تستعد الحكومة ممثلة فى وزارات البيئة والتنمية المحلية والزراعة واستصلاح الأراضى، لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة "السحابة السوداء" وتحويل الأزمة إلى منتج اقتصادى يدر عائداً مادى بدلاً من حرقه مسبباً انبعاثات ملوثة للهواء، حيث تم وضع استراتيجية متكاملة لتعظيم الاستفادة من كافة المخلفات الزراعية وخلق قيمة مضافة، فضلا عن المساهمة فى الحفاظ على البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
وتتضمن المنظومة التى أعدتها وزارة البيئة لهذا العام استخدام التطبيقات التكنولوجيا الحديثة لأنظمة المراقبة للحرائق والانبعاثات والإنذار المبكر وجودة الهواء، وتنفيذ حملات مشتركة بين وزارتى البيئة والداخلية لفحص عوادم المركبات على مستوى محافظات القاهرة الكبرى والدلتا.
يذكر أن السحابة السوداء هى ظاهرة تحدث فى الدلتا متضمنة القاهرة حيث يقوم المزارعين بحرق قش الأرز بعد موسم الحصاد، بالإضافة إلى التلوث الناتج عن عوادم السيارات والمصانع تغطى مصر هذه السحابة السوداء وتزيد نسبة التلوث عن المعدل الطبيعى.
يشار إلى أن منظومة السحابة السوداء خلال العام الماضى حققت نجاحاً بفضل التكامل والتنسيق المشترك بين جميع الوزارات والجهات المعنية بشهادة المواطنين والمزارعين على أرض الواقع، والجهود الكبيرة التى نجحت فى تحويل هذا التحدى الكبير إلى فرصة اقتصادية، والأزمة إلى منتج اقتصادى يدر عائداً مادى بدلاً من حرقه مسبباً انبعاثات ملوثة للهواء.
وقالت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة، إن مصر تضع خطة منذ 3 سنوات على المستوى الوطنى بالتعاون بين وزارات البيئة والتنمية المحلية والزراعة، للسيطرة على الحرق المكشوف لقش الأرز، بجانب فحص عوادم السيارات والتفتيش على المصانع ووقف مكامير الفحم غير المرخصة وأماكن حرق الطوب وغيرها، إضافة إلى الجانب التوعوى لتوعية المواطنين بخطورة هذه الأمور.
وأضافت ياسمين فؤاد، أن المواطن بات على علم بأهمية قش الأرز واستخدامه كعلف للحيوانات بدلا من حرقه وتلويث البيئة، كما أن المصانع أصبحت أكثر وعيا بخطورة التلوث البيئى من خلال الانبعاثات الصناعية، مشيرة إلى أن هناك مشروع ممول من البنك الدولى بقيمة 200 مليون دولار لتحسين جودة الهواء".
وأوضحت وزيرة البيئة أن نتائج جهود العمل فى المنظومة خلال الفترة الماضية شهدت زيادة الوعى بالأهمية الاقتصادية للقش حيث إنه أصبح سلعة ذات قيمة اقتصادية وانخفاض معدل الحرق المكشوف لمخلفات محصول الأرز.
وأكدت وزيرة البيئة، أن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بالاتجاه إلى استخدام السيارات والأتوبيسات التى تعمل بالكهرباء والغاز الطبيعى، تكون لها آثار إيجابية على جودة نوعية الهواء، لافتة إلى أن التغيرات المناخية تعانى منها كل الدول بالعالم حاليا وهذه التغيرات تهدد الشعوب كافة، وتعكف مصر منذ 2015 على بذل جهود كبيرة فى التنبيه بخطورة آثار الانبعاثات الملوثة فى زيادة التغيرات المناخية".
وتابعت وزيرة البيئة أن إجمالى أحمال التلوث التى تجنب انبعاثها فى الهواء 25 ألف طن ملوثات، حيث تم زيادة عدد الساعات رصد نوعية الهواء المقبولة للأعوام 2019، 2020 مقارنة بعام 2015 والذى يمثل عام الأساس طبقًا لاستراتيجية رؤية مصر 2030.حيث انخفضت عدد الساعات غير المقبولة فى عام 2020 بنسبة حوالى 55 % عن عام الأساس 2015 .
وأشارت وزيرة البيئة إلى التنسيق مع الجهات المعنية وزارة الزراعة ووزارة التنمية المحلية لتنظيم وإدارة المخلفات الزراعية والبلدية لا مركزيًا وخفض معدلات الحرق المكشوف للمخلفات إضافة إلى التنسيق مع المحافظين لاستصدار قرارات لتنظيم عمل الفواخير والمكامير النباتية خلال فترة أزمة تلوث الهواء الحادة، مع تكثيف حملات التفتيش وإزالة المكامير العشوائية.
وأكدت وزيرة البيئة وضع الخطة التنفيذية للسيطرة على مصادر التلوث من خلال تقسيم محاور العمل بين وزارة البيئة ووزارة التنمية المحلية والزراعة والإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة ووزارة النقل، إضافة إلى استخدام أنظمة الاتصال والتطبيقات الاليكترونية فى التواصل والاتصال فيما بين غرفة العلميات المركزية وغرف العمليات بالفروع الاقليمية بمحافظات الدلتا.
وأشارت وزيرة البيئة إلى خفض معدلات الحرق المكشوف للمخلفات البلدية من خلال تدشين منظومة متكاملة لإدارة جمع وتدوير المخلفات البلدية.
كما أشارت وزيرة البيئة إلى غلق المقالب الكبيرة على مستوى القاهرة الكبرى وهم الطوب الرملى والوفاء والامل والسلام والقطامية وسيتم التركيز على مقلب أبوزعبل بالقليوبية وشبرامنت بالجيزة للسيطرة الكاملة على تلك المقالب من حدوث أى حرائق أو غيرها، موجهة الشكر لوزير التنمية المحلية والسادة المحافظين على سرعة الاستجابة الفورية خلال الأعوام الماضية فى السيطرة على تلك المقالب.
وتتضمن خطة الحكومة لمواجهة السحابة السوداء التنسيق الجيد مع محافظى القاهرة الكبرى والغربية وكفر الشيخ والبحيرة والشرقية والدقهلية لتنفيذ التكليفات والتوصيات المتفق عليها من اللجنة المعنية بمتابعة هذا الملف الهام وذلك خلال الفترة من منتصف أغسطس الجارى وحتى الأسبوع الأول من شهر نوفمبر القادم، والمتابعة الجيدة على أرض الواقع من الفرق التنفيذية التى سيتم تشكيلها من ممثلى الوزارات والمحافظات والجهات المعنية، حيث يتم العمل على منع التراكمات الخاصة بالقمامة وغلق المقالب العشوائية للقضاء على ظاهرة الحرق العشوائى للمخلفات.
الجدير بالذكر أنه يتم التنسيق المستمر خلال فترة مواجهة تلك الأزمة مع غرف العمليات بالمحافظات المعنية على مدار الساعة وسرعة التحرك والتنسيق مع وزارتى البيئة والزراعة والصحة لمواجهة أى طوارئ خاصة أى حرق عشوائى للمخلفات فى المقالب العشوائية أو العمومية وتشديد الرقابة عليها، حيث سيتم تفعيل آلية التدخل السريع للسيطرة على أى حرائق فى المخلفات الزراعية أو الصلبة والمرور بصورة دورية على مدار اليوم لضبط أى مخلفات فى هذا الشأن واتخاذ الإجراءات القانونية حيالها .
وشددت وزارة البيئة على أهمية التنسيق بين المحافظات وشرطة البيئة والمسطحات المائية للتعامل الفورى مع كافة أنشطة الحرق المكشوف والتنسيق مع كافة الوزارات المعنية لإزالة نواتج تطهير الترع والمصارف ومنع تراكم المخلفات داخل حرم الطرق العمومية مع قيام الأجهزة المختصة بالنظافة بالمحافظة بالتخلص من المتولد اليومى لمنع تراكم المخلفات .