سقوط الأندلس.. هل ظلم التاريخ أبو عبد الله محمد الثانى عشر آخر ملوك الأندلس؟

السبت، 07 أغسطس 2021 11:07 ص
سقوط الأندلس.. هل ظلم التاريخ أبو عبد الله محمد الثانى عشر آخر ملوك الأندلس؟ سقوط الأندلس - أرشيفية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تمر اليوم ذكرى توقيع اتفاقية بين الملك أبو عبد الله محمد الثانى عشر، آخر ملوك المسلمين فى الأندلس، وبين ملك القشتاليين، باع له الأول بمقتضاها كل أملاكه فى الأندلس ثم غادرها، وذلك فى 7 أغسطس 1493م.

أبو عبد الله الثانى عشر هو آخر ملوك الأندلس المسلمين فى الأندلس، سماه الإسبان (أى الصغير) و(أبو عبديل)، بينما سماه أهل غرناطة الزغابى (أى المشؤوم أو التعيس)، وهو ابن أبى الحسن على بن سعد، الذى خلعه من الحكم وطرده من البلاد عام 1482، وذلك لرفض الوالد دفع الجزية لـفرناندو الثانى ملك أراغون كما كان يفعل ملوك غرناطة السابقون.

وعلى عكس الرواية المتداولة، والتى تُصور أبا عبد الله الصغير كملك جبان لم يدافع عن عاصمة ملكه وسلم مفاتيحها للقشتاليين، فإن المؤرخ والباحث فى التاريخ الإسلامى، حمزة الكتانى يؤكد أن الذى يتتبع تاريخ أبى عبدالله الصغير لا يمكن أن يصفه لا بالخيانة ولا بالتهاون، فقد كان يواجه عمه الثائر على حكمه، المعروف بالزغل، كما كان يواجه القشتاليين فى الوقت نفسه، قبل أن يسلم عمه ملجا للإسبان، بينما ظل هو يقاوم إلى أن تيقن أن الاستمرار فى المقاومة أصبح ضرباً من الانتحار، واضطر أن يناور، غير أنه قوبل بغدر من القشتاليين.

ويضيف الكتانى أن فترة حكم أبى عبدالله الصغير للأندلس اتسمت بالاضطراب والحروب المتتالية مع الجيش القشتالي، بزعامة الملك فيرناندو والملكة إيزابيلا الكاثوليكيين، وانهزم أبو عبد الله الصغير فى الكثير من المعارك، وذلك لأن أحلافه الاستراتيجية كانت ضعيفة جدا.

ويؤكد مؤرخون أن الأسبان هم من خانوا العهد بعد أن أعطوا ملك غرناطة الأمن والأمان، وأنهم سيعامون العرب باحترام وتقدير، وإن أى نزاع او خلاف يحدث سيتم وفقا للشرائع والقوانين لكلا الديانتين المسيحية والإسلامية، لكن الإسبان نقظوا كل الوعود والعهود وشنوا حملات قتل ظالمة على العرب المسلمين وتعاملوا معهم بقسوة وبأساليب وحشية وبريرية لم يعرف لها تاريخ الحروب فى تلك الفترة مثيلا!!

ويؤكد مؤرخون أنه لا أصل للحكاية التى تم فبركتها عن الرجل: "إبك مثل النساء ملكًا مضاعًا، لم تحافظ عليه مثل الرجال".

وفى المصادر التاريخية العربية، لا وجود للقصة إلا فى المصادر القشتالية، كما تختلف هذه الأخيرة فيما بينها عند سرد التفاصيل، حتى إن هناك رواية تؤكد أن مقولة "إبك مثل النساء ملكًا مضاعًا، لم تحافظ عليه مثل الرجال" لم تصدر عن الحرة لإبنها أبى عبد الله فى طريق الرحيل بل بقصبة الحمراء.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة