أكرم القصاص يكتب: ما بعد مكتب التنسيق.. وظائف تختفى أو تولد فى عصر المعلومات.. الجامعات تخرج سنويًا عشرات الآلاف بينما فرص العمل أقل..يتراكم الخريجون ويفوز بالعمل من يكون مستعدًا لقبول عمل ليس ضمن تخصصه الدراسى

السبت، 28 أغسطس 2021 10:00 ص
أكرم القصاص يكتب: ما بعد مكتب التنسيق.. وظائف تختفى أو تولد فى عصر المعلومات.. الجامعات تخرج سنويًا عشرات الآلاف بينما فرص العمل أقل..يتراكم الخريجون ويفوز بالعمل من يكون مستعدًا لقبول عمل ليس ضمن تخصصه الدراسى أكرم القصاص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ونحن نتحدث عن أهمية اختيار الطالب لدراسته ما بعد الثانوية العامة، فإن دورنا فى الصحافة والإعلام هو استعراض الخيارات المتاحة، من دون فرض وجهة نظر على الشاب، ومع تقدير مشاعر الأسر فإن كل أب وأم يحرصان على ضمان مستقبل لأبنائهم، وعدم وجود فرصة للتفكير والمفاضلة سبب فى أن يختار الشاب طريقا يكتشف بعد دخوله أنه لا يناسب قدراته أو طموحاته، طبعًا الأمر قد يكون محيرًا للطالب والأسرة، خاصة فى غياب شروح كاملة للخيارات والدراسة التى توفر عملًا مضمونًا بعد إنهاء الدراسة. 
 
ورغم توافر وسائل المعلومات، فإن الانشغال بمهاجمة نظام الامتحانات والدرجات، يحجب التعرف على الفرص والبدائل مع الأخذ فى الاعتبار أن الجامعات تخرج سنويًا عشرات الآلاف، بينما فرص العمل المتاحة أقل كثيرًا، طبقًا لنظريات العرض والطلب، ويتراكم الخريجون، ويفوز بالعمل من يكون مستعدًا لقبول عمل ليس ضمن تخصصه الدراسى. 
 
ما هو متاح من بيانات يشير إلى أن خريجى كليات القمة التقليدية الطب والصيدلة والأسنان والهندسة لا يحصلون على فرص عمل ترضى طموحاتهم، أو جهدهم، بينما تتوافر فرص لتخصصات معاونة أو فنية أو لمن يتابع دراسته ضمن تخصص دقيق، بل إن التخصصات التقليدية فى الطب مثلا تتراجع أمام تخصصات التجميل والتخسيس والحقن والبشرة، وما يمكن اعتباره من موضات الطب، أو البيزنس وليس من الطب التقليدى.
 
وهناك تخصصات تنافس الطب التقليدى وتجد فرصًا ورواجًا، لأسباب غير طبية وفى نفس الوقت تبرز تخصصات فنية عليها طلب أكثر فى الوقت الحالى رغم أنها ليست من بين الدراسات والتخصصات المتاحة فى الجامعات، وهى تخصصات توفر عملًا لمن ينجح فى الحصول على دورات، ومنها التسويق الإلكترونى، والتجارة عن طريق المواقع أو السوشيال ميديا، أو الزراعة الحديثة والرى الحديث والتى تضاعف من فرص دارسى الزراعة، وتخصصات مثل العلاج الطبيعى، والتمريض، والتربية الرياضية وتخصصات التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة، والتأهيل البدنى والحركى، والنفسى والتخاطب. 
 
ونحن نستعرض هذه الزوايا، لا نفرض على الطالب اختيارًا، لكننا نشير إلى أهمية البحث والتفكير من ناحية الطالب وأولياء الأمور، لأن أغلب الاختيارات هى مجرد استناد لآراء آخرين، لا يمكن التأكد من معرفتهم، وحتى التخصصات التى نشير إليها، قد تكون اليوم رائجة، لكنها بعد أعوام لا تبقى كذلك، ويكون على الشاب الانشغال أكثر باستعراض الفرص، وهو أمر ليس سهلًا، رغم انتشار واتساع مواقع التواصل لكنها فى الغالب لا تقدم أى نوع من المشورة، وسط زحام من البث المتناقض والمتداخل، والذى يختلط فيه الجاد بالمزيف، والمعلومة بالشائعة.
 
ومن المفارقات أن أدوات التواصل تصنع أسماء وشخصيات مشهورة ومؤثرة، لمجرد أن هؤلاء يمكنهم الظهور وجذب الانتباه والاهتمام من خلال تقديم محتوى عادى أو عرض حياتهم على مواقع التواصل، ويتحول نجاح بعض الأسماء على مواقع التواصل إلى نموذج يندفع لتقليده مئات بحثًا عن ربح يبدو سهلًا، من تقديم محتوى لافت يجذب متابعة، وهم من يسمون المؤثرين «انفلونزسرز»، ولدينا أمثلة على هذه النماذج التى أصبحت تمثل أمثلة يتم تقليدها، مع أن الناجحين بينهم أقلية، لكنهم يمثلون نماذج للتقليد، وهى تقوم على اتجاه مواقع التواصل لتمويل الأفراد ضمن سياسات التسويق والإعلام فهى تربح من الأفراد وتسمح لهم بنسب من هذه الأرباح.
 
ونحن هنا نشير إلى نماذج موجودة، بصرف النظر عن تأييدها أو عدم تأييدها، لكنها موجودة فى المجتمع، ونفس الأمر فيما يتعلق بمشروعات صغيرة لمنتجات مختلفة يتم تسويقها مباشرة على مواقع التواصل، أو مواقع التجارة الإلكترونية، وهى خيارات موجودة يوفرها عصر المعلومات، تمامًا مثل تطبيقات النقل بتطبيقات الموبايل، توفر فرص عمل تتسع مع ظهور تطبيقات وابتكارات، وسوف تستمر لسنوات، لكنها ترتبط بتوقيتات وطرق تسويق ومنافسة، وكلها نماذج مطروحة، تكشف عن حجم وشكل التحولات فى العمل والدراسة فى عصر يتغير فيه كل شىء بسرعة، تختفى وظائف وتظهر أخرى، حسب تطورات العصر.
 
 

 






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة