تستعد محافظة سوهاج خلال الأيام القليلة القادمة لاستقبال زيارة مهمة تتضمن الديرين الأبيض والأحمر بمركز سوهاج ومنطقة أبيدوس بمدينة البلينا جنوب محافظة سوهاج والمناطق المقترحة للزيارة تعتبر من أهم المناطق الأثرية على المستوى القبطى أو على المستوى الفرعونى لما تحويه هذا الأماكن من كنوز أثرية نادرة.
اليوم السابع يقدم أهم المعلومات حول الدير الأبيض والدير الأحمر منطقة أبيدوس بمحافظة سوهاج تعرف عليها من خلال المعلومات التالية:
الدير الأبيض "دير الأنبا شنودة" يبعد حوالى 8 كم غرب مدينة سوهاج، أسسه الأنبا شنودة رئيس المتوحدين عام 441م، وهو يعد أحد أهم الآثار القبطية فى مصر، التى تم تشييدها على أنقاض مدينة فرعونية، ولم يتبق من الدير إلا كنيسة مشيدة بالحجر الجيرى تم بناؤها بالشكل المستطيل على طراز البازيليكا، وهو عبارة عن هيكل وصحن وجناحين، مساحتها 91 × 01م بواجهات من الحجر الجيرى ترتفع إلى 29 مترا تقريبا، كما يوجد فى الجهة الجنوبية والغربية والشمالية منطقة حفائرهى عبارة عن منطقة صناعية تقوم على صناعات يدوية، وقد ذكر المقريزى أن مساحة هذه المنطقة حوالى خمسة أفدنة إلا ربع تبقى منها الكنسية.
أما الدير الأحمر يعد من المتاحف المفتوحة، للزخارف الجدارية التى مازالت تحتفظ ببهائها حتى الآن، وتصور مجموعة من أنبياء بنى إسرائيل، وصور تمثل باباوات الكنيسة فى فترة الإنشاء، وصور تمثل آيات من الإنجيل وقصص من العقيدة المسيحية مثل المسيح على العرش والعذراء المرضعة.
وبنى الدير على النظام الباخومى، أى نظام الشركة الرهبانية، كما بُنى على شكل بازيليكا ذات صحن طويل، ينتهى بجنبات الهيكل الثلاث، وهى تركيبة معقَّدة من الطاقات الحائطية والأعمدة والنحت وجميع أسطح وحوائط الدير مغطاة بالرسومات التى يتضح لنا من خلالها عظمة الفن القبطى فى ذلك الوقت.
ويحتفل الدير الأحمر بعيد قديسه "الأنبا بشاى" خلال شهر يوليو الحالى، وتبدأ الاحتفالات بصلاة رفع بخور عشية؛ ثم بعد ذلك يصطف الشمامسة ليقوموا بعمل دورة الأيقونة حول الدير، ويرأس الصلاة نيافة "الأنبا يوأنس" الأسقف العام وسكريتر قداسة البابا والمشرف على الديرين الأبيض والأحمر، وبعد متنصف الليل يصلون صلاة التسبحة، وفى الصباح الباكر تُقام صلاة القداس.
والدير الأحمر شاهدًا على حضارة المصرى القديم؛ فمثلاً الشكل الخارجى على شكل مستطيل، وهذا هو الشكل الذى تميزت به مساقط المعابد المصرية القديمة، أيضًا السور الخارجى يميل إلى أعلى، ونحت أعتاب المداخل الخارجية مستوحاة من المعابد المصرى.
وتظهر عظمة الفن القبطى فى الأيقونات الآثرية الموجودة فى الدير الأحمر؛ فهناك أيقونة القربانة المقدسة، وأيقونة للصليب والغطاء، وأيقونة الشبكة المطروحة فى البحر؛ وهى عبارة عن شبكة حلزونية ودوائر تمثل السمك وحمامة تمثل الروح القدوس، وأيضًا توجد صورة لجدول الضرب القبطى، وأيقونة العشاء السرى من القرن الثامن عشر الميلادى، وأيقونات آثرية أخرى جميلة جدًا.
