كأنهم في سباق مع الزمن والخير معًا، تسارع أهالي قرية بمحافظة المنيا في ملحمة جميلة تثبت أن قطبي الشعب المصرى، مسلم ومسيحي، يقفون يدًا بيد في جميع أمور حياتهم، والتي جسدتها عدة مواقف كان آخرها إعادة بناء المسجد العمري، والذي ينسبه أهل القرية لفتح عمرو ابن العاص، والذي مر على بنائه مئات السنين،
وكان طوال هذه المدة يتم ترميمه، حتى اقترح أحد أهالي القرية على الجهات المعنية احلال وتجديد للمسجد، خاصة أنه غير أثري، وذلك بمجهود ذاتي من أهالي القرية.
المسجد العمري
المسجد
المسجد العمري
قال مسئول تجديد المسجد، والذي رفض ذكر اسمه ابتغاء الثواب كاملاً، إن أول من قام بالتوقيع على الموافقة لإعادة إحياء المسجد، هو أحد شيوخ البلد واسمه عماد شحاتة وهو قبطي، فيما تسارع أهل القرية سواء المقيمين في المنيا أو خارجها بالمشاركة ولو بشيء بيسط لاستكمال بناء بيت من بيوت الله.
المسجد قبل الإحياء
وتابع أن من المواقف المبهجة التي حدثت في أحد الأيام، هو أن بعث أحد الجيران في المنطقة وهو قبطي أيضاً عبوة كمامات كاملة للعمال، حفاظًا على صحتهم من أي عدوى، وأضاف: "المسجد بني بالجهود الذاتية من أهل القرية المقيمين بداخلها وخارجها، وأهل الخير من غير أهل القرية"، وتابع: "أهل القرية قاموا بمجهود إطعام العمالة، وتقسيم أيام أكل وشرب تباعًا لحد النهاردة"، الأمر من كثرة إبهاجه وبثه لمشاعر الحب والسعادة فيما بينهم، جعل القائم بأعمال تجديد المسجد يشارك أحد الصور للعمال منهم المسلم والمسيحي على صفحته الخاصة بفيس بوك، والتي نالت على إعجاب متابعيه.
تزيين المسجد
وأردف عن تعاون أهل القرية قائلًا: إن المواقف لا تعد ولا تحصى من كبار السن الذين شاركوا بمبالغ بسيطة من معاشهم المحدود، حتى الأطفال الذين يسارعون في ملء المياه حين انقطاعها عن المسجد.
وتابع كيرلس جرجس صاحب الـ 25 عامًا، وهو أحد العمال القائمين بتزيين المسجد بعد بنائه، قائلًا إنه لم يفكر للحظة في العمل ببيت من بيوت الله، وأضاف بأنه ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي في هذه الأمور، ولو تم بناء كنيسة سنجد المسلم يسابق أخاه القبطي في العمل بها ولبناء بيت يذكر فيه اسم الله.
عمال البناء
احد الاهالي
أحد المسئولين عن اعادة بناء المسجد
المسجد قبل الإحياء
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة