نجحت مبادرة حياة كريمة التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى 2019 فى تغيير واقع كثير من القرى الريفية فى مصر، بعدما قدمت المبادرة إسهامات غير عادية فى تطوير الخدمات الأساسية فى كثير من هذه القرى من توصيل مياه وأسقف وتطوير منازل ورصف طرق وصرف صحى وغيرها.
إنشاء منظومة الكترونية جديدة لمتابعة أعمال "حياة كريمة"
ومن الواضح أن المبادرة لا تمل من التطوير، حيث عقدت وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ورشة عمل، عبر تقنية "الفيديو كونفرانس"، حول أهداف وآليات عمل المنظومة الإلكترونية لمتابعة المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى "حياة كريمة"، بمشاركة مجموعة من نواب المحافظين ومسئولى المبادرة فى 15 محافظة.
وأكدت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، على أهمية تفعيل المتابعة الإلكترونية للمبادرة الرئاسية، التى تعد الأضخم على مستوى العالم، مشددةً على ضرورة مشاركة كافة الجهات وخاصة مسئولى التخطيط والمتابعة فى المحافظات، فى عملية المتابعة وتقييم أثر الجهود التى تبذلها الدولة على حالة التنمية وجودة الحياة فى القرى والمراكز المستهدفة للوصول إلى تجمعات ريفية مستدامة، وذلك فى إطار الجهود المتواصلة للوزارة فى التحول الرقمى والميكنة وتحقيق أقصى استفادة من وسائل التكنولوجيا الحديثة فى عمليات التخطيط والمتابعة وتقييم الأداء.
التخطيط: المنظومة ترسخ للتخطيط المبنى على الأدلة ولمسح الشامل لخصائص المجتمع المحلي
ومن جانبه قدم الدكتور جميل حلمى، مساعد الوزيرة لشئون متابعة خطة التنمية المستدامة، والمشرف العام على "حياة كريمة" فى وزارة التخطيط، عرضًا مفصلًا حول محتوى المنظومة وآليات عملها، مشيرًا إلى أنها تمثل أول منظومة إلكترونية شاملة ومتكاملة، مبنية على منهجية البرامج والأداء، من خلال ربط كافة المشروعات والتدخلات التنموية بمؤشرات قياس أداء، تعكس نتائج المشروعات والتدخلات على مؤشر جودة الحياة وإتاحة الخدمات الأساسية فى التجمعات الريفية المستهدفة.
وأكد "حلمي"، حرص وزارة التخطيط على مواصلة الجهود التى بذلتها خلال السنوات الماضية لتعزيز قدرات المعنيين بالتخطيط المحلى على منهجية البرامج والأداء، منوهاً أن منظومة "حياة كريمة"، بمثابة التطبيق العملى فى هذا الإطار.
وتابع مساعد وزيرة التخطيط، أن المنظومة ترسخ للتخطيط المبنى على الأدلة، من خلال الاستفادة من البيانات التى يوفرها الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، منها المسح الشامل لخصائص المجتمع المحلى، لرصد حالة التنمية فى التجمعات التى تغطيها المبادرة، موضحًا أن المنظومة تتضمن المشروعات الاستثمارية والتدخلات الاقتصادية والاجتماعية كافة، لافتًا إلى أنها مرتبطة بمنظومة المتغيرات المكانية، وتقدم متابعة على أرض الواقع من خلال وسائل المتابعة المستحدثة كالصور، الفيديو، التصوير الفضائى.
وأشار "حلمي"، إلى وجود لجنة رئيسية لإدارة مشروع تطوير الريف المصرى حياة كريمة بمجلس الوزراء منبثق عنها أربع لجان فرعية، موضحًا أن اللجنة الأولى هى لجنة البنية الأساسية، واللجنة الثانية تمثلت فى لجنة التدخلات الاقتصادية وقوة العمل فى حين تتمثل اللجنة الثالثة فى لجنة التدخلات الاجتماعية، واللجنة الرابعة هى لجنة مؤشرات الأداء والتنمية والمسئول عنها وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، مؤكدًا أن الهدف من إعداد منظومة المتابعة الخاصة بالمشروع يأتى فى إطار قرار السيد رئيس مجلس الوزراء الخاص بإسناد مهام متابعة مؤشرات الأداء المتعلقة بالمشروع لوزارة التخطيط.
حياة كريمة: الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية فى 2024
فى نفس السياق قال أحمد سعيد، مسئول المتابعة الميدانية بمؤسسة "حياة كريمة"، أن المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة" سيتم الانتهاء منها فى عام 2024 بمعظم المحافظات بنسبة تنفيذ 100%.
وأوضح سعيد، أن المرحلة الثانية من مبادرة "حياة كريمة" تستهدف 1413 قرية، متابعا: "التطوير يشمل كل الخدمات لتقديم كل الخدمات للمواطنين من مياه وصرف صحى وخدمات طبية وتعليمية وكل الخدمات الأخرى".
وأشار أن شباب القرى سيستفيد كثيرا من المشروعات التى تتم فى قراهم، من خلال توفير فرص عمل لهم بشكل كبير، كما سيتم عقد برامج تدريبية بالقرى لتدريب الشباب على جوانب مختلفة، أهمها الجوانب الرقمية، ويتم التنسيق مع وزارة الاتصالات وتم تجربة هذا الأمر فى 14 قرية حتى الآن، بحيث يتم تدريب متطوعين لتدريب الشباب داخل القرى فى الفترات المقبلة.
فيما قال الدكتور أيمن عبد الموجود، مساعد وزير التضامن الاجتماعى لشئون المجتمع المدنى، إن وزارة التضامن الاجتماعى معنية فى مبادرة "حياة كريمة" بالتدخلات الخاصة بالخدمات الاجتماعية والاقتصادية، مبينا: "التدخلات تخص المجالات الرئيسية للأسرة والطفولة، وخدمات ذوى الإعاقة والتمكين الاقتصادى والتوعية المجتمعية".
أضاف عبد الموجود، أن منظمات المجتمع المدنى تساهم وتتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى لتنفيذ برامجها فى إطار مبادرة "حياة كريمة"، مشيرا إلى أن المبادرة تستهدف تطوير البشر بجانب الخدمات الأساسية للمواطنين، بهدف تعزيز التنمية بالقرى.
وتابع مساعد وزير التضامن الاجتماعى لشئون المجتمع المدنى، أن وزارة التضامن الاجتماعى تعمل قبل إطلاق مبادرة "حياة كريمة"، على العديد من المبادرات لخدمة المواطنين، مثل التدخلات الخاصة بـ"سكن كريم" والمبادرات الأخرى فى المجالات الطبية، وإنشاء حضانات وعيادات لتنظيم الأسرة، والمدارس المجتمعية بالتنسيق مع المؤسسات الأهلية ووزارة التربية والتعليم.
وتهدف مبادرة "حياة كريمة" لتحقيق التنمية الشاملة فى مختلف المحافظات على مستوى الجمهورية والنهوض بالريف المصرى من خلال تطوير البنية الأساسية والمرافق، وتوفير سكن كريم للفئات الأولى بالرعاية والأكثر احتياجا، وتحسين الخدمات الصحية والتعليمية وتطوير الوحدات ومراكز الشباب، كما تستهدف تحقيق التمكين الاقتصادى وتدريب وتأهيل وتشغيل القادرين على العمل، وإنشاء مراكز خدمية مجمعة لتوفير كل الخدمات اللازمة للمواطنين، وتعمل الحكومة من خلال قطاعاتها المختصة، على جعل قرى الريف شريكا أساسيا فى التنمية ودعم الصناعة الوطنية والاستثمار فى البشر.