حياة المبدعين حافلة بالقصص والحكايات منها القصص الإنسانية وعلى رأسها المتعلقة بالحب والغرام والإعجاب، يبدأ ذلك منذ الطفولة ويظلون يتذكرونه ويتندرون عليه، ومن ذلك ما حدث مع الكاتب الكبير جمال الغيطانى (1945 – 2015) وهو ما ذكره كتاب "غرام المبدعين" للكاتب والناقد أيمن الحكيم.
يقول الكتاب تحت عنوان "جمال الغيطانى.. غراميات العاشق الخجول":
كانت "الحمراء" هى النموذج الأعلى عندي للأنثى، رأيتها وأنا ابن خمسة أعوام فقط، لا غير، ومازلت أحتفظ في ذاكرتي بكل ملامحها وأوصافها وحركاتها وسكناتها، كأنني رأيتها بالأمس، هى أول امرأة تسكنني وتضع خاتم سحرها المبين على جدران قلبي ومسام روحى.
في تلك السنوات البكر من عمرى اعتدت أن أسافر كل صيف لأقضي إجازتى الدراسية فى بلدتنا بالصعيد. الصيف كان يعنى عندي سفرية الصعيد. فى وهج الحر ونيرانه الموقدة، تأخذني والدتي في شهر "بئونة" بالذات لنقبل على الصعيد، وهناك، في بيت خالي تعرفت على "الحمراء" شابة من أسرة بسيطة، أحوجها الفقر للخدمة في البيوت، فاستقرت للخدمة في بيت خالي، تخطف بصرك من أول نظرة بملامحها الأوروبية، شقراء الشعر، بيضاء البشرة، زرقاء العيون.
الغريب أن هذا اللون من الجمال كان موجودا في تلك البيئة الصعيدية القاسية، وسرعان ما تعلقت بالحمراء، أقبل عليها عندما تأتي في الصباح، وتغمرني بحالة من البهجة والطرب، فإذا ما أنهت عملها وانصرفت تتحول البهجة إلى وحشة والطرب إلى افتقاد. ولما طالت غيبتها ذات مرة أعلنت حزنى واحتجاجى. وطالبت بإحضارها، بل وطلبت من أمي وجدتي وزوجة خالي أن يخطبوها لي لأتزوجها فلا تبعد عنى، فراحوا يسايرونى ويتندرون بوقوعى فى الحب ورغبتي فى الزواج وأنا طفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة