الوعي هو الفهم وإدراك ما يحدث حولك، وأن تُحكم عقلك ولا تسلم نفسك لأحد، وأن تعي جيدا ما يواجه وطنك من تحديات وتهديدات ومخاطر، وألا تسمح لأحد بأن يوظفك ويستخدمك لتكون ذريعة ضد وطنك، أو تكون أداءه لعرقلة التنمية أو لتشويه المجتمع أو لبث الفتن، وكلها أشياء تصب في صالح أعداء الوطن.
باحثون وخبراء دعوا لتأسيس مركزا ليكون مسئولا عن النهوض بالوعي الجمعى المصرى، وصناعة حالة تنويرية وسط المجتمع وتعريفه بما يحدث في بلاده وما يحدث حول وطنه من متغيرات سريعة للغاية، ليس هذا فحسب بل يكون هذه المركز مسئول أيضا عن خلق حالة من التوعية الممنهجة لتواجه أعداء الوطن الذين يستخدمون التقدم التكنولوجي ومواقع التواصل الاجتماعى في صناعة زيف بلا حدود.
طارق فهمى أستاذ متخصص في العلاقات الدوليّة، وأستاذ محاضر فى كلية الدفاع والأمن القومى بأكاديمية ناصر، تحدث لـ"اليوم السابع" عن مسألة أهمية الخطاب الديني في مسألة الوعي، مؤكدا أن هذا الأمر لا يقتصر عن دور الأزهر الشريف" مضيفًا :"مع تكرار حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن أهمية مسألة الوعي فالأمر الآن يحتاج إلى مراجعة دور كافة قطاعات الدولة وأن لا يكون مقتصر على المؤسسات الدينية، بل يجب أن يكون هناك دورا للمثقفين بصورة أو بأخري" داعيا لتأسيس مركزا ليكون بمثابة عمل وطني لترجمة فكر الدولة والجمهورية الجديدة.
وشدد على فكرة أن يتم إنشاء مركز للوعي القومي للمصريين ويكون هذه المركز مسئولا عن بلورة الأفكار الخاصة بالوعي عامة والوعي الدينى خاصة، ويعمل على معرفة الموطن المصرى بالتحديات والمخاطر والتهديدات التي تواجه الدولة المصرية ويعمل على تذكير المواطن بالثوابت الوطنية ووعيه بالإنجازات والطموحات التي تسعى الدولة لتحقيقها".
وأشار إلى أنه يجب أن يكون هذا المركز يجب أن يرتبط بفكر الجمهورية الجديدة، وأن الجمهورية الجديدة قائمة على العمل والإنتاج وليس الشعارات، مؤكدا أنه لازالت هناك جهات تسعى لتغيب دور الوعي بما يجري ومحاولة صبغ السياسة بالدين من أجل تحقيق أهداف تضر بالدولة المصرية لذلك يجب مجابهة هذه الجماعات وقوي الشر، مؤكدا أن مسألة صناعة الوعي الديني تتطلب تكاتف المؤسسات الدينية بأكلمها والمفكرين والثقفين لمواجهة هذه الظواهر المضرة حتى لا يتم تزيف وعي المصريين بما يجري".
أهمية الخطاب الديني في معركة الوعي
هشام النجار الباحث في شئون الجماعات المتطرقة، قال إنه ثبت من خلال تجربة العقد الماضي أن ما يجعل قادة وزعماء الجماعات الإرهابية يتحكمون في أتباعهم والموالين لهم ويحركونهم يمنى ويسرة في مسارات القتل والتخريب هو اعتمادهم على أمرين رئيسيين وهما تزييف الحقائق السياسية وتسطيحها وإيصال أفكار مغلوطة عن الواقع السياسي سواء المحلي والإقليمي لشباب تلك الجماعات، والثاني هو شحن أدمغة الشباب بأفكار دينية مغلوطة ومفاهيم محرفة وجرى تأويلها بشكل سطحي ومتعسف لتناسب وتخدم أهداف ومصالح تلك الجماعات وداعميها من الخارج".
وأشار النجار إلى أن محاولة تزيف الوعي يجب أن توجه بشدة قائلا :"يمثل إيقاظ الوعي وتصحيح المفاهيم المغلوطة من خلال خطاب ديني منضبط بالإضافة لرفع مستوى الوعي السياسي بالقضايا المختلفة سواء داخل مصر أو إقليميا أو دوليا ضرورة قصوى لوقف عملية استنزاف عقول الشباب والضحك عليهم وخداعهم بسهولة من قبل قادة ومنظري الجماعات، ويتحتم علينا وعلى الدولة ومؤسساتها القيام بواجب توعية الشباب وطرح الفكر الديني الرشيد وفق مفاهيم الإسلام الصحيحة وكذلك تفكيك خطاب الجماعات المتطرفة والتكفيرية ودحض مفاهيم ومصطلحات الطاغوت والحاكمية وتكفير الحاكم وقتال الطائفة الممتنعة وغيرها، بالتوازي مع نشر قيم التعايش والتسامح والمحبة والإتقان والتخصص والمشاركة الإنسانية وغيرها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة