لا يزال الرئيس التونسى قيس سعيد يستكمل خطته لبناء الدولة الجديدة وإنهاء سطوة الفساد وكل ما يعرقل نهضة بلاده، وهى الخطة التى بدأها فى الخامس والعشرين من يوليو الماضى بقرارات إعفاء رئيس الوزراء، هشام المشيشي، من منصبه، وتجميد عمل البرلمان لمدة 30 يوما ورفع الحصانة عن النواب، وتوليه السلطة التنفيذية حتى تشكيل حكومة جديدة.
وفى هذا السياق، أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار إعفاء عدد من كبار المسؤولين في الوزارة والهياكل التابعة لها، حسبما ذكرت وكالة أنباء تونس، وشملت الإعفاءات كل من بليغ بن سلطان رئيس الهيئة التونسية للاستثمار وبثينة بن يغلان المديرة العامّة لصندوق الودائع والأمانات وسامي الزوبيدي المدير العام للأداءات.
كما تم إنهاء مهام ثلاثة مكلفين بمهمة بديوان الوزارة وهم محمّد كريم مرزوق ومحمد علي عزيز ومحمد وحادة.
يأتي ذلك بعد يومين من إصدار الرئيس التونسي، قيس سعيد، أمرا رئاسيا بتمديد تعليق أعمال البرلمان لأجل غير مسمى، مع الإبقاء على رفع الحصانة عن كل أعضائه، بعد شهر من إقالة سعيد حكومة هشام المشيشي وتعليقه أعمال البرلمان.
وأوضحت الرئاسة التونسية أن الرئيس قيس سعيد سيتوجه بكلمة للشعب التونسي خلال أيام قليلة.
الحرب على الفساد مستمرة
وفى إطار مكافحة الفساد أيضا أصدر الرئيس قيس سعيد، أمرا رئاسيا يقضي بإنهاء مهام أنور بن حسن، الكاتب العام للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، وأوضحت الرئاسة التونسية، في بيان، أن المكلف بالشؤون الإدارية والمالية للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد سيتولى مباشرة جميع أعمال التصرف التي يقتضيها السير العادي لمصالح الهيئة، وذلك بصفة وقتية.
كما أصدر رئيس الجمهورية قيس سعيّد، أمرا رئاسيا يقضي بإنهاء تكليف علي سعيّد بمهام والى بولاية بن عروس.
ويحرص الرئيس قيس سعيد من وقت لآخر، على توجيه رسائل للمتورطين فى شبهات الفساد، ومن يحاولون تهديد أمن واستقرار الدولة، من بينها ما قاله مؤخرا"بأنه لا حصانة لأحد يأخذ مليارات الشعب، مشيرا إلى أن لتونس "صواريخ في منصات إطلاقها".
وأضاف سعيد ، إن تونس "ليست مملكة لأحد"، مردفا: "ولا الصهر عنده حصانة ولا القاضي عنده حصانة ليأخذ مليارات، أعوان الديوانة يحجزون أموالا ضخمة وبعد يقولون إن تونس فقيرة".
وأضاف: "لدينا مرة أخرى من الصواريخ على منصات إطلاقها وتكفي إشارة واحدة لتضربهم في أعماق الأعماق".
كما قال الرئيس التونسي، قيس سعيد، موجها حديثه لمن اتهمهم بالكذب والتعرض لأعراض غيرهم والقول بأنّ مرجعيتهم الإسلام، متسائلا "أين هم من الإسلام ومن مقاصده كيف يتعرضون لأعراض النساء والرجال ويكذبون، الكذب لديهم أصبح من أدوات السياسة".
وأضاف: "أقول لهم أعرف ما تدبرون.. أنا لا أخاف إلا الله رب العالمين وبالرغم من محاولاتهم اليائسة التي تصل إلى التفكير في الاغتيال والقتل والدماء.. سأنتقل شهيدا إن مت اليوم أو غدا إلى الضفة الأخرى من الوجود عند أعدل العادلين".
قيس يحذر
وفى سياق متصل، حذر الرئيس التونسى قيس سعيد، كل من ينهب قوت التونسيين ويحتكر المياه ويقطعها عن المواطنين في تونس، قائلا إن المؤسسات السياسية الموجودة فى البلاد وبالشكل الذي كانت تعمل به تمثل خطرا على الدولة، وأضاف الرئيس التونسي: سيأتي اليوم الذي أكشف فيه للشعب كل الحقائق والأسماء، موضحا أن القضية واضحة بالنسبة للشعب ولا مجال للرجوع إلى الوراء.
وأكد الرئيس التونسي، على ضرورة معالجة الأسباب الحقيقية التي أدّت إلى هذا الوضع بعد سنوات طويلة من التنكيل بالشعب التونسي ونهب ثرواته، وشدد على ضرورة تطبيق القانون على الجميع على قدم المساواة وتحميل المسؤوليات وردع التجاوزات والتصدّي لكلّ المؤامرات والمناورات المفضوحة.
وجدد رئيس تونس التأكيد على ثباته على طريق الحق وتمسكه بالقانون وحرصه على الحفاظ على الدولة التونسية واستمرارية مرافقها واحترامه للحقوق والحريات حتى تظل تونس وطنا حرا تُحفظ فيه كرامة الإنسان.