"60 سنة" هو عمر السيارة التاريخية التى كان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتفقد مشروع إنشاء السد العالى فى أسوان، والسيارة لا زالت موجودة ومعروضة فى متحف مكشوف بمدينة أسوان بعد أن تم إجراء الصيانة اللازمة لها وتجديدها وفقاً للألوان والشكل وأرقام اللوحات وكل تفاصيل الحالة التى كانت عليها خلال فترة الستينيات من القرن الماضى.
"اليوم السابع" انتقل إلى المركز الثقافى الإفريقى بمدينة أسوان، والموجود بداخله السيارة التاريخية للرئيس عبد الناصر والتى تم وضعها فى المتحف المكشوف بالمركز قبل أن تنتقل إليه قادمة من المتحف المكشوف بالسد العالى، بعد إعادة صيانتها لما كانت عليه قديماً.
قالت المهندسة إيرين فايز، مدير عام المركز الثقافى الأفريقى بأسوان، إن هذه السيارة كانت للوزير المهندس محمد صدقى سليمان وزير السد العالى آنذاك، ويعد أول وآخر وزير للسد، وكان يستقلها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال جولاته التفقدية لمشروع إنشاء السد العالى خلال فترة الستينيات من القرن الماضى.
وأشارت إلى أنه نظراً لأهمية مشروع السد العالى بالنسبة لمصر دفع لاتخاذ قرار بإنشاء وتخصيص وزارة للسد العالى هذا المشروع القومى العملاق، وهذه السيارة التى كانت مخصصة للوزير شهدت مراحل إنشاء السد بالكامل وكانت مخصصة للرئيس الراحل جمال عبد الناصر لاستقلالها خلال زياراته المتكررة لأسوان لمتابعة الأعمال الإنشاء والهندسية للسد، والوصول بالمشروع إلى النجاح بكل إصرار وصرامة وصولاً إلى المرحلة الأولى من النجاح بتحويل مجرى النيل.
وأضافت المهندسة إيرين فايز، أن السيارة تم تكهينها منذ أكثر من 30 سنة، فى مخازن "الخردة" بوزارة الرى، ونظراً للأهمية التاريخية للسيارة أعطى الدكتور محمد عبد العاطى وزير الرى، توجيهاته بتجديد وصيانة السيارة مرة أخرى وإعادتها بدقة شديدة لوضعها الذى كانت عليه قديماً، باعتبارها رمزا وقيمة تاريخية، ووضعها فى المتحف المكشوف بالسد العالى والتى تم نقلها بعد ذلك للمتحف المكشوف بالمركز الثقافى الأفريقى.
وأشارت إلى أن الدكتور محمد عبد العاطى، كلف لجنة من وزارة الرى برئاسة المهندس أشرف سيدهم مدير عام الحملة الميكانيكية بوزارة الرى، للبحث عن السيارة التى وجدت فى مخزن تابع للوزارة بمنطقة شبرا وسط أكوام من الخردة، وعلى مدار 10 أشهر كاملة واصل فريق عمل من الوزارة، يضم مهندسين وسائقين وميكانيكيا، محاولات إعادة السيارة إلى حالة جيدة، ونجحوا فى ذلك بتكلفة لا تتجاوز 146 ألف جنيه.
وتابعت، بأن هناك جهود كبيرة بذلك لإعادة السيارة لهيئتها الأصلية التى كانت عليها قديمة، حتى لدرجة استخدام قطع الغيار الأصلية لها، حتى القطع التى يعجزون عن توفيرها كانت تصنع خصيصاً بالخراطة داخل الورشة الميكانيكية بوزارة الرى.
يشار إلى أن السيارة موديل 1958، ماركة شيفرولية، موديل بِل إير، نادرة الصنع حيث إن محرك السيارات من هذا الطراز كان فى العادة 8 سلندر وهذه السيارة مزودة بمحرك 8 سلندر، بسعة 3 آلاف سى سى، وقدرة 167 حصانا، ولونها بين درجتى الأخضر: "البترولى والكرمبى"، ويبلغ سمك الصاج الذى صُنعت منه، نحو 1.25 ملم، والسرعة القصوى لها نحو 120 كم فى الساعة، لكن سرعتها الفعلية تصل إلى 100 كم فى الساعة، ومزودة بناقل حركة يدوى، بـ 4 سرعات (3 أمامى – والرابع خلفى)، ويبلغ مقاس الإطارات الخاصة بها (15 × 7.25 بوصة)، وتم بيعها لأحد تجار الخردة بـ 1000 جنيه، لكن تراجع المشترى عن شرائها بحجة أنها لا تصلح.
جدير بالذكر، أن المركز الثقافى الأفريقى بمدينة أسوان، هو صرح حضارى وثقافى يربط بين مصر والدول الأفريقية بأكملها ليكون مركز وثائقى لحفظ المقتنيات التاريخية والحضارية الخاصة بالدول الأفريقية، وبذلك يمثل مظلة للتعاون والتنمية لكافة الشعوب الأفريقية.
وتم افتتاح المركز الثقافى الأفريقى يوم الأحد 10 يناير 2016 تحت مسمى متحف النيل إلا أنه تم تغيير المسمى إلى المركز الثقافى الأفريقى فى إطار إعلان رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى بأن أسوان عاصمة الشباب الأفريقى عقب رئاسة مصر للاتحاد الأفريقى.
ويضم المركز قاعة إقليم شرق وشمال أفريقيا وقاعة إقليم وسط أفريقيا وقاعة إقليم غرب افريقيا وقاعة إقليم جنوب أفريقيا وبعض المقتنيات الأفريقية الخاصة بهذه القاعات الأربعة، بالإضافة إلى قاعة أحواض النهر ومركز المعلومات والوثائق والمسرح المكشوف وساحة الأنشطة الرياضية والملاعب والبازارات، وغير ذلك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة