سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 9 أغسطس 1973.. القذافى فى اجتماع «أخبار اليوم»: «جماعة الإخوان عملاء للاستعمار».. وأمينة السعيد تطالبه بزيارة شارع وملاهى الهرم

الإثنين، 09 أغسطس 2021 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب.. ذات يوم 9 أغسطس 1973.. القذافى فى اجتماع «أخبار اليوم»: «جماعة الإخوان عملاء للاستعمار».. وأمينة السعيد تطالبه بزيارة شارع  وملاهى الهرم معمر القذافى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
واصل الرئيس الليبى، معمر القذافى، حواره مع كتاب وسياسيين دعتهم مؤسسة «أخبار اليوم»، يوم 8 أغسطس 1973، واستمر ما يقرب من خمس ساعات، وامتد إلى منتصف ليل 9 أغسطس، مثل هذا اليوم، 1973.. وكان الكاتب الصحفى موسى صبرى، هو الذى دعا الضيوف، وأدار الحوار، ويذكر تفاصيله فى 35 صفحة من مذكراته «50 عاما فى بلاط صاحبة الجلالة».
 
أجاب القذافى عن أسئلة حول «النظرية الثالثة»، واكتسب الحوار سخونته مع أسئلة «أمينة السعيد» حول شكوكها فى مكاسب المرأة المصرية من الوحدة الاندماجية الفورية بين مصر وليبيا، كما رد هو على ما يقال عن مخاوف الأقباط المصريين أيضا.. «راجع، ذات يوم، 8 أغسطس 2021».
 
توسع القذافى فى تقديم رؤيته الخاصة للإسلام.. وجاء فيها: «موجود عندكم هنا أن المسلمين هم أتباع سيدنا محمد باعتبار أن سيدنا محمد مسلم وغيره مش صحيح.. روحوا للقرآن وشوفوا الآيات التى تبين أن الذين مع عيسى ومع موسى كانوا مسلمين، سيدنا إبراهيم كان مسلما، ونوح كان مسلما، لما نجيب القرآن نلاقى موجود فيه أنه فى كل عصر من العصور الناس اللى آمنوا كانوا مسلمين.. جه سيدنا محمد فى النهاية برسالة الإسلام باعتبارها خاتمة لكل الرسالات الإسلامية..بس إذا كانوا هم بيسموها مسيحية أو يهودية أو بيسموها نصرانية..دى تسميات البشر لهذه الديانات، لكن الديانة فى أصلها ديانة إسلامية..من أسلم لله سبحانه تعالى، وأنا قلت المسلم هو من أسلم لله، من كان يعبد الله عن طريق الكنيسة أو عن طريق الجامع، وهذا التصور مش من عندنا، ده موجود فى القرآن، واحنا الآن بنأخذ القرآن وبنفسره وبنشوف إيش يقول.. القرآن بيقول إن الإسلام مش معناه اللى آمن بسيدنا محمد فقط، ولكن يبدأ من سيدنا إبراهيم لغاية سيدنا محمد، وكل هذه الأمم التى آمنت برسلها هى مسلمة».
 
اختتم القذافى كلامه فى هذه النقطة بقوله: «روحوا لليبيا وعيشوا فيها وافهموها، وشوفوا أين هو الإسلام».. ردت أمينة السعيد: «السيد الرئيس دايما يعيرنا بشارع الهرم وما فى شارع الهرم، وأنا أرجو منه أن يزور شارع الهرم وملاهى الهرم لترى من يتردد عليها»..رد القذافى: «الليبيون طبعا».. رد أحد مرافقيه: «امنعوهم».. ردت أمينة السعيد: «احنا بنعطيهم ما يرضيهم.. واحنا ناس منفتحين، وبنقدر أمزجة الناس الآخرين..«ضحك»، ولكن هذا الشارع ليس مصريا إلا فيما يزيد عن خمسة فى المائة.. وأنا سألت سيادتك ما هى المكاسب التى نالتها المرأة الليبية فى الثورة، وماذا تنوى الثورة إذا اتحدنا؟..وسيادتك لم تقل شيئا فى هذا».. انتقلت أمينة السعيد إلى نقطة أخرى وهى عدم موافقتها على ما سمعته أكثر من مرة من القذافى بأنه يحمل على الثقافة غير العربية، قالت: «الثقافة تراث إنسانى فليست ملكا لأحد دون أحد.. ثم قالت له: «سيادتك قلت فى أكثر من مجال: تطبيق الشريعة حرفيا»، وعلقت السعيد: «العالم الإسلامى كله بيعانى من الحرفية، لأنها جمدت الفكر الإلهى، ومكنت قلة من الناس من السيطرة على المفاهيم الدينية بما لا يمكن أن يحقق الحضارة والتقدم».
رد القذافى: «هذا الكلام اللى بتقوليه ده هو نفس ما قلته فى اجتماع الاتحاد الاشتراكى هذا الصباح.. إننا يجب أن نناقش بعيدا عن الحرفية، مثلا النص على قطع يد السارق، يا ريت يجب لنا واحد التفسير، أو تفسير له أساس على أن قطع اليد ليس المقصود منه المعنى المادى..نقبل هذا الجدل داخل الإسلام.. يجب أن نشجع الاجتهاد فى الشريعة الإسلامية.. الإسلام ثورة قائمة فى كل مكان وزمان، قابلة للتغيير، للاجتهاد».
 
وفى موضوع الثقافة، تحدث أحمد رشدى صالح، مشددا على ضرورة الانفتاح على الحضارة العلمية الحديثة، والاختيار الرشيد من هذه الحضارة، لأن الثورة الثقافية هى الثورة إلى الأحسن، إلى ترحيب بالعلم والمعرفة العلمية، إلى تأصيل للفكر العربى القومى..رد القذافى: «احنا مش مختلفين على الحاجات اللى تفضلت بها أبدا».
 
وتحدث القذافى عن أصالة الفلاح المصرى: «هو الوحيد اللى ما يتركش أرضه، وده اللى جعل مصر باستمرار صامدة لكل الغزوات ولكل الضغوط اللى عليها، ومصر دائمًا تتمسك بالأرض، ولذلك كانت مقبرة للغزاة».. وأضاف: «احنا طالبنا بنسخ من الصحف المصرية تطلع فى ليبيا حتى نقضى على حاجة اسمها صحافة مصرية، وصحافة ليبية، وطالبنا إن احنا نشبك الإذاعات على بعض بحيث تصبح إذاعة واحدة.. تذيع البرامج المصرية.. أنا بأقول لهم روحوا الريف المصرى وجيبوا الموال المصرى والربابة والأغانى الشعبية واعملوها فى الإذاعة الليبية حتى تعرفوا الليبى بهذا الفن الأصيل».
 
سأله محمود أبو وافية عن «جماعة الإخوان».. أجاب: «لا أعتقد أن «الإخوان المسلمين» يمثلون فلسفة إسلامية بالمعنى الصحيح..إننا نعتبرهم عملاء الاستعمار، والشيوعيون عملاء الاستعمار الشرقى.. «الإخوان» ضد الاشتراكية والوحدة والقومية العربية.. ضد صداقتنا مع روسيا.. ولأنها كذلك لا بد أن يتحالف معها الاستعمار الغربى..الاستعمار ضد الوحدة يبحث عن أى واحد من الداخل ضد الوحدة، و«الإخوان» هم أول ناس ضد الوحدة العربية.

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة