"عاش يتيما إلى أن أنهى حياته مجرمون لسرقته، ليصبح ابنه المنتظر يتيما مثله".. هكذا تعيش أسرة بسيطة راح سندها فى الحياة، بعد مقتل عائلها الوحيد على أيدي مجرمين، ليحطموا أمال الأسرة .
"اليوم السابع"، انتقل لقرية أسما خاتون، التابعة للوحدة المحلية بميت حلفا دائرة مركز شرطة قليوب، مسقط رأس الشاب محمد عماد، الذى راح ضحية البحث عن لقمة العيش على يد مجرمين أهدروا دمه، فقط بدافع سرقة المحمول الخاص به ومبلغ مالى كان بحوزته.
وقال أحمد محمد عبد الفتاح، عم الضحية محمد عماد عبد الفتاح، إن محمد كان يبلغ من العمر حوالي 22 عاما، ومات والده منذ ما يقرب من 5 سنوات، وتزوج محمد وهو أكبر أشقائه منذ عام ونصف وزوجته حامل في الشهر التاسع، وفى انتظار مولوده الأول بعد أيام، لكن محمد الضحية عاش يتيما وهكذا سيأتى ابنه للنور وسيكون يتيما هو الآخر.
وتابع أحمد لـ"اليوم السابع"، إن الشاب محمد كان يخرج يومياً للبحث عن رزقه من مخلفات الأفران "كنسة الأفران"، ويقوم ببيعها بعد ذلك، وهي مهنة يحترفها عدد من شباب القرية، حيث يجمع هذه المخلفات على "تروسيكل"، اشتراه بالتقسيط للإنفاق على والدته وأشقاؤه الثلاثة، وزوجته ونجله القادم، مشيرا إلى أن رحيله أحدث فارقا كبيرا مع أسرته، موضحا أنه سيتم إطلاق اسم "محمد" على ابن الضحية ليصبح اسمه "محمد محمد عماد".
وأوضح عم شهيد لقمة العيش، أن الضحية كان ينوى أن يسمى ابنه "عماد" على اسم والده لكن إرادة الله نفذت، "المرحوم كان يتمنى أن يسمى أبنه عماد على اسم والده، لكن سنسميه محمد محمد عماد، ليكون عوضا عن والده الراحل، والقدر كرر نفس ما حدث مع والده عاش يتيم وتحمل المسؤولية من صغره، وكذلك هذا الجنين يعيش يتيم دون أن يرى والده".
وبدوره تحدث المهندس محمد عبد الفتاح، عم والد المجني عليه، عن الواقعة قال" جاءنا اتصال هاتفى بمصرع محمد بطلق ناري في الرأس، فأسرعنا بالذهاب إلى مكان الواقعة ووجدنا محمد جثة هامدة"، موضحا أنه برواية من كان مع محمد في العمل، أنه ذهب لإيجاد بنزين لـ"التروسيكل" على جهة الطريق الدائري الأخرى وترك محمد في انتظاره بالتروسيكل على الجهة الأخرى، وعاد ووجده ملقى على الأرض ومصابا بطلق نارى.
فيما قال شاهد الواقعة، أنه تحرك للمكان الذين يجمعون منه مخلفات المخابز بمنطقة نزلة باسوس، باكرا من قريتهم محل سكنهم، ويوم الواقعة وأثناء توجهه للمكان وهو على الجهة المقابلة للطريق الدائرى، وجد شابا يتشاجر مع الضحية لسرقة "التروسيكل"، لكن "محمد" لم يسلم لهم مفاتيح التروسيكل وقاومهم، ليكون موقف الجناة بأن وجه أحدهم سلاح نارى "فرد خرطوش" لرأس محمد وأطلق عليه النار.
وتابع مجدى، أنه على الفور انتقل للجهة المقابلة للطريق الدائرى محل الواقع لكن المتهمين انطلقوا بسيارة نصف نقل من المكان ولم يستطع اللحاق بهم، ليجد محمد غارقا فى دماءه، فانتزع "التيشرت" الخاص به وغطى دماء الضحية، واتصل بالإسعاف لسرعة انقاذه لكن روحه كانت قد فارقت جسده على الفور نتيجة هذه الإصابة.
واستطرد محمد مجدى، أن محمد توفى وهو ممسكا بمفتاح التروسيكل الخاص به، قائلا "محمد توفى وهو ماسك المفتاح، وحتى المسعف وهو بينقل محمد أخدنا المفتاح من إيده بالعافية بعد وفاته، اشتراه بالقسط وكان يدفع أقساطه ويصرف منه على أسرتين، أخوته ووالدته، و زوجته وفى انتظار مولوده بعد أيام".
فيما تكثف الأجهزة الأمنية بالقليوبية، جهودها لكشف لغز العثور على جثة عامل بمنطقة نزلة باسوس التابعة لدائرة مركز شرطة القناطر الخيرية، مصابا بطلق نارى من فرد خرطوش بالرأس، وتبين سرقة هاتفه المحمول ومبلغ مالى كان بحوزته، وتحرر المحضر اللازم، وتولت النيابة العامة التحقيق والتى أمرت بإعمال الصفة التشريحية لبيان سبب الوفاة، والتصريح بالدفن عقب انتهاء التشريح، وسرعة ضبط المتسببين بالواقعة.
تلقت مديرية أمن القليوبية، إخطارا من مركز شرطة القناطر الخيرية، يفيد ورود بلاغ بالعثور على جثة شاب بنزل باسوس من الطريق الدائرى دائرة المركز مصابا بطلق خرطوش بالرأس.
على الفور انتقلت قوة أمنية ورجال المباحث لمكان الواقعة، وبالمعاينة والفحص تبين أن الجثة لشاب يدعى "محمد ع ع"، 22 سنة، عامل، مقيم بمنطقة عزبة أسما التابعة لميت حلفا دائرة مركز شرطة قليوب، تلقى طلقة خرطوش بالرأس تسبب فى وفاته على الفور، وتبين سرقة هاتفه المحمول ومبلغ مالى كان بحوزته، كما تبين أن الشاب المتوفى متزوجا وفى انتظار وصول نجله بعد شهر، كما أنه أكبر أخوته الأربعة، ومعيلهم الوحيد بعد وفاة والده.
الضحية محمد عماد
عم الضحية محمد عماد
أحد الاصدقاء
الصديق المقرب لمحمد عماد
صديق الضحية محمد عماد
شاهد الواقعة الاول
شاهد الواقعة
محمد عماد الضحية مع والدته لحفل زفافه