قال الدكتور محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية، إن العالم أصبح قرية كونية صغيرة، وعندما تخرج معلومة من طرف تصل إلى الطرف الثاني بعدها بثانية واحدة فقط، وبالتالي يجب مواكبة هذا التطور، في تناقل المعلومات، واستبيان الأحكام الشرعية للمستفيدين منها، لأن انفتاح الفضاء أمام تبادل المعلومات والتواصل فتح الباب أمام "كل من هب ودب".
أضاف الهباش، في لقاءه مع الإعلامي أحمد الطاهرى، ببرنامج "60 دقيقة" الذى يذاع عبر قناة إكسترا نيوز مع الإعلامي أحمد الطاهرى، أن العلم له أصول وقواعد وضوابط لا تتاح لكل طالب بالطريقة التي يريدها هو، لذلك المراجع العلمية المعروفة بالجامعات المعتمدة على رأسها الأزهر الشريف، هي الآن التي تقوم بدور العلماء، متابعا: "لا يكفى للشخص أن يقرأ مجموعة من الكتب ويحفظ بعضا من القرآن والحديث لكي يصبح عالم دين".
وأوضح مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الدينية، أن الفتوى ليست نصا جامدا ولكن كل ما هو موجود في كتب التراث، هي أفكارا إنسانية تُفهم لأصول الدين، وبعضها كان صالحا لزمانها فحسب ومنها صالحا لهذا الزمان ولكن لكل زمان أصوله، مشيرا إلى أنه لا يمكن إنكار أن الأحكام تتغير بالزمان والمكان، ويجب أن نستحدث للمتغيرات أحكاما مناسبة وملائمة لها.
وأشار إلى أن الكثير يتحدثون على تجديد الخطاب الديني، ولكن يجب تعريف مصطلح تجديد الخطاب الديني أولا، متابعا بالقول: "لا يمكن المساس بأصول الدين تحت مسمى تجديد الفكر والخطاب الديني، فهذا غير مقبول وتجد هناك ردة فعل عنيفة من قبل رجال الدين، فيجب تعريف مصطلح تجديد الخطاب الديني أولا، وهل مقصود به مواكبة الدين لمقتضيات العصر الذي نعيشه، أم نقض للفكر الديني والأصول".
وأردف: "من أجل أن فهم قوامة الرجل، علينا أن نفهم الفارق بين السلطة والمسئولية، والقرآن ذكر أن الرجال مفضلين على النساء في أمور، والناس مفضلات في أمور أخرى".
وأكمل: "قواعد الميراث محددة في أصول الدين، ونقدها هو نقد غير مقبول لأصول الدين،و أخذ الحديث من أمهات المسلمين بشكل متساوٍ مع رواة الحديث الرجال"، متابعا أن القوامة مسئولية مشتركة بين الرجل والمرأة، فهي أصول ومضبوطة وقائمة على أصول وفهم سليم وليست على ظلم وتسلط على المرأة.