غمرت المياه شوارع ومعالم مدينة البندقية الإيطالية الشهيرة، مرة أخرى، فى الوقت الذى يحذر فيه المسؤولون من "وضع مروع" بعد عام من تعرض المدينة لأضرار بلغت قيمتها مليار جنيه إسترلينى خلال موجات المد المرتفعة.
وتسببت الأحوال الجوية السيئة، بما فى ذلك الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، فى ارتفاع المد فى البندقية ووصلت مياه الفيضانات إلى ارتفاع 122 سم حتى صباح، الأحد، بشكل مفاجئ وذلك قبل تفعيل السلطات حواجز الفيضانات الضخمة التى تم تدشينها قبل شهرين فقط، فيما وصل ارتفاع المد والجزر بعد ذلك إلى ذروة 145 سم، حيث هبت رياح الخماسين القوية من كرواتيا وغمر نهرين بالقرب من البحر حول المدينة الإيطالية التاريخية، وذلك حسب ما نشرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية.
المارة يتجاوزون مياه الفيضانات المرتفعة فى البندقية
المياه تغمر المحال بمدينة البندقية
رجال الإنقاذ فى شوارع البندقية
ورغم غرق شوارع ومعالم مدينة البندقية، إلا أن السياح الذين قصدوا المدينة الإيطالية للاستمتاع بمعالمها الشهيرة، لم يهتموا بالأمر الذى لم يعوق جولاتهم فى الساحات التاريخية وأبرزها ساحة سان ماركو، حيث تجول السياح لالتقاط الصور التذكارية مع المعالم التاريخية فى المنطقة، فيما ظهر أحد السياح بمشهد طريف وثقته الكاميرات وهو يطفو على سطح مياه الفيضانات باستخدام عوامة بلاستيكية على شكل طائر.
رجل بزى سانتا كلوز يطفو على مياه الفيضان
رجل يتجول بعوامة على شكل طائر
وفيما يتعلق بحواجز الفيضانات "نظام 78 بوابة فيضان"، التى تُعرف باسم Mose، فهى مسئولة عن حراسة مدخل بحيرة البندقية، وقد صممت لحماية المدينة من المد والجزر الذى يصل ارتفاعه إلى 3 أمتار (10 قدم)، ومع ذلك، فإنها تتطلب إشعارًا قبل 48 ساعة لتفعيلها.
وكانت نشرات الطقس فى الأيام الماضية قد توقعت أن هطول الأمطار يدفع مستويات سطح البحر إلى 120 سم، وذلك أقل من عتبة 130 سم التى تعمل عندها حواجز الفيضانات، فيما تُظهر لقطات فيديو تم التقاطها فى المدينة، ساحة سان ماركو الشهيرة، أو بيازا سان ماركو، وهى تغمرها مياه الفيضانات.
ومن جهته، وصف كارلو ألبرتو تيسين، المدعى العام لكاتدرائية سان ماركو، الوضع بأنه "فظيع"، وقال إن المياه دخلت المبنى التاريخى، مما يعرضها لخطر الأضرار، فيما كتب عمدة المدينة، لويجى بروجنارو، على "تويتر": "الآن أنا فى Centro Maree لمتابعة تطور الوضع.. التالى بحد أقصى 145 سم، بسبب قوة الرياح.. ونظام MOSE غير نشط".
ساحات البندقية تغرق بمياه الفيضانات
سائحة تلتقط صورة وسط مياه الفيضان
سياح يتجولون أمام المحال التجارية رغم مياه الفيضانات المرتفعة
سيدة تسير وسط مياه الفيضانات المرتفعة فى البندقية
وقال بروجنارو، إن الطقس ساء فجأة ووصلت المياه إلى ذروة 145 سم مع هبوب رياح الخماسين القوية من كرواتيا وغمر نهرين بالقرب من البحر حول البندقية، ودعا إلى بروتوكولات أكثر سرعة وتفاعلية فى تشغيل موس لمواجهة التغيرات المناخية المفاجئة.
فيما، قال كارلو ألبرتو تيسيرين، المسؤول عن إدارة كنيسة القديس مارك، "الوضع مروع، نحن تحت الماء"، مضيفًا أنه إذا ارتفعت المياه أكثر، فستغرق جميع المصليات الداخلية، بينما قال مركز تنبؤات المد والجزر فى منطقة البندقية، إن المياه ستنخفض إلى 120 سم، يوم الأربعاء، وستعود إلى 135 سم، يوم الخميس.
صورة تذكارية فى ساحات البندقية الغارقة بالمياه
صورة رومانسية وسط مياه الفيضانات فى البندقية
صورة سيلفى وسط مياه الفيضانات بالبندقية
صورة مع معالم البندقية رغم مياه الفيضانات
غرق مدينة البندقية الإيطالية بمياه الفيضانات
كان ارتفاع المد والجزر ، أو "أكوا ألتا" باللغة الإيطالية، حدثًا منتظمًا فى البندقية على مر السنين، بسبب مجموعة من العوامل التى تفاقمت بسبب تغير المناخ - من ارتفاع مستويات البحر والمد والجزر بشكل غير عادى إلى هبوط الأرض الذى تسبب فى مستوى سطح الأرض من المدينة لتغرق.
ومن بين 24 مدًا تم تسجيلها على الإطلاق فوق مستوى 140 سم، حدث 15 مدًا فى العقدين الماضيين، بما فى ذلك خمسة فى نوفمبر الماضى عندما غُمرت ساحة سان ماركو بالمدينة تحت متر من الماء.
وتم تصميم مشروع Mose فى عام 1984، وبدأ بناء مشروع Mose الذى تبلغ تكلفته عدة مليارات من اليورو فى عام 2003، لكنه عانى من التأخيرات والفساد وتجاوز التكاليف، وتم اختبار 78 حاجزًا أصفر فى يوليو، ثم تم رفعها لأول مرة فى أكتوبر.
فشل نظام حواجز الفيضانات فى حماية البندقية
فشل نظام موس فى حماية البندقية من مياه الفيضانات
مركب صغير للتجول بشوارع مدينة البندقية الغارقة فى مياه الفيضان
معالم البندقية تغرق بمياه الفيضانات
مياه الفيضانات تحيط بمدخل محل تجارى بمدينة البندقية الإيطالية
مياه الفيضانات تغرق الأزقة بمدينة البندقية الإيطالية
ويأتى ذلك بعد أن تعرضت البندقية لفيضانات ثلاث مرات العام الماضى - مرتين فى نوفمبر ومرة فى ديسمبر - مما تسبب فى أضرار بمليار يورو، وفى نوفمبر 2019، أعلنت إيطاليا حالة الطوارئ بعد أن تسببت الفيضانات فى وقوع فوضى بالمدينة، وغمرت الكاتدرائية التاريخية وخلفت دمارًا واسع النطاق، وقالت سلطات البندقية، إن الأضرار فى العام الماضى وصلت إلى مئات الملايين من الجنيهات، بما فى ذلك الملايين فى كنيسة القديس مارك وحدها.
بدوره، قال رئيس أساقفة البندقية فرانشيسكو موراجليا - فى ذلك الوقت - إن الكنيسة تعرضت لأضرار لا يمكن إصلاحها، وأن القبو غمر بالمياه للمرة الثانية فى تاريخه، وأصابت المياه المرتفعة فى عام 2019 السكان المحليين بـ"البؤس"، بعدما تقطعت بهم السبل بالقوارب والجندول، ودمرت المتاجر والفنادق، وتركت العديد من الساحات والأزقة فى المدينة تحت الماء.
وفى يونيو من هذا العام، غمر ربع مدينة البندقية بمد مرتفع شبه قياسى، فى وقت من العام يكون فيه مثل هذا الفيضان نادرًا، وجاءت الفيضانات فى الصيف بعد يومين فقط من إعادة فتح إيطاليا حدودها أمام السياح فى محاولة لإنقاذ موسم الصيف بعد إغلاق فيروس كورونا.
معالم البندقية تغرق بمياه الفيضانات
مياه الفيضانات تحيط بمدخل محل تجارى بمدينة البندقية الإيطالية
مياه الفيضانات تغرق الأزقة بمدينة البندقية الإيطالية
مياه الفيضانات تغرق المحال التجارية فى البندقية
مياه الفيضانات تغرق مدينة البندقية الإيطالية
مياه الفيضانات تغمر أرجل المارة فى ساحات البندقية
مياه الفيضانات تؤثر على الحياة فى مدينة البندقية الإيطالية