بجزيرة منيل الروضة، غرب منطقة مصر القديمة، يقع "مقياس النيل" الأثري، وهو ثانى أقدم أثر إسلامي بعد مسجد عمرو بن العاص.. وأجرى "اليوم السابع" لقاء خاصا مع الدكتور أسامة طلعت، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة السياحة والآثار لشرح قصة إنشاء هذا الأثر.
يقول الدكتور أسامة طلعت "ارتبط حياة مصر والمصريين بنهر النيل، ومنذ عصور ما قبل الأسرات وعصور مصر القديمة وحتى العصر الحديث حرص المصريون على قياس منسوب المياه في نهر النيل، فمن خلال هذا القياس يتم معرفة وتحديد مواعيد الفيضان والجفاف ووفاء النيل، وظل هذا المقياس يعمل حتى القرن التاسع عشر.
الدكتور أسامة طلعت والزميل الصحفي محمد أسعد (1)
وعن قصة وتاريخ إنشاء مقياس النيل يقول الدكتور أسامة طلعت، إنه يعبر عن عبقريتين عبقرية في المعمار والإنشاء، وعبقرية في حساب كمية المياه من خلال العمود القياسي، وهو يعتبر من أقدم الآثار الإسلامية الباقية حيث يعود لسنة 247 هجريًا، في القرن التاسع الميلادي، أي يزيد عمره عن 1200 عام.
ويتكون مبنى المقياس من بئر تصل أرضيته لمنسوب أرضية ماء النيل، وتم تبطينه بالأحجار الجيرية منحوت عليها اسم الخليفة المتوكل العباسي الذي بُني المقياس في عصره، وينقسم لثلاثة طوابق، وفي المنتصف عامود من الرخام يتم من خلاله قياس الماء وه مقسم لأذرع، وحينما تصل المياه إلى 16 ذراع يعني أن كمية المياه الموجودة في نهر النيل هذا العام تكفي للشرب والزراعة ومن هنا يبدأ الاحتفال بوفاء النيل، وكانت تقام احتفالات كبرى لأن "الوفاء" هو أفضل الحالات، فكان النيل إذا قل عن ذلك "شرق" وإذا زاد عن ذلك "غرق".
الدكتور أسامة طلعت والزميل الصحفي محمد أسعد (2)
وأضاف، إنه بناء على هذا المقياس كان يتم تحديد الضرائب، وكان في أوقات الفيضان والجفاف يتم مراعاة ذلك بخفض نسبة الضرائب المفروضة
وأشار إلى أن هذا المقياس ظل يعمل حتى القرن التاسع عشر، ثم أضحى أثرًا، ورغم أنه ظل يعمل لأكثر من 1100 عام لكنه ظل متماسكًا دون أي شروخ أو تهدمات، ويعتبر ثاني أقدم أثر إسلامي باقي من العمارة الإسلامية، ودعا الجميع لزيارة هذا الأثر خاصة وأنه يجاور قصر المانسترلي، ومتحف السيدة أم كلثوم.
الدكتور أسامة طلعت والزميل الصحفي محمد أسعد (1)
الدكتور أسامة طلعت والزميل الصحفي محمد أسعد (2)
الدكتور أسامة طلعت والزميل الصحفي محمد أسعد (3)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة