كشفت صحيفة الإندبندنت البريطانية عن أن الحكومة البريطانية تواجه اتهامات بـ "ممارسة الألاعيب السياسية" لأنها أوقفت مرة أخرى محاولات السماح بالمشاركة المفتوحة "لمخططات" اللقاح بين الشركات المصنعة.
وقالت الصحيفة- فى تقرير عبر موقعها الإلكترونى، اليوم الثلاثاء، إن بريطانيا وألمانيا تواصلان الاعتراض على الدعوات ذات الصلة بالتنازل المؤقت عن القواعد الدولية التي تحول دون النقل المجاني لأساليب إنتاج اللقاح من شركة أدوية إلى أخرى.
وأضافت أنه نتيجة لذلك، تم إرجاء المفاوضات بشأن هذه المسألة لمدة ثلاثة أشهر أخرى حتى أكتوبر المقبل- وذلك بعد عام واحد من قيام جنوب إفريقيا والهند بتقديم المقترحات بهذا الشأن إلى منظمة التجارة العالمية.
من جانبها، قالت فاطمة حسن مديرة مبادرة العدالة الصحية: "هنا في جنوب إفريقيا، توفي عشرات الآلاف من الأشخاص بسبب كوفيد-19 في حين خاضت دول مثل المملكة المتحدة وألمانيا ألعابا سياسية".
وأضافت أن عدم مشاركة تكنولوجيا اللقاحات بين البلدان ومصنعيها بمثابة "فشل للمجتمع الدولي".
ويجادل النشطاء بأن آلاف الأشخاص توفوا في حين كان يمكن إنقاذهم، بسبب كوفيد، فيما ناقش قادة العالم ما إذا كان ينبغي رفع حقوق الملكية الفكرية - وهي خطوة من شأنها أن تمكن البلدان في جنوب العالم من إنتاج جرعاتها الخاصة بدلا من الاعتماد على المساعدات من الدول الأخرى.
وأشارت الإندبندنت إلى أن صانعي الأدوية الذين لديهم القدرة على إنتاج الجرعات يتم منعهم حاليا من القيام بذلك ما لم يتم منحهم ترخيصا من قبل الأصلية الشركة المصنعة للقاح، وبدلا من ذلك تتلقى العديد من البلدان جرعات من خلال آلية (كوفاكس) وهي مبادرة لمشاركة اللقاحات التي تقودها منظمة الصحة العالمية.
واستشهدت الصحيفة في هذا الصدد بالحكومة الإندونيسية التي نسبت إليها القول إن البلاد يمكن أن تنتج 550 مليون جرعة لولا حواجز الملكية الفكرية التي تحول دون تحقيق ذلك، وتوفي ما يقرب من 80 ألف شخص في البلاد منذ بدء مفاوضات منظمة التجارة العالمية العام الماضي.
ومضت الصحيفة البريطانية في تقريرها تقول إن الهند وجنوب إفريقيا أعلنتا لأول مرة تنازلا مؤقتا عن قواعد منظمة التجارة العالمية في أكتوبر 2020، وذلك بهدف السماح للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بإنتاج لقاحات خاصة بها.
وفي هذا السياق، أعلنت الولايات المتحدة وفرنسا دعمهما لذلك، غير أنه يتعين التوصل إلى إجماع بين جميع أعضاء منظمة التجارة العالمية لقبول الاقتراح، في حين عارض عدد صغير من الدول الغنية هذه الخطوة، وكانت المملكة المتحدة وألمانيا من أشد المعارضين.
ومع ذلك، فقد طعن الخبراء في الافتراض القائل بأن التكنولوجيا وطرق إنتاج لقاحات كوفيد-19 يمكن نقلها بسهولة بين الشركات المصنعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة