مازالت الأزمات تحاصر جماعة الإخوان الإرهابية في تونس، والمتمثلة في ذراعها السياسية حركة النهضة، حيث أعلن عدد من النواب والساسيين التخلى عن الحركة مما يزيد من تصدعها والانشقاق فيها، بعد أن كشف الرئيس التونسي قيس سعيّد، أطماعهم في السيطرة على البلاد والتحكم فيها، لكنها تصدى لهم بالطريقة القانونية حيث استخدم الفضل 80 من الدستور التونسي، وقرر بتجميد كل سلطات مجلس النواب ورفع الحصانة عن كل أعضاء البرلمان وإعفاء رئيس الوزراء هشام المشيشي من منصبه.
وأعلن الناطق الرسمي باسم حركة النهضة فتحي العيادي أن خليل البرعومي، استقال من المكتب التنفيذي ومن مسؤولية الإشراف على مكتب الإعلام في حركة النهضة.
وقال البرعومي لإذاعة موازييك، إن سبب استقالته هو الحراك الشعبي ضد النهضة واستجابة لقرارات رئيس الجمهورية التى اتخذها، مضيفا: كنا ننتظر مراجعات من قيادات الحركة لكنها لم تستجيب للحراك الشعبي والاحتجاجات فهي فشلت".
وأضاف البرعومي: "لم أكن أعلم بما يدور داخل الحركة من سياسات، مؤكد أن "القيادى الإخواني لحركة النهضة راشد الغنوشي أخطأ، وحان وقت التغيير".
خليل البرعومي
كما أعلنت النائبة البرلمانية التونسية، شيراز الشابي، النائبة عن حزب قلب تونس الحليف لحركة النهضة الإخوانية، استقالتها، وقالت الشابي للإذاعة إنها "قدمت استقالتها من حزب "قلب تونس" ومن الكتلة البرلمانية".
وأكدت الشابي أن "الدساتير تترجم إرادة الشعوب وهي أقوى من كل شيء"، معلنة التحاقها بالحراك الشعبي.
وحملت أحزاب يسارية تونسية، حركة النهضة وحلفاءها مسئولية ما آلت إليه أوضاع البلاد السياسية والاقتصادية في البلاد.
وعبرت الأحزاب اليسارية عن دعمها لجميع الإجراءات والقرارات الهادفة إلى كشف وتفكيك منظومة الفساد والإرهاب والاغتيالات ومحاسبة المتورطين فيها.
وبخصوص تشكيل الحكومة الجديدة قالت صحيفة "الشروق" إنه من المنتظر أن يعلن رئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الساعات القادمة عن رئيس الحكومة الجديد.
وقالت مصادر للصحيفة أن من بين أهم الأسماء المرشحة مروان العباسي محافظ البنك المركزي، موضحة أن رئيس الدولة يسعى إلى تكليف شخصية اقتصادية لرئاسة الحكومة الجديدة تكون قادرة على إنقاذ الاقتصاد والخروج من الأزمة.
الرئيس التونسي ومحافظ البنك المركزي
وبشأن ما يتردد عن الأزمة الاقتصادية في تونس، نفى الرئيس السابق للجمعية المهنية للبنوك، أحمد كرم، ما يروج من أخبار حول سحب مبالغ طائلة من الأموال من البنوك بعد على خلفية القرارات الأخيرة لرئيس الجمهورية.
وأضاف أحمد كرم، لـ "شمس أف أم" أن الحركة المالية في البنوك عادية وما يروج هو مجرد إشاعة، موضحا أن شهر يوليو في تونس هو شهر المصاريف حيث احتفل التونسيون بعيد الأضحى والعطل الصيفية مما يستوجب سحب الأموال وهذا العام لم يقع تسجيل حركية أكثر من العادة.
وفي تصريحات سابقة، أشاد الرئيس التونسي قيس سعيد، بالتداعي التلقائي للشعب التونسي لشد أزر بعضه البعض، مؤكدا إيمانه بالقدرة على تجاوز العقبات بفضل إرادة الشعب وأيضا الوقفة الصادقة للدول الشقيقة والصديقة لسدّ الاخلالات في التوازنات المالية ومساعدة تونس على الوفاء بالتزاماتها المالية الداخلية والخارجية.
وقال سعيّد: "ستأتي الفترة لأعلن عن الوقفة التاريخية لعدد من أشقائنا وأصدقائنا، بعد أن أفرغوا خزائن الدولة، وتداعوا لشد أزر الشعب التونسي في هذه اللحظات التاريخية وسننتصر إن شاء الله''.