل مع إدارة المدرسة أن الخزينة كان بها مبلغ مالى قدره 650 ألف جنيه واختفاء وجهازى DVR خاصين بكاميرات المراقبة و2 كيسة كمبيوتر.
أسفرت جهود فريق البحث المشكل برئاسة قطاع الأمن العام بإشراف اللواء علاء الدين سليم مساعد وزير الداخلية، بمشاركة ضباط إدارة البحث الجنائى بأمن سوهاج، عن أن وراء ارتكاب الواقعة طالب باستهدافه بمأمورية برئاسة القطاع أمكن ضبطه، بمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة.
وأضاف بقيامه بتاريخ الواقعة، بشراء علبة كشرى ووضع كمية من سم الفئران داخلها وتوجه بها للمدرسة محل البلاغ، ونظراً لعلم حارس المدرسة لشخصه وعمل والده بالمدرسة، استضافه وقدم له علبة الكشرى المشار إليها، وعقب تناولها حدثت له حالة إعياء وتوفى.
بعدها استولى على المسروقات، والتى أرشد عنها أعلى سطح مسكنه تم استهداف المكان وعثر على الأشياء المبلغ بسرقتها تم تحرير محضرا بالواقعة وتم العرض على النيابة العامة التى تولت التحقيق وأصدرت قرارها السابق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة