ترويض الأفاعي هو استعراض يمتزج بالمهارة والشجاعة والثقة، يقوم على مراقصة ومداعبة الأفاعي داخل حلبة السيرك، فن السهل الممتنع الذي يبدأ بمخاطرة ومجازفة وينتهي بمداعبة وصداقة، علم له أسراره وخفاياه يحتاج للخبرة والخفية والاحترافية، وبرغم مخاطرها وصعوبتها إلا أن هناك من يمتهنها بمهارة وحب وتمثل له الأمان والراحة.
عاش محمد عطية محمد شوشان "تايسون" قرية نقيطة بمحافظة الدقهلية، حياته يدرب ويروض الثعابين والتماسيح باحترافية عالية، سعى أن يكون متفوقا ومتميزا في عمله، فتعلم وتثقف عن كل ما يتعلق بعلم الزواحف والثعابين وطور من قدراته ومهاراته بالرياضة والفنون القتالية حتى ذاع صيته محليا وعالميا نظرا لامتلاكه قوى خارقة، تمكنه من ابتلاع السيوف وجر المقطورات وحمل أحمال ثقيلة، وشارك في العديد من المسابقات والعروض المحلية والعالمية، حتى أصبح رمزا في مهنة ترويض الأفاعي على مستوى العالم.
ومع كل نجاح كان يحققه "تايسون" كان يزداد حجم الخطر الذي يواجهه فمع كل مراوضة لأفعى كان يواجه خطر سُمها القاتل، ومع ذلك كان يقدم عروضه باحترافية تنال إعجاب جمهوره، إلا أنه تعرض للإصابة مؤخرا نتيجة لدغ أفعى كوبرا له أثناء أداء أحد العروض دخل على أثرها في غيبوبة دامت لـ50 ساعة إلا أنه عاد للحياة، وانتصر على الكوبرا ليعود ويمتع جمهوره من جديد.
قال "تايسون"، إنه اكتشف قدراته الخارقة عندما كان يبلغ من العمر 6 أعوام، ففي يوم حدثت مشادة بينه وبين أصدقائه أثناء لعبهم لكرة القدم، فحمل جذع نخلة يزن ما يقرب من 100 كيلو جرام، وجرى وراءهم به، الأمر الذي أبهر وفاجأ الجميع، ومن هنا كانت بداية اكتشافه لامتلاكه قوى خارقة.
وعن سبب اتجاهه لصيد وتربية الثعابين والأفاعي، قال "تايسون": إنه اتجه لصيد الثعابين والأفاعي وتربيتها في منزله بعدما سمع عن موت الكثيرين بسبب لدغ الأفاعي لهم فقرر أن يكون صائدا للأفاعي والثعابين بهدف إنقاذ الناس وحمايتهم.
وأضاف "تايسون"، أنه بدأ يطور وينمي من قدراته في مجال القوى الخارقة وترويض الأفاعي من أجل الحصول على رزق له ولأسرته فمارس الرياضة ولعب ألعاب القوى والمصارعة والألعاب القتالية لإظهار قوته وتميزه في مجاله، حتى فاز بالعديد من البطولات على مستوى الجمهورية، وبدأ يقدم العديد من العروض المحلية لألعاب القوى الخارقة ومراوضة الثعابين في شرم الشيخ والغردقة ومع الوقت بدأ صيته وشهرته يصلان لخارج مصر، فبدأ يقدم عروضه في الخارج حتى أصبح من أشهر مروضي الأفاعي والتماسيح وصاحب أشهر عروض للقوى الخارقة على مستوى العالم.
وحكى "تايسون" عن واقعة لدغ الكوبرا له، فيقول إنه تعرض للحادث نتيجة عدم تركيزه أثناء أداء عرض ترويض ثلاثة أفاعي كوبرا بعرض خاص في إحدى الكافيهات بمدينة جمصة، فقامت إحدى الأفاعي بلدغه وجازف واستكمل العرض ثم سافر بعدها لمدينة المنصورة وفي الطريق شعر بتعب شديد نتيجة بدء سريان السم في جسمه نتج عنه فقدانه للوعي وتوقف جهازه العصبي ودخوله في غيبوبة تامة، وهي الأعراض الطبيعية التي تحدث بعد سريان سم الأفعى بدم الإنسان.