أما الهيكل الأثرى فيستعمل حاليًا ككنيسة، وهو على شكل صليب وقباب بازيليكا، وبجوار القباب توجد مغارتان؛ واحدة قبلية والأخرى بحرية كانتا سكنًا للرهبان فى وقت من الأوقات، والجناح الشرقى للهيكل الآثرى يوجد به تاج الأعمدة القبطى على شكل ورق العنب، مع وجه نسر فى كل جانب منه يتوج كل أعمدة الهيكل، والجناح الشمالى يوجد به عمودان كبيران فى الناحية الغربية البحرية، وتاج العمود من الفن القبطى، والجناح الجنوبى به 12 عمودًا، وهم رمز لـ 12 رسول، ويوجد فى منتصف الهيكل عمود رخام كان يستعمل للإضاءة بالشموع أو بالزيت كقنديل.
ومازال قصر الملكة "هيلانة" أم الملك "قسطنطين" قائمًا فى قمة الجمال، وقد قامت ببناءه الملكة لما علمت بتجمع الرهبان فى هذه المناطق؛ فأمرت ببناء قصر لحماية الرهبان من أخطار البرية، ويرجع تاريخ هذا القصر إلى القرن الرابع الميلادى، ويتكون القصر من ثلاثة أدوار ويوجد به السور الآثرى، كما يوجد بداخل السور أيضا كنيسة آثرية صغيرة باسم السيدة "العذراء مريم"، وتم العثور على كنيسة قديمة بداخل السور الآثرى أيضًا، كما توجد خارج السور منطقة آثرية بها بئر آثرى وبقايا قلالى قديمة، وبعض الأنشطة مثل طحن الغلال ومعصرة زيتون.
أما منطقة أبيدوس تحوى معبد سيتى الأول: يقع معبد أبيدوس فى مركز البلينا بناه أولاً الملك "سيتى الأول"، ثانى ملوك الأسرة التاسعة عشرة، ووالد الملك "رمسيس الثانى". وهو معبد جنائزى وضع داخل سور شامل يضم قبر الإله "أوزوريس".
وقد كُشف حديثاً عن واجهة المعبد الأصلية، وأُعيد تركيبها، فظهر الصرحان الكبيران للمعبد، أما الفضاء الذى يليها فهو مكان الفناء الأول والفناء الثانى للمعبد. وهما ينتهيان بواجهة المعبد، ومدخله الحالى بأعمدته المربعة وحوائطه التى رُسمت عليها بالحفر بعض وقائع "رمسيس الثاني" الحربية، وانتصاراته فى آسيا. كذلك كُتب عليها بعض النقوش التذكارية الخاصة به وقد أكمل بناءه "رمسيس الثانى" لكن الجزء الذى تم تشييده فى عهد "سيتى" كان أعظم بكثير من الناحية الفنية عن الجزء الذى أكمل بناءه "رمسيس الثانى"ومعبد "أبيدوس" يختلف عن تصميم غيره من المعابد المصرية فهو على شكل زاوية قائمة، أو على هيئة الحرف اللاتينى (L) وتقع مقصورة قدس الأقداس وهى المقصورة الرئيسية بالمعبد.
معبد الأوزوريون: يقع مباشرة خلف معبد الملك سيتى الأول وهو عبارة عن مقبرة رمزية للإله أوزوريس، وهو مبنى من الجرانيت الأحمر، ويتكون معماريًا من ممر منحدر غطيت جدرانه بالنقوش الجنائزية (كتاب البوابات) ويليها حجرة عرضية توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعه وفى النهاية توجد حجرة الدفن، وهناك بعض الآراء التى ترجح أن يكون هذا المبنى أو جزء منه يرجع لعصر الدولة القديمة، بينما يرى (بورخاردت) أن تاريخ بناء هذا المبنى كان معاصرا لفترة بناء معبد سيتى الأول، ومقترحا أن هذا المبنى هو المقبرة الرمزية للملك سيتى الأول.
معبد رمسيس الثانى تم بناؤه فى أوائل حكم رمسيس الثانى وهو مبنى من الحجر الجيرى وأعمدته مبنية من الحجر الرملى، وقد تم بناء إطار الأبواب من الجرانيت الأحمر والأسود والرمادى وبناء المحراب من المرمر، ويتميز بدقة النقوش والألوان الزاهية وقد نقشت على جدرانه الخارجية تفاصيل معركة قادش التى دارت بين المصريين والحيثيين ويقع إلى الشمال من معبد سيتى الأول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة