أصبحت القرصنة الإلكترونية من أكثر الجرائم انتشارا فى الوقت الحالى، التى ازدادت نسبتها بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة فى جميع أنحاء العالم، حيث جرى تنفيذ أكثر من 6.4 مليون هجوم فى جميع أنحاء العالم منذ بداية العام الجارى، تتصدر القائمة الولايات المتحدة الأمريكية، ثم البرازيل وكوريا الجنوبية.
وأشارت صحيفة "أول uol" البرازيلية، إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعرضت لأكثر من 1.33 مليون أى بنسبة 21%، والبرازيل تعرضت لـ400 ألف هجوم إلكترونى بين 1 يناير وأغسطس 2021، وذلك وفقا لتقرير صادر عن شركة Netscout العالمية المتخصصة فى المجال الإلكترونى.
وأوضح التقرير، أنه فى المرتبة الثالثة تأتى كوريا الجنوبية، بـ385808 هجمة (6.3%)، تليها المملكة المتحدة بـ348330 (5.7%)، تتوافق البيانات، التى جمعتها شركة الأمن السيبرانى والحلول الرقمية، مع متوسط يعتمد على المراقبة فى الوقت الفعلى لحوالى 30% من جميع حركة مرور IP فى العالم.
كانت الهجمات المسجلة من نوع الحرمان الموزع للخدمة (DDoS)، وهى تلك التى تستخدم خصائص وقيود أى شبكة خدمة لتعريض عملها للخطر.
وأوضح خبير الأمن السيبرانى جيرالدو جوازيلى، أن "البرازيل كانت هدفًا للهجمات لسنوات عديدة لأنها دولة كبيرة ذات رؤية عالمية وواحدة من أكبر مزودى المواد الغذائية فى العالم. ولكن، منذ بضع سنوات حتى الآن، كانت البرازيل أيضًا مصدرًا لتلك الهجمات".
وأضاف "التفسير عميق لكن التفاهم بسيط للغاية. نحن دولة يبلغ عدد سكانها حوالى 212 مليون نسمة وقد وصلنا إلى مستوى كبير من الرقمنة، لذلك لدينا القدرة على إحداث هذه الهجمات".
واتثبت البيانات التى جمعتها Netscout فى عام 2021 أيضًا وجود اتجاه متزايد فى عدد الهجمات التى زادها جائحة كوفيد -19، مما جعل العزلة الاجتماعية ضرورية وأثار ثورة فى استخدام الإنترنت فى جميع أنحاء العالم، مما زاد أيضًا من المخاطر السيبرانية.
وأشار التقرير إلى أنه فى عام 2020، كانت هناك زيادة بنسبة 50% فى وتيرة الهجمات الالكترونية فى أمريكا اللاتينية و36% فى البرازيل، بإجمالى يصل إلى 10.089.687 فى جميع أنحاء العالم، وهو أعلى بنسبة 20% من الرقم المسجل فى عام 2019.
وأشار الخبير جوازيلى إلى أن الانتقال المفاجئ إلى أنظمة العمل عن بُعد أحد العوامل الرئيسية التى ساهمت فى زيادة ضعف الشركات، التى لم يكن لديها الوقت لتطوير خطط حماية مناسبة فى ضوء إلحاح الطريقة الجديدة.
كما نما عدد هجمات DDoS التى تهدف إلى الابتزاز أيضًا بنسبة 125% فى عام 2020، مقارنة بعام 2019، واحتلت المرتبة الثالثة بين الدوافع الرئيسية لهذا النوع من الجرائم (33%)، فى المرتبة الثانية بعد المتسللين الراغبين فى إظهار قدراتهم للعملاء المحتملين (50). %) والقضايا المتعلقة بألعاب الإنترنت (44%)، وفقًا لـNetscout.
من بين قطاعات الصناعة الأكثر تضررًا فى البرازيل، القطاع الأكثر تطورًا خلال الوباء، التجارة الإلكترونية، الذى شهد زيادة ليس فقط فى عدد الهجمات، ولكن أيضًا فى الاحتيال، كما أوضح إيف رودريجو شيمان، مدير المبيعات فى البرازيل من Unlimint، وهى شركة عالمية للتكنولوجيا المالية تعمل فى حوالى 30 دولة.
وأشار شيمان إلى أنه "قبل الوباء، كانت التجارة الإلكترونية فى البرازيل تمثل ما بين 4% و5% من إجمالى معاملات الائتمان والخصم. فى عام 2020، كان لدينا مبلغ 1.5 تريليون ريال برازيلى فى أحجام معاملات البطاقات و30% منها على الويب. اليوم، يمثل الإنترنت حوالى 30% من إجمالى المبيعات ببطاقات الائتمان والخصم ".
أما فى أوروبا، فقد أظهرت بيانات حديثة حول الجرائم الإلكترونية كشفت عنها المفوضية الأوروبية ارتفاع الهجمات الإلكترونية واسعة النطاق فى أوروبا من 432 فى عام 2019 إلى 756 فى عام 2020، مسجلة زيادة بنسبة 75% مقارنة بعام 2019، خاصة مع تفشى وباء كورونا، أصبحت المستشفيات ومرافق الرعاية الصحية أهدافا للقرصنة الالكترونية، حسبما قالت وكالة "آكى" الإيطالية، فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى.
وتعمل اوروبا بشكل دائما على مكافحة الجرائم الإلكترونية، وقدمت المفوضية الأوروبية، خطتها لبناء ما تُطلق عليه "الوحدة الإلكترونية المشتركة" والتى تتيح لدول من التكتّل تتعرض لهجمات إلكترونية طلبَ المساعدة من الدول الأعضاء الأخرى وكذلك من الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال فرق الاستجابة السريعة للأمن السيبرانى التى يمكنها التدخل فى الوقت المناسب لتأمين المعلومات وصد الهجمات.
وقالت رئيس المرصد الوطنى الإسبانى، المسئول عن دراسة الرقمنة وتأثير التكنولوجيا على المجتمع، ماركوس جوميز، "مجرمو الإنترنت سيهاجمون دائمًا الحلقة الأضعف". بالإضافة إلى ذلك، تقول "الدراسة حول الأمن السيبرانى وثقة المواطنين فى الإنترنت"، التى روج لها المكتب الوطنى لاتصالات الإنترنت، أن النساء أكثر ارتيابًا من الرجال.
من هذه الدراسة نفسها، تمت إضافة بيانات مثيرة للاهتمام مثل أن 41.5% ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أنه لا داعى لتشفير المستندات أو البيانات الخاصة بمن يديرون حساباتهم، فضلاً عن أن 88.2% لا يغلقون حساباتهم المصرفية بعد التشاور معهم. البيانات، الإجراءات الخطيرة التى تساعد مجرمى الإنترنت على تحقيق مهمتهم.
كما أعلنت بريطانيا التعاون مع الولايات المتحدة الامريكية لمكافحة القرصنة الإلكترونية، وقال وزير الخارجية البريطانى دومينيك راب فى يونيو الماضى، أن الولايات المتحدة وبريطانيا ستعملان معا بشكل وثيق للغاية"، مؤكدا أن الشركاء سيسعون لجذب دول أخرى"؛ مشيرا إلى أن الولايات المتحدة وبريطانيا "ستقودان" العالم فى مواجهة هجمات برامج الابتزاز التى بدورها تشل البنية التحتية الوطنية.
وأكد راب، أن الدولتين ستناقشان "كيفية تطبيق القانون الدولى على مثل هذه الهجمات الإلكترونية" وكيفية إجبار أى دولة على معاقبة المهاجمين إذا كانوا يعملون فى نطاق سلطتها القضائية.