في مثل هذا اليوم 20 من أغسطس 1857 حوكم الشاعر الفرنسى شارل بودلير بسبب ديوانه "أزهار الشر" في واقعة من أكثر الوقائع التي اجتذبت الرأى العام الفرنسى في القرن التاسع عشر.
وقد وجهت إلى الشاعر الفرنسى عدة تهم منها خدش الحياء العام، وقد كانت التهمة الرئيسية التي تسببت في الحكم عليه من قبل القضاء.
وقد صدرت الطبعة الأولى من الديوان في شهر يونيو عام 1857 أى قبل شهرين تقريبا من خضوع الشاعر الفرنسى الراحل للمحاكمة، وبيعت النسخة بثلاثة فرنكات وقد تم طبع ما يزيد قليلا على الألف نسخة من هذا الديوان الذى أثار الجدل فيما بعد طوال سنوات في فرنسا، خصوصا بعد اللغط الذى أثير حوله والمعركة التي نشأت في المحاكم جراء نشره.
وقد حُكم على بودلير بغرامة تقدر بثلاثمائة فرنك، على أن يدفع ناشرا "أزهار الشر" مائة فرنك، وحذفت بعض قصائده، المعنونة بـ: جزيرة ليسبوس، النساء اللعينات، نهر النسيان، إلى المنتشية جدا، المجوهرات، وتحولات مصاص الدماء.
وقد صدر الحكم من طرف الغرفة السادسة لمحكمة الجنح بمدينة لاسين، واستبعد مضمونه في نهاية المطاف الهجوم على الاعتبار الديني، لكنه أقر دائما بتهمة إهانة الأخلاق العامة.
وفى عام 1949 أعيد نظر القضية وهنا أقرت المحكمة فى فرنسا بالسماح بإعادة تداول المقاطع الست التي كان تقرر حذفها قبل سنوات طوال.
ويُعَد بودلير من أبرز شعراء القرن التاسع عشر ومن رموز الحداثة في العالم. وكان شعر بودلير متقدما عن شعر زمنه فلم يقدر إلا بعد وفاته.
وقد رحل شارل بودلير عن عالمنا مجهولا وفقيرا، لكن كلماته استطاعت أن تشق طريقها لتتوج اسمه على قمة الشعر والأدب الفرنسي وتنتزع مكانة فيكتور هيجو الأدبية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة