دعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" إلى حماية التراث الثقافي الأفغانى وضمان توفر بيئة آمنة للفنانين، وذلك بعد أيام من دخول حركة "طالبان" إلى العاصمة كابل، حسبما ذكرت شبكة " روسيا اليوم".
وفي أفغانستان موقعان للتراث الثقافي العالمى التابع لـ"اليونيسكو" أحدهما وادى باميان، حيث فجرت حركة "طالبان" تمثالين ضخمين لبوذا قبل الإطاحة بها من الحكم فى 2001.
وقالت "اليونيسكو" في بيان أمس الخميس: "وسط الأحداث التي تتطور سريعا، وبعد 20 عاما على التدمير المتعمد لتمثالي بوذا فى باميان، وهو أحد مواقع التراث العالمى، تدعو أودرى أزولاى المديرة العامة لليونسكو إلى الحفاظ على التراث الثقافي لأفغانستان".
وأوضحت "اليونيسكو" أن مواقع التراث والثقافة الأفغانية المتنوعة جزء لا يتجزأ من تاريخ أفغانستان وهويتها ولها أهمية للبشرية كلها.
وأضافت "حماية هذه المعالم والحفاظ عليها يمثل أهمية كبيرة لمستقبل أفغانستان".
يذكرأن، ذكر مستشار الأمن القومى الأمريكى، جيك ساليفان، أن رئيس البلاد، جو بايدن، يأمل في إنهاء عملية سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بحلول 31 أغسطس.
وقال ساليفان، في حديث لقناة "CBS" أمس الخميس: "الرئيس متمسك بضمان أن كل أمريكي يريد الخروج من أفغانستان سينسحب منها، وهو يؤمن بأننا سنتمكن من تحقيق ذلك بحلول 31 أغسطس".
وتابع ساليفان، ردا على سؤال حول ما إذا يمكن أن يتعرض الأمريكيون الذين لن يخرجوا من أفغانستان حتى 31 أغسطس لأي خطر: "الأوضاع اليوم خطيرة وديناميكية ومحفوفة بتهديدات، وننظر في هذه المخاطر بشكل موضوعي ونأخذها بعين الاعتبار. لكننا أكدنا بكل وضوح لطالبان أنهم سيواجهون ردا سريعا بالقوة في حال منعهم عبور أي أمريكي وخرقهم عملية الإجلاء التي ننفذها في مطار كابل".
وبعد إعلان الولايات المتحدة، يوم 30 أبريل، بدء عملية انسحاب القوات الأمريكية من أراضي أفغانستان وفقا لخطة الرئيس، جو بايدن، كثفت حركة "طالبان" المتشددة حملة عسكرية واسعة على مواقع قوات الحكومة السابقة في جبهات متعددة بالبلاد.
وخلال الأسابيع الأخيرة تمكنت الحركة من بسط سيطرتها على كل المنافذ الحدودية وفي 15 أغسطس دخل مسلحو "طالبان" إلى العاصمة كابل حيث سيطروا على القصر الرئاسي، بينما غادر الرئيس، أشرف غني، البلاد ووصل إلى الإمارات، قائلا إنه قام بذلك لـ"منع وقوع مذبحة".
يذكرأن، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن حركة طالبان تواجه معضلة ”وجودية“ تتعلق بنظرة العالم إليها بعد انتصارها العسكرى الخاطف فى أفغانستان.
وقال الرئيس الديموقراطي، في مقابلة مع شبكة ”إيه بي سي“ الإخبارية، أمس الخميس: ”أعتقد أنهم يمرون بنوع من الأزمات الوجودية في ما يتعلق بما إذا كانوا يريدون أن يعترف بهم المجتمع الدولي كحكومة شرعية أم لا“.
ورأى بايدن أن المتمردين الذين استولوا على السلطة في ختام نزاع دام 20 عامًا، يواجهون مشاكل من نوع آخر حاليًا.
ففي حين أن لدى طالبان رغبة في إقامة نظام يرتكز على فهمها المتشدد للشريعة الإسلامية، قال الرئيس الأمريكي ”إنهم مشغولون أيضًا بمعرفة إن كانوا سيجدون الغذاء للأكل، وما إذا كانوا سيحظون بعائدات، وما إذا كان بمقدورهم إدارة اقتصاد“.
وأشار إلى ”أنهم مشغولون في معرفة ما إذا كانوا قادرين على الحفاظ على وحدة المجتمع (الأفغاني) من عدمه“.
وقال جو بايدن، الذي دافع عن الانسحاب الفوضوي لآخر الجنود الأمريكيين والأجانب والحلفاء الأفغان بعد انتصار طالبان، إنه لا ”يعوّل“ على الحركة لتغيير أولوياتها.
من جهة أخرى، قال: ”لست متأكدا من أنني كنت أتوقع“ المشاهد الحالية لقادة طالبان يتعاونون مع عسكريين أميركيين ”لضمان إجلاء آمن للمواطنين الأمريكيين“.
وأكد أنه في حال عودة نشاط جماعات إرهابية مناهضة لبلاده، على غرار تنظيم القاعدة، في أفغانستان في ظل سلطة طالبان، فإن للولايات المتحدة ”القدرة“ على ”القضاء عليها“، مشيرًا إلى صواريخ وغيرها من عتاد الضربات البعيدة المدى.
ولكنه أضاف أن التهديد أكبر حاليا في سوريا أو شرق إفريقيا ”مما هو عليه في جبال أفغانستان“.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب في بيان، إن وزراء خارجية دول مجموعة السبع طالبوا المجتمع الدولي، برد فعل موحد إزاء الأزمة في أفغانستان لمنع مزيد من التصعيد.
وجاء في البيان، الذى أصدره راب في أعقاب اجتماع لوزراء خارجية دول المجموعة: ”يوجه وزراء مجموعة السبع الدعوة للمجتمع الدولي للعمل معا في مهمة مشتركة لمنع التصعيد في الأزمة بأفغانستان“.
وأضاف البيان: ”تستلزم الأزمة في أفغانستان استجابة دولية بما في ذلك المشاركة المكثفة في القضايا الحساسة التي تواجهها أفغانستان والمنطقة بالتعاون مع الأفغان، وهم الأشد تضررا، وأطراف الصراع، ومجلس الأمن الدولي، ومجموعة العشرين، والجهات المانحة الدولية، وجيران أفغانستان بالمنطقة“.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة