تتجه دول العالم إلى توزيع جرعات معززة من لقاحات كورونا المختلفة على سكانها خوفا من حدوث موجات وبائية قادمة فى ظل التفشى الواسع لمتغير دلتا فى مناطق واسعة.
وقالت صحيفة نيويورك تايمز إنه فى ظل تزايد المخاوف بشأن متغير دلتا شديد العدوى لفيروس كورونا، أصبحت ألمانيا أكبر دولة غربية تعلن أنها ستقدم جرعة معززة من لقاح كورونا لمجموعة واسعة من سكانها الأكثر عرضة للخطر، لتزيد بذلك الزخم المتنامى فى الدول الغنية لتقديم جرعات إضافية للأشخاص الذين حصلوا عل تطعيمهم بالكامل.
وجاءت الخطوة التى أعلنتها ألمانيا حتى مع انتقاد أحد كبار مسئولى الاتحاد الأوروبى الكتلة لفشلها فى الوفاء بوعدها بالتبرع لجرعات لإفريقيا وأمريكا اللاتينية. وفى ظل إمدادات عالمية محدودة من اللقاح، يقول خبراء الصحة إن الأولويات القصوى ينبغى أن تكون توزيع الجرعات للدول الفقيرة التى تتراجع بشدة فى التحصينات، وإقناع المترددين فى الحصول على اللقاح فى الدول الغنية بالحصول على جرعاتهم الأولى.
ولا يوجد إجماع بعد بين العلماء على الحاجة لجرعات معززة، إلا أن المخاوف تزداد من المزيد من الموجات الوبائية ومزيد من الإغلاقات المكلفة، مع استعداد عدد متزايد من الدول لمنح سكانها جرعات معززة أو بدأت فى ذلك بالفعل.
وبدءا من سبتمبر، تريد ألمانيا، أكبر اقتصاد فى أوروبا، توزيع جرعة معززة من لقاح فايزر بيوتيك أو موديرنا لكبار السن ونزلاء دور الرعاية ومن لديهم مشكلة فى أنظمة المناعة، ولأى شخص أيضا حصل على التطعيم الكامل من جرعتى استرازنيكا أو لقاح الجرعة الواحدة من جونسون آند جونسون.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن مسألة الجرعات المعززة أصبحت محل نقاش ساخن فى الدول الغنية فى الوقت الذى تتراجع فيه معدلات التطعيم بها. لكن بعدما أصبح متغير دلتا المهيمن فى الولايات المتحدة وأوروبا مع ارتفاع الإصابات خلال شهرى يونيو ويوليو، فإن مزيد من الحكومات تتجه على ما يبدو إلى دعم الفكرة.
وكانت إسرائيل، التى حققت تقدما فى تطعيم سكانها فى وقت سابق، قد بدأت فى توزيع جرعات معززة لمن هم فى عمر الستين أو أكثر. وقبل شهر، أتاحت روسيا جرعات إضافية لأى شخص مر على تطعيمه ستة أشهر، كما بدأت المجر يوم الأحد فى إعطاء الجرعة لمعززة لمن مر على تطعيمهم أربعة أشهر.
وتقدم فرنسا الجرعات المعززة فقط لمن لديهم ضعف فى أنظمة المناعة، وتخطط لمنحها فى الخريف لمن كانوا من أوائل من تم تطعيمهم فى وقت سابق هذا العام، وأغلبهم من هم فوق الـ 75 عاما ومن لديهم مشكلات صحية.
وفى بريطانيا، التى لا تزال متفوقة على الاتحاد الأوروبى فى تطعيم سكانها، كان مسئولو الصحة يستعدون لتقديم جرعات معززة فى الشهر المقبل، لكن الخطة لم يتم تفعيلها بعد من الحكومة. وأوصت لجنة من مستشارى الحكومة البريطانية فى يونيو الماضى أن أى شخص فوق الخمسين ينبغى أن يحصل عليها لكن الأولوية يجب أن تكون للجرعات لمن هم فوق السبعين والعاملين فى الرعاية الصحية ونزلاء دور الرعاية والبالغين الأصغر سنا الذين لديهم مشكلات فى المناعة أو مخاطر صحية أخرى.
وقال مستشارو الحكومة إن الخطة يمكن أن توسع الحماية لمن هم أكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد 19 بشكل خطير قبل أشهر الشتاء، حيث يخشى مسئولو الصحة أن يؤدى ارتفاع غصابات كورونا مع الأمراض الموسمية الأخرى إلى فرض ضغوط مجددا على نظام الصحة فى بريطانيا.
وهناك دول أوروبية أخرى، من بينها إيطاليا وإسبانيا، قالت إنها ستتيح على الأرجح الجرعات المعززة لجماعات محددة فى الخرف المقبل، لكن أيا منها لم يذهب إلى المدى الذى وصلت إليه ألمانيا والذى يشمل الأشخاص الأكبر سنا والأفضل صحة الذين حصلوا على جرعات لقاح استرازينيكا أو لقاح الجرعة الواحدة من جونسون أند جونسون.
وفى الولايات المتحدة، يعتقد مسئولو الصحة بإدارة الرئيس بايدن بشكل متزايد أن الجماعات الأكثر ضعفا ربما تحتاج لجرعات إضافية حتى مع استمرار الأبحاث حول مدة فعالية اللقاحات. وقد حصل البعض على جرعات معززة بالفعل من خلال عدم الكشف عن حصولهم على تطعيم فى السابق.
وتقول نيويورك تايمز، إنه حتى مع ميل الحكومات لتقديم جرعات معززة، خشية ارتفاع آخر فى الإصابات، فإن الحاجة إلى تلك الجرعات يظل غير واضحا. فقد أظهرت دراسات أن الحصانة الناتجة عن لقاحى فايزر وموديرنا تستمر لفترة طويلة، بينما لا يزال الباحثون يعملون لتفسير بيانات إسرائيلية حديثة تشير إلى تراجع فى فعالية لقاح فايزر بعد أشهر من التحصين.