وعن تفاصيل مكوثه في المستشفى قال "تايسون"، إن بعض الأطباء لم يكن لديهم أي أمل في النجاة بعد دخوله في غيبوبة وبلوغ نسبة وعيه لـ3% فقط، وأبلغوا أهله بأنه سيموت لا محالة فلم يكن لديهم أمل من إفاقته من الغيبوبة مما عيَّش أهله في رعب دام لـ48 ساعة، ولكن البعض الآخر من الأطباء لم يفقدوا الأمل واهتموا بحالته جيدا وأصروا على استكمال علاجه حتى النهاية.
وتابع "تايسون"، بأنه كان على وعي بكل ما يحدث حوله ولكنه لم يكن قادرا على الحركة وبعد 50 ساعة بدأت عينه ترمش فاستبشر الأطباء ومع الوقت بدأت حالته تتحسن حتى عاد لمنزله من جديد ، مضيفا إن الأزمة التي مر بها كانت صعبة ولكنه عرف مدى حب الناس له، فقد تلقى اتصالات من محبيه من داخل وخارج مصر للاطمئنان على صحته.
واستطرد "تايسون"، إنه عاد للحياة من جديد بفضل وإرادة من الله، وقد يكون أخذه للأمصال المضادة لسم الأفاعي واللدغات التي تعرض لها خلال مراوضته للثعابين والأفاعي في مسيرته العملية سببا في إكسابه مناعة.
ويقول "تايسون"، إنه يدرك بأن مجال عمله يعرض حياته للخطر ولكنه يجازف ليعطي إثارة حقيقية، فإنه ضمن اثنين فقط في مصر الذين يؤدون عرض الثعابين السامة، وهي مفتوحة الفم فلا يقوم بتخييط فم الأفعى أو إلصاقه أثناء الاستعراض لتمكنه واحترافيته العالية في مجال مراوضة الثعابين والأفاعي.
وعند حديثه عن أفعى كوبرا التي لدغته يقول "تايسون"، إن أفعى كوبرا تعيش في شرق وشمال الدلتا، وهنا طالب "تايسون"، بضرورة تعميم تواجد مصل الكوبرا بمحافظات الدلتا ونبه على ضرورة إقامة ندوات تثقيفية لجميع أطباء قسم السموم بالمستشفيات لإنقاذ حياة الكثيرون اللذين يفقدون حياتهم نتيجة لعدم وجود خبرة في التعامل مع إصابات سموم الكوبرا، وضرورة وجود قسم لمعالجة السموم بكل مستشفى بكل قرية ومدينة ومحافظة.
وعما يروج من ادعاءات حول الأفاعي والثعابين، قال "تايسون"، إن مقولة "التعابين بتيجي على السيرة"، ليس لها أساس من الصحة فالثعابين لا تسمع، ولكنها ترى من خلال التقاط إشارات الأشعة تحت الحمراء من الأجسام الدافئة الموجودة حولها، كما أكد على ضرورة عدم قتل الثعبان إلا في حالة كونه سام للحفاظ على التوازن البيئي.
وعبر "تايسون"، عن استياءه من بعض اللذين يظنون أن أي أحد يراوض الثعابين يكون على علاقة بالجن، فيستعجب من ترسخ مثل هذه الأفكار في أذهان الكثيرين في ظل التقدم والتحضر الذي نعيشه اليوم.
وناشد "تايسون"، المسؤولين بإعادة فتح سيركه الخاص بمدينة جمصة بعد إزالته في فترة مرضه ومكوثه بالمستشفى، مطالبا بعودته في أسرع وقت ممكن لإنقاذ الكثير من العمال الذين تضرروا هم وأسرهم بغلقه باعتباره مصدر رزقهم الوحيد.