نشاهد، اليوم، صورة للمخرج المصرى القدير محمد كريم، الذى يرتبط فى أذهاننا بنشأة السينما فى مصر وازدهارها.
ولد المخرج المصرى محمد كريم فى 8 ديسمبر 1896م فى حي عابدين بالقاهرة، وتوفى فى 27 مايو 1972، وكان لديه اهتمام كبير بفن السينما منذ بدايته، وقد راسل بنك روما بالإسكندرية فى 1917م بمجرد أن علم بتأسيسه شركة إنتاج سينمائى، إلا أنه تلقى جواباً بالرفض لعدم حاجتهم لممثلين، فتعلم الإيطالية وأعاد مراسلتهم بها فطلبوا منه فى 15 مايو 1918 الحضور على نفقته الخاصة للخضوع للاختبار، وقُبل للعمل بها وكان المصرى الوحيد فيها، وكان أول أفلامه "شرف البدوى" واستمر معهم وبلغ أجره 20 جنيهاً، ثم صفت الشركة أعمالها.
قرر محمد كريم السفر إلى إيطاليا ليكمل حبه بالدراسة، وسافر إلى روما فى فى 21 أبريل 1921، وعاد إلى مصر بعد أن وجد الاهتمام هناك بالمسرح، ثم سافر مرة أخرى إلى ألمانيا ودرس الإخراج على يد المخرج "فريتس لانج" وعمل معه كمساعد فى عدة أفلام، وشارك كممثل فى بعض الأفلام، كما درس كتابة وإعداد السيناريو، والتصوير، والمونتاج فى عدة معاهد سينمائية هناك، وانضم إلى عضوية نقابة الممثلين الألمانية، وتزوج ألمانية سمت نفسها "نعمة الله" وعملت معه مساعدة بالأفلام، وأنجب منها ابنته ديانا.
عاد إلى مصر فى 28 أغسطس 1926 لتأسيس سينما مصرية بعد أن سيطر عليها الأجانب، أخرج فى البداية فيلماً تسجيليا عن "حديقة الحيوان" عام 1928م، وأسس مع يوسف وهبى شركة رمسيس، ثم اختار بعد بحث طويل رواية الأديب محمد حسين هيكل "زينب" لتكون أول فيلم مصري، من بطولة بهيجة حافظ وسراج منير، وعُرض بالسينما لأول مرة فى 14 يوليو 1930، ويعتبره النقاد البداية الحقيقية للسينما المصرية وحقق نجاحاً كبيراً، وأعادها فى فيلم ناطق عام 1952م من بطولة راقية ابراهيم ويحيى شاهين.
لم يكتف كريم أن يكون صاحب أول فيلم مصري، بل هو كان صاحب أول فيلم مصرى ناطق "أولاد الذوات" 1932 من بطولة يوسف وهبى وسراج منير وأمينة رزق، ثم قرر الاتجاه إلى الفيلم الغنائى فاقنع الفنان محمد عبد الوهاب أن يخوض تجربة التمثيل ووافق ليخرج إلى النور أول فيلم غنائى مصرى "الوردة البيضاء" 1933م، واستمر مشواره الفنى ليكون أول من يخرج فيلم مصرى ملون "دليلة" 1956م من بطولة شادية وعبد الحليم حافظ.
قدم محمد كريم 9 أفلام تسجيلية و17 فيلماً روائياً، وتضم قائمة أفضل 100 فيلم مصرى اثنين من أفلامه هما زينب، ورصاصة فى القلب 1944.