أبدع الأديب العالمى فى كل أنواع الكتابة الأدبية، كتب الرواية وأصبح عميدًا لها فى الوطن العربى، وأبدع فى القصة فكانت ملهمة العديد من صناع السينما، كتب المسرح وإن لم تكن تجربة ثرية، وكتب المقالات النقدية والأدبية، ملأ الدنيا بأعماله فكانت ملء السمع والبصر، فظل مخلدًا لا يموت.
خمسة عشر عامًا كاملة مرت على رحيل أديب نوبل، الذى رحل عن عالمنا فى 30 أغسطس عام 2006، لكنه إبداعه الحقيقى عاش فى ذاكرتنا، روايته ما زالت الأكثر مبيعًا، وقصصة فى قلب فن السرد العربى، وإبداعه لا يزال محل شغف صناع الدراما فى السينما والتليفزيون والمسرح.
بدأ بكتابة المقالات الفلسفية فى مجلات وصحف مختلفة فى الفترة بين 1930، و1939، كانت أول ما نشر نجيب محفوظ هى مجموعته القصصية "همس الجنون" والتى نشرت أول مرة فى أغسطس 1934 أول قصص نجيب محفوظ، ويذكر نجيب محفوظ عن تاريخ صدور المجموعة: "قد لا يدرى القارئ أن همس الجنون نشرت لأول مرة بعد ظهور زقاق المدق وليس فى عام 1938 كما هو مكتوب فى قائمة مؤلفاتي".
وصُدرت روايته الأولى عبث الأقدار عام 1938، ونشرها له سلامة موسى صاحب "المجلة الجديدة"، والذى كان ينشر مقالات نجيب محفوظ منذ أيام دراسته فى الثانوية.
فى عام 1947 التقى نجيب محفوظ بالمخرج صلاح أبو سيف، والذى عرض عليه الاشتغال بكتابة السيناريو وعلمه ذلك. وقدم أول سيناريو له لفيلم مغامرات عنتر وعبلة، والذى تأخر إصداره حتى عام 1948. ثم فيلم المنتقم، والذى صدر قبله. وكان المخرج صلاح أبو سيف أحيانا يشاركه فى الكتابة. واستمر نجيب محفوظ فى كتابة السيناريوهات حتى عام 1959، حين كلفه وزير الثقافة ثروت عكاشة للعمل فى منصب مدير عام الرقابة على المصنفات الفنية.
بدأت رحلة نجيب محفوظ فى عالم الكتابة المسرحية عام 1967، حين صدرت مجموعته القصصية الشهيرة "تحت المظلة"، التى احتضنت بين طياتها خمس مسرحيات، اكتسبت شهرتها فى بداية الأمر من تاريخ إصدارها، حين كتبت بعض الآراء النقدية أن ما تحمله المسرحيات كان إسقاطا على هزيمتنا فى 5 يونيو 1967.