داخل المنازل وأمامها أيادى تأكل من عمل يدها، فى صناعة الفخار، بحثا عن لقمة العيش الحلال، بأيديهم وبالات بدائية يحولون الطين إلى تحف تعشق النظر إليها، داخل عزبة حمدى التابعة لمركز ملوى، القرية الصغيرة التى يعمل أغلب سكانها فى صناعة الفخار بأنواعه.
وقال فرغلى محمد عبد الطيف أحد الفخرانية، إن الصنعة تبدأ بتجميع الطين من الترع والمصارف، ثم نقوم بخلطة مع التبن المستخدم علف للماشية ونقوم بخلطه ثم نتركه حتى الصباح حتى يصبح الطين متماسكا ويمكن تشكيلة، واضاف نقوم بتجميع الطين فى المكان المخصص له، واضاف بعدها تبدأ فى العمل وليس لنا ساعات محدده للعمل وانما نعمل منذ الصباح الباكر.
وتابع: "بعد تماسك الطين نبدأ فى عملية التشكيل حسب حاجة السوق ويتم تشكيلة إلى قدر أو قلل أو وكذلك الأزيار".
واستطرد قائلا: "نضع الطين على الدوارة ونبدأ عملية التشكيل بعدها نأخذ ذلك المنتج ونضعه فى المحمصة التى تم صنعها أيضًا من الطين حتى يتم تحميرها وتخرج بالشكل الذى يتم عليه البيع".
وقال إن المهنة بالفعل هجرها الكثيرون لكن مازال البعض متمسكا بها، لافتًا إلى أن المصانع البلاستيكية أثرت بشكل كبير على الصنعة لكن نحاول البقاء عليها، خاصة أن هناك الكثير من قاطنى الريف مازالوا متمسكون بتلك المنتجات.
واستكمل حديثه: "أعمل فى المهنة منذ الصغر، فقد ورثتها عن والدى الذى كان يعمل فخارا وكنت أجلس معه حتى تعلمت الصنعة، وأبنائى عملوا معى لبعض الوقت ثم هجروا الصنعة".
أما فرغلى عبد الحميد وهو أحد الصنايعية، قال: "أعمال التشكيل لا تأخذ وقتا طويلا ولكن المجهود الأكبر فى تجهيز الطين الذى يتم تشكيلة فله مواصفات محدده لابد أن يكون الطين بكر ويتم خلطة بالناموس وهو علف للماشية ثم تخميره وتخزينه، أما أعمال التشكيل فهى أسهل مرحلة لأنك تجلس على الدوارة وتشكل من الطين ما شئت".
وأضاف أنه من أشهر الأنواع التى يتم تصنيعها الكازارولا والقلة القناوى، والأزيار والصحفة، وقال إن العمل ليس له وقت معين لكن كل صانع يعمل بمفردة ويحاول إنجاز الكثير من العمل حتى يتمكن من بيعه فى السوق.
وأضاف أن هناك تحدى كبير فى الصنعة فنحن نعمل بأيدينا وأشياء تم صنعها من الطين، لكن هناك مصانع كبيرة تنتج البلاستك وهذا هو سر تهديد الصنعة.
وأضاف أن أسعار المنتج ليست كثيرة فإن القدر ثمنه 3 جنيهات بينما الحجم الأكبر بـ5جنيهات والصحفة بـ7جنيهات.
وقال كثير من أهالى القرية يعملون بالمهنة، وبعد أعمال التصنيع يتم تحميلها إلى السوق وتنتظر الرزق من الله احيانا لا نبيع شيى ونعود كما ذهبنا.
أما رجب خلف أحد الصنايعية، قال إن السوق لم يعد مثل الماضى، فى الماضى كانت الصنعة لها رواجا كبيرًا لكن مع التطور الذى يحدث مواجهة تحدى كبير فى الحفاظ على المهنة.
وقال إن الصنعة تعتمد على الطينة الجيدة والتى تساعد فى خروج منتج جيد، مضيفا: "مازال هناك الكثير من المواطنين حريصون على استخدام القلة والقدر حتى الآن وهذا هو سبب الحفاظ على الصنعة حتى الآن".