هرمان هيسه، شاعر وكاتب متمرد بطبيعته، يتمسك بكل فكرة واردته، ومن أجل هذه الأسباب هرب من أسرته من أجل الاستقلال عن السلطة العائلية والاعتماد على نفسه والانخراط فى مجال العمل، واليوم تمر ذكرى رحيله، إذ رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 9 أغسطس من عام 1962، عن عمر 85 عاماً.
هرمان هيسه
بدأ تمرده خلال دراسته بالمدرسة، حيث كانت المدرسة فى نظره هى العدو الذى يهجم عليه ويريد أن يفسد عليه حياته وموهبته، وقال عن تلك المرحلة لم أجد طوال الأعوام الثمانية التى قضيتها فى المدرسة إلا مدرسا واحد فقط أحسست تجاه بالحب والامتنان "، وبعد أن فقدت العائلة الأمل فى تعليمه، عمل ساعاتى، ثم عمل فى إحدى المكتبات وهذا ما حفزه على القراءة.
كان توجهه الأدبى فى بادئ الأمر كتابة الشعر، ونشرت أول قصيدة له فى عام 1896 بعنوان "مادونا" فى مجلة فيينا، وفى الخريف أصدر مجلدا صغيرا من الأشعار والأغانى الرومانسية تحت عنوان "قصائد رومانسية"، وكان ذلك أول مجلد ينشر له.
ثم بعد ذلك كتب كتاب بعنوان "ساعة بعد منتصف الليل"، ولكن العمل باء بالفشل على الصعيد التجارى، وحتى عمله الآخر "قصائد رومانسية" لم يلق النجاح فمن أصل 600 نسخة مطبوعة فى غضون عامين من نشره لم يباع منه سوى 54 نسخة.
وعلى الرغم من فشل كتابه الأول الذى لم يبع منه إلا نسخ قليلة، لكن أولى روايته "بيتر كامينتسيند"، حققت نجاحا كبيرًا، حيث طبعت فى عام 1904، وأصبحت شعبية جداً فى ألمانيا، وجلبت الشهرة له ومكنته من كسب العيش ككاتب، وأشاد بها سيجموند فرويد واعتبرها واحدة من الروايات المفضلة لديه.
وحصل الكاتب هرمان هيسه الذى ولد فى 2 يوليو من عام 1877، على جائزة نوبل فى 1946م، كما حصل على العديد من الجوائز الأخرى مثل "جائزة جوتفريد كيللر، جائزة جوته" وغيرهم الكثير.