رفضت أن تعيش بعد ابنتها.. ظلت تنتظر جثمانها ليعود من السودان إلى مسقط رأسها بساقلتة وأصيبت بحالة إغماء أكثر من مرة ورفضت الطعام والشراب.. صامتة لا تتكلم لكن عيونها لا تتوقف عن البكاء تعبيرا عن الحزن الموجود بداخلها على نجلتها التي كانت تنتظرها أن تعود إليها حاملة لقب "دكتوره" عقب انتهاء دراستها بكلية العلاج الطبيعى بإحدى الجامعات بدولة السودان، وصلت النعش إلى باب المنزل وألقت الأم النظرة الأخيرة وتمتمت ببعض الكلمات، وبعدها فارقت الحياة وفاضت روحها إلى بارئها وتم تشييع جثمان الأم والابنة في جنازة واحدة.
إنها المربية الفاضلة أفنان عشرى ابنة مركز ومدينة ساقلته ونجلتها روفيدة عادل الأم والابنة والحزن يخيم على كل أنحاء المدينة الكل خرج ليودعهما في مشهد قلما يتكرر كثيرا الطالبة روفيدة عادل رجب كانت تدرس بالفرقة الأولى بجامعة بكلية العلاج الطبيعى بدولة السودان وفى تلك الأثناء أصيبت بهبوط حاد بالدورة الدموية ونقلت إلى المستشفى للعلاج ولكنها توفيت قبل أيام وتم إنهاء إجراءات نقل الجثمان عقب التنسيق مع السفارة المصرية بالسودان، والتي بدورها اتصلت بأهلية الطالبة حتى تم تسلمها ووصلت إلى مسقط رأسها بمدينة ساقلتة.
الأم لم تتحمل الصدمة وأصيبت بحالة إغماء ونقلت للمستشفى وعادت للمنزل ولكنها رفضت الطعام والشراب تماما وعادت مرة أخرى لحالة الإغماء، خاصة بعدما بدأت قواها تخور وتضعف، وأمس الجمعة عقب وصول الجثمان استقبلته الأم على باب المنزل وطلبت توديعها وأخذت تبكى بحرقة وسقطت مغشيا عليها ولكن هذه المرة فاضت روحها إلى رب السماء وسط حالة من ذهول الجميع، وكأنها كانت تنتظر نجلتها حتى تصل إلى المنزل لتغادر معها وترافقها في دار الآخرة.
جرى الحصول على تصريح الدفن اللازم وتم تجهيز المربية الفاضلة وتم تشييع جثمان الأم والابنة في جنازة واحدة بحضور أعداد غفيرة من المشيعين ووسط بكاء من الجميع الكبار والصغار والسيدات والرجال.
ومن جانبهم، أكد الأهالى بالقرية ،أن الأم "أفنان" كانت على خلق وكانت مربية فاضلة مشهود لها في العمل بين الجميع، وكذلك نجلتها وروفيد رحمة الله عليها، كانت تحب كل الناس والناس يحبونها نظرا لأخلاقها الحميدة وسيرتها الحسنة، وعبروا عن حزنهم الشديد للفاجعة التي ألمت بيهم في القرية وبأسره شهيدة العلم روفيدة.
جانب من الجنازة وبها جثمان الأم والابنة
الطالبة المتوفية والتى لحقت بها والدتها بنفس الجنازة
الطالبة روفيدة التى توفيت بالسودان