"بيت الكرامة.. النشاط بالمجان" عبارة كتبت بعفوية على واجهة منزل قديم، ضمن مجموعة منازل بسيطة فى حى "الكرامة" شرق مدينة العريش بشمال سيناء، ومن وراء حوائط المنزل تنبعث أصوات أطفال، يرددون من خلف معلمين لهم أصوات تتمازج فيها الكلمات والألحان، ما بين أغانى وأشعار وضحكات بريئة للصغار، الذين يجمعهم هذا البيت عصر كل يوم، ليمارسوا وهم جلوس على أرضيته أنشطة صيفية متنوعة، ما بين الترفيه والتعليم واستعراض المواهب.
هذا التعليم والترفيه داخل هذا البيت، كانت فكرة مجموعة من شباب الحى الخريجين والدارسين بكليات مختلفة، لتعليم وتثقيف أطفال الحى الذى يخلو من اى مكتبه وبيت ثقافة فكان اختيارهم لمنزل صغير قديم أعادوا تجهيزه بإمكانيات بسيطة، ليكون هو منارة ثقافية أطلقوا عليها اسم "بيت الكرامة".
احمد بخيت من شباب الحى
قال أحمد بخيت، من سكان حى الكرامة، أنهم أبناء قرية محرومة من كثير الخدمات بالعريش، ومن هنا كانت فكرة الشباب تقديم خدمة للأطفال الصغار، لشغل وقتهم خلال الإجازة الصيفية، بالتعلم والقراءة والتثقيف والترفيه واكتشاف المواهب، ودعوة كل المهتمين من مسئولين وقيادات مجتمعية للحضور ومشاركة الأطفال فرحتهم والشباب، القائمين على المبادرة انجازاتهم وتوصيل رسالة من قريتهم بما يحتاجونه من خدمات.
وأشار " بخيت " إلى أن المنزل كان مغلق، وقاموا بالاتفاق مع صاحبه على أن يكون مقرًا للنشاط اليومى بمبلغ إيجار رمزى، وهو مكون من 3 غرف وصالة، وداخله يقوم الشباب المتطوعين بالتبرع بوقتهم وعلمهم وإعطاء حصص تعليمية فى كل اللغات والمواد وفقرات قراءة، واكتشاف مواهب وتعليم الكتابة.
استعراض مواهب اطفال
وقال "ابراهيم سعد ومحمد كامل" من أبناء الحى، أن ما حرموا منه فى طفولتهم يريدون تطبيقه وتنفيذه للأطفال الصغار، وهم لم ينتظروا وبدأوا الخطوة، وينتظرون من كافة الجهات المسئولة دعمهم واستكمال حلمهم.
وقالت سماح محمد الطالبة بالفرقة الثالثة بكلية التربية قسم رياض اطفال أنها وزملائها، يوفرون التعليم للأطفال فى كل التخصصات، وتابعت منى محمد الطالبة بكلية تربية، أنها تقوم بتعليم الاطفال اللغة الفرنسية إضافة لتعليم أنشطة الرسم والقاء الشعر والمسرحيات.
اطفال داخل البيت الثقافى
وتابعت سانى سامى الحاصلة على بكالوريوس علوم وتربية قسم علوم بيولوجية، أنهم كل يوم يقضوا اوقات سعيدة مع الأطفال يتخللها تعليم ولعب وترفيه.
وأوضح أحمد أبوزيد، ومحمد أحمد الدارسين بكلية التربية وهم من ابناء الحى، أن رسالتهم أنهم استطاعوا بإمكانيات بسيطة توفير مكان لتثقيف وتعليم صغارهم ومن هنا يقولون إنه لاشىء مستحيل لنشر فضيلة العلم والثقافة.
الاطفال وحولهم الشباب اصحاب المبادرة
وقال " يوسف فهد " بالصف الخامس، أنه استفاد بتعلم القراءة ومطالعة القصص المنوعة، بينما اعتبرت اسماء عبدالكريم، فرح عبدالرحمن، من اطفال الحى أن ما جذبهم للمكان هو اشباع هوايتهم فى تعلم الرسم والقاء الشعر.
وقالت رضا الغالى إحدى سيدات شمال سيناء، أنها حضرت من مكان بعيد لزيارة الأماكن وأعجبت بتجربة الشباب وأنها وكثير من سيدات العريش يحضرن للمشاركة، وتقديم الدعم المعنوى لهذه المجموعة.
البيت بمنطقة حى الكرامة
وقال المخرج المسرحى مجدى الشريف، انه كثيرا ماسمع عن حى الكرامة وقدرة أهله وساكنيه على تحدى الظروف بأفكار جديدة وعندما عرف بتحويل الشباب لبيت قديم لمقر ثقافى أصر على الحضور ومشاهدة تجربتهم ووجد انها ثرية وتنم عن فكر ووعى عالى لدى الشباب ابناء المكان.
وقال أشرف المشرحانى مدير ثقافة شمال سيناء، انه بدوره زار المكان وعاش يوما مع الأطفال والشباب المنفذين ووجد تجربة ثرية ونموذج لشباب مصرى واعى مثقف يقدم للوطن.
المنزل القديم
وقال انه اول خطوة تنفذها مديرية ثقافة شمال سيناء لدعمهم تتمثل فى تخصيص معرض للكتاب داخل المقر وتوفير الكتب بسعر رمزى لتشجيعهم وتنظيم رحلة للأطفال للمشاركة فى حضور الفعاليات الفنية بقصر ثقافة العريش وعمل ورش رسم وفنون فى منطقتهم.
اضاف انه استجابة لتعليمات وزيرة الثقافة ورئيس هيئة قصور الثقافة ومدير فرع الإقليم يقومون الآن بالسعى لتصل الخدمة الثقافية لكافة القرى المحرومة وأنه وجد فى هذا الحى مثال للاماكن التى تحتاج الخدمة المطلوب توفيرها.
بيت الكرامة
وتابع انه سيقوم بالتنسيق مع وزيرة الثقافة ومحافظ شمال سيناء بالعمل على توفير مقر ثقاف مجهز سواء كان مكتبة أو بيت أو قصر ثقافة فى قرية الكرامة وتحقيق حلم ابناء المكان فى هذا الشأن.
تلاوة القرأن
خاص
سعادة الصغار
مدير ثقافة شمال سيناء يشارك الاطفال