تمر اليوم الذكرى الـ94 على رحيل الزعيم الوطنى سعد زغلول، قائد ثورة 1919، وأحد رموز الحركة الوطنية فى مصر، ومؤسس حزب الوفد المصرى العريق، إذ رحل فى 23 أغسطس عام 1927، وهو وأحد الزعماء المصريين التاريخيين. أحد الذين طالبوا باستقلال مصر. شغل منصب رئيس وزراء مصر ومنصب رئيس مجلس الأمة.
ولأن الأدب دائما جزء من التوثيق للتاريخ، كان من الطبيعى تناول شخصية الزعيم سعد زغلول فى عدد كبير من الكتب و الدراسات والأعمال الأدبية، ويخلدها الأدباء، فماذا أدباء عصره، ومن جاء بعد فترته العظيمة.
بحسب الناقد والروائى الراحل بهاء عبد المجيد، فأن حب نجيب محفوظ لسعد زغلول والذى ظهر على لسان وأفعال أبطاله مثل فهمى وياسين وكمال شديداً، وبالرغم من بعض الانتقادات الموجهة للحزب ولسعد زغلول إلا أنها لم تتعد عتاب المحبين أو غضب مؤقت وخاصة بعد مقتل فهمى فى المظاهرات التى اندلعت فى شوارع القاهرة.
كما كان نجيب محفوظ مولعاً بالزعيم سعد باشا ولعل شعارى سعد سعد يحيا سعد ويحيا الهلال مع الصليب قد تكررا كثيراً فى الرواية الأولى من الثلاثية وهى بين القصرين ولعل استشهاد "أخو البطل" فهمى هو التيمة الرئيسية فى هذه الرواية والتى سببت أزمة كبيرة للسيد أحمد عبدالجواد الذى اضطرب نفسيا واعتزل الحياة والسهر مع النساء والأصدقاء و هجر حالة المجون والهزل التى كان يعيشها مع العوالم والمحظيات فى العوامات.
وحسبما ذكر الناقد مصطفى بيومى، فى إحدى مقالات فأن الأديب الكبير يحيى حقى رصد مقدمات ثورة 1919 فى أكثر من رواية وقصة ربما أبرزها قصة "ذكريات دكان"، وفى سيرته الذاتية لا يخفى "حقى" ولعه بالحب الوطنى وبمصطفى كامل ومع ذلك فهو يرى أن ثورة 1919 العظيمة ما كان لها أن تقوم دون قائد وزعيم حقيقى مثل سعد زغلول.
ويحظى سعد زغلول باهتمام رهيب فى أدب نجيب محفوظ فهو المثال الأقرب للزعيم الكامل. إن سعد زغلول مقدس فى روايات نجيب محفوظ، عاش بعد موته بينما كثيرون ماتوا وهم أحياء، ويحضر سعد زغلول بقوة فى باقى روايات محفوظ، ففى الثلاثية نجده الزعيم المحبوب الذى يحبه الجميع ويسيرون وراءه، وعلى لسان "فهمى" فى "بين القصرين" فإن ما قام به سعد زغلول قبل ثورة 1919 عمل مجيد لا يوجد من ينهض به مثله بعد نفى محمد فريد.
ويذكر "بيومى" ايضا "أما إحسان عبدالقدوس فتظهر صفة الوطنية المتعقلة لصيقة بسعد زغلول فى كثير من رواياته. فمثلا فى رواية "فى بيتنا رجل" يقول زاهر افندى: زمان كان فى قائد، كان فى سعد باشا زغلول. دلوقتى مين يفاوض الانجليز ويحقق الاستقلال!، وفى مسرحية "الدراجة الحمراء" يعتبر احسان فترتين فى تاريخ مصر خرجت فيهما عن إطار السلبية هما عهدى احمس وسعد زغلول.
ويعد عبدالرحمن الشرقاوى أفضل نموذج أدبى معبر عن عظمة شخصية سعد ونجد فى إحدى رواياته أحد الأشخاص يبرر سجنه بأنه ليس عيباً فسعد زغلول نفسه اتحبس، وفى روايته "الشوارع الخلفية" يعود سعد زغلول رمزاً للنضال ضد الاستبداد لدى الطلبة. ويقترب أكثر من شخصية سعد زغلول فى رواية "الأرض" حيث يمثل النضال الحقيقى ضد الظلم والاستبداد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة