عندما يؤمن الإنسان بنفسه تجده يقف أمام المستحيل ليطوّعه ليمكنه من تحقيق أهدافه، ولكن عندما يكون التحدي إعاقة خَلقية فالمهمة صعبة وتحتاج إلى إرادة صلبة أقرب للمعجزة، وهذا ما فعله "رضا شوقي عامر" صانع المجد لنفسه لذلك سعي نحو النجاح حامة شعار لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس، فالعزيمة والإرادة نتخطى إعاقة الجسد.
ويروي رضا شوقي عامر، ابن قرية أنشاص الرمل بمركز بلبيس، محافظة الشرقية، البالغ من عمر 27 عاما ولد مبتور الأطراف الأربعة ودرجة الإعاقة شديدة، خلال لقائه بكاميرا تليفزيون اليوم السابع، باأه حصل على الشهادة الثانوية الأزهرية ولم يكمل تعليمه لبعد المسافة بين مسكنه وجامعة الزقازيق حوالي ساعتين.
ولم تتوقف حياته عن التعليم، ولذلك قرر خوض معركته في الحياة بتعليم الجرافيك من خلال الأون لاين علي يد متخصصين كبار في ذلك المجال، حتى أصبح مصمم جرافيك محترف بعد أن وجد نفسه محبا للكمبيوتر والتكنولوجيا بشكل عام، يحرص علي النزول للجيم الموجود أمام منزلهم ويلعب رياضة أسمها بومزا خاصة برياضة التايكوندو، وهي من الألعاب القتالية والبومزا هي إحدى وسائل الدفاع عن النفس.
تعرض رضا للكثير من الصدمات والأذي والتنمر من بعض الناس عندما يرونه ينزل من البيت ولا يستسلم فتؤذيه نظرات الشفقة أو كلمات إحباطية تدعوه للجلوس في المنزل وعندما يذهب للبحث عن وظيفة منهم من يرفضه ومنهم من يدعوه أن يجلس في المنزل ويأخذ مرتب دون أن يعمل وهذا عكس ما يريده، فهو يريد العمل والاجتهاد والحصول على مرتب معقول يستطيع من خلاله أن يقوم بإصلاح الكرسي المتحرك الذي تكسر بسبب الطريق غير الممهد للسير بعد إعمال الحفر التي تتم بالقرية.
وقال رضا شوقي عامر، إنه رغم أن أسرته كلها لا توجد بها أي حالة إعاقة واحدة، قائلا "أنه كان له أخ توأم توفي في السادسة من عمره وكان سليما ليس به أي إعاقة".
ويعاني رضا من جرثومة في المعدة وحساسية شديدة في الجلد ويريد أن يعالج هو وباقي زملائه بالقرية من ذوي الهمم، وأشار إلى أن المستوصف الطبي القريب منهم يعاني من قلة الإمكانيات ويحتاج إلى اهتمام عاجل من الدولة لتخفيف الإلام المرضي خاصة من متحدي الإعاقة علي حد قوله .
وعلي الرغم من كل ما ذكرناه من معاناة رضا، إلا أن اسمه فعلا علي مسمي، فكثيراً ما يردد مقولته الشهيرة (الحمد لله أن ربنا اختارني أن أكون من ذوي الهمم).
ويتمنى رضا شوقى عامر، تكريم أمه كأم مثالية فهي التي كانت ولازالت تراعيه في كل شيء يحتاجه دون كلل أو ملل وتشجعه علي تحقيق أهدافه ورغم أنها كبيرة في السن ومريضة بالسكر وتعيش هي ورضا فقط بعد زواج أخوته البنات الأربعة ووفاة زوجها والد رضا منذ عام إلا أنها لازالت تسعي بكل ما أوتي لها من جهد وطاقة أن تحقق طموحات ابنها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة