بعد 20 عاما على اغتيال زعيم الحرب في أفغانستان الذى قاتل السوفيت وحركة طالبان أحمد شاه مسعود وقد اعتبره الأفغان بطلا قوميا بموجب مرسوم رئاسي في عام 2019، يأمل نجله الوحيد فى مواصلة مهمة والده ضد "طالبان".
وسيرا على خطا والده الذى حشد مختلف المجموعات تحت راية "الجبهة الموحدة"، تعرف أيضا بـ"تحالف الشمال"، يسعى أحمد مسعود الابن تشكيل تحالف كبير فى وادى بانشير، الذى يقع شمال كابول، من العناصر المناهضة لطالبان التى يمكنها معارضة المتمردين سياسيا أولا، وعسكريا.
طالب أحمد مسعود نجل القائد أحمد شاه مسعود الذي اغتاله تنظيم القاعدة في 2001 في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست بدعم أمريكي بالأسلحة والذخائر للميليشيا التي يقودها في أفغانستان من أجل مقاومة طالبان التي استعادت السلطة في كابول.
وقال أحمد مسعود "ما زال بإمكان أمريكا أن تكون ترسانة كبيرة للديموقراطية" عبر دعم مقاتليه المجاهدين الذين أصبحوا مستعدين مرة أخرى لمواجهة طالبان.
ونشر أحمد مسعود الذي يقود حزبا سياسيا اسمه "جبهة المقاومة" مقالا في المجلة الفرنسية "لا ريجل دو جور" ، دعا فيه الأفغان إلى الانضمام إليه في "معقلنا في بانشير وهي آخر منطقة حرة في بلدنا المحتضر".
وفي مقاله في صحيفة واشنطن بوست، قال أحمد مسعود إن جنود الجيش الأفغاني "الغاضبين من استسلام قادتهم" وكذلك بعض أعضاء القوات الخاصة الأفغانية، انتقلوا إلى بانشير.
وتُظهر لقطات متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي نائب الرئيس السابق أمر الله صالح وأحمد مسعود معا في وادي بانشير، وهما يؤسسان كما يبدو لتمردٍ على النظام الجديد.
من جهته قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس الخميس، إن المقاومة ضد طالبان تتركز في بانشير مع صالح ومسعود، داعيا إلى إجراء محادثات من أجل تشكيل "حكومة تمثيلية" في أفغانستان.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في موسكو إن "طالبان لا تسيطر على كل الأراضي الأفغانية. تصل معلومات عن الوضع في وادي بانشير"، حيث تتمركز قوات المقاومة التابعة لنائب الرئيس (أمر الله) صالح وأحمد مسعود".
وقال أحمد مسعود "لكننا بحاجة إلى مزيد من الأسلحة والذخيرة ومزيدا من المعدات"، مؤكدا أن طالبان تشكل تهديدا خارج البلاد أيضا، وفغانستان ستصبح تحت سيطرة طالبان بدون شك، قاعدة للإرهاب الإسلامي الراديكالي وستُحاك من هنا مؤامرات ضد الديموقراطيات مرة أخرى، وطلب أحمد مسعود من واشنطن مواصلة دعم "قضية الحرية" وعدم التخلي عن أفغانستان لطالبان، مؤكدا "أنتم أملنا الأخير".
ومسعود الذى عاد إلى أفغانستان عام 2016، يحمل أكثر من تشابه عابر بوالده خصوصا منذ إطلاقه لحية وارتدائه القبعة الصوفية التقليدية، التى اشتهر بها والده.
يشار أن أحمد شاه مسعود، تم اغتياله عن عمر يناهز 48 عاما، وكان ابنه بعمر 12 عاما، قبل يومين على هجمات 11 سبتمبر، التى غيرت تاريخ أفغانستان وأدت إلى غزو أمريكى لتعقب أسامة بن لادن والاطاحة بحركة طالبان التى كان تقدم له الملاذ الآمن.
وبعد وفاة والده أنهى مسعود دراسته فى إيران ثم انتقل إلى إنجلترا حيث التحق بكلية ساندهرست العسكرية، كانت خياره الثانى بعد فشله فى الالتحاق بكلية ويست بوينت فى نيويورك، قبل أن يحصل على شهادتين فى لندن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